اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نادلات في مقاهينا ومطاعمنا.. لجذب الزبائن أم عودة لحياة مدنية

نادلات في مقاهينا ومطاعمنا.. لجذب الزبائن أم عودة لحياة مدنية

نشر في: 29 سبتمبر, 2012: 07:13 م

 بغداد/ نورا خالد.. عدسة/ محمود رؤوف فتيات في مقتبل العمر، بلباس معين، يرحبن بك بكلمات عذبة وكلهن حيوية ونشاط، يتنقلن بخفة بين الطاولات لخدمة الزبائن بابتسامة لا تفارق وجوههن، يتحملن الكثير من المضايقات من اجل لقمة عيشهن. نادلات المقاهي منهن من اختارت العمل بمحض إرادتها ورغبتها، ومنهن من اجبرت عليه في ظل غياب البديل.
rn ومهما كان السبب فهن يعملن غير آبهات بنظرة المجتمع لطبيعة عملهن في الصالات المغلقة، وخارجات عما  اعتاده البعض في اقتصار المرأة على الأعمال المكتبية أو البعيدة عن الاختلاط والاحتكاك المباشر مع الجنس الآخر، في بيئة شرقية لطالما رأت المكان الأنسب للمرأة هو في بيتها وأسرتها ،" نادلات المقاهي" ،ظاهرة أثارت فضول عامة الناس، في الفترة الأخيرة، فهذه " الموضة الجديدة"  حملت معها مجموعة من التساؤلات حول حقيقة هذا العمل، رغم أنها ظاهرة ليس بجديدة على المجتمع العراقي، إذ كانت موجودة في سبعينيات القرن الماضي إلا أن الحروب والأزمات الاقتصادية التي مر بها الفرد العراقي ساهمت إلى حد كبير في تراجعها. rnالجمال واللباقة والأناقة.. كفاءات مطلوبة‏rnعملي هو لحاجتي المادية ولإثبات ذاتي وليس لشيء آخر بهذه الكلمات المقتضبة أجابت سحر ذات الخمسة والعشرين عاماً على سؤالي حول ما الذي دفعها للعمل كنادلة فلم تجد سحر بديلاً عن هذا العمل لمساعدة أسرتها المتكونة من ثلاثة إخوة وأم عاشت طوال حياتها رهينة البيت، وهذا ما دفعها إلى الخوض في مجال لم يألفه المجتمع. فرغم قلة الأجر الذي تتقاضاه، إلا أنها تؤكد قناعتها به، وأضافت: لم أجد أمامي غير هذا العمل الذي ليس له علاقة لا بجانب الكفاءة أو المستوى التعليمي، بقدر ما يتم التركيز على مسألة الشكل المقبول واللباقة وهذا ما أتمتع به من ميزات فأنا لم أكمل دراستي حتى أجد عملا أفضل. وترى سحر أن العمل كنادلة ليس عيباً، خاصة إذا حافظت الفتاة على كرامتها التي تعلمت أنها أغلى ما يمتلكه المرء. وتعترف سحر بأنها لا تسلم في كثير من الأحيان  من النظرات التي تحاصرها وتتبع خطواتها في الذهاب والإياب، وسماعها للكثير من التعليقات التي تتغنى بمفاتنها، ولكن بالنهاية الأمر يعود  للفتاة فهي من تضع الحدود وتلزم الزبون بمعاملتها معاملة تليق بها، وتشير إلى أن الكثير من زميلاتها تركن العمل، وتوقفت بعضهن عن العمل بسبب  تعليقات بعض الزبائن ومضايقاتهم، ولكن  سرعان ما عدن لنفس العمل لأنهن وبكل بساطة لم يجدن البديل.rnالزبون دائماً على حقrnالزبون دائماً على حق بهذه المقولة استطاعت هدى كسب زبائنها والحفاظ على عملها كنادلة في احد المقاهي، رغم أن بعض الأشخاص يتوجهون بالطلبات إلى النادلة وكأنها خادمتهم الشخصية، إلا أنها عرفت دائما كيف توقفهم عند حدهم وبطريقة مؤدبة ، وأضافت هدى ذات الـ23 ربيعاً:على عكس الكثير من زميلاتي فانا افخر بعملي كنادلة ، ودائما أطالبهن بالا يعرن اهتماما للأشخاص الذين ينقصون من قيمة من تعمل كنادلة لأنه عمل شريف ومحترم، وعن سبب اختيارها لهذه المهنة أكدت  أن هذا العمل مناسب للفتاة خاصة إذا كانت غير متعلمة بحكم أنها معتادة  على الأعمال المنزلية، فالمرأة أقدر من الرجل لهذه الوظيفة، فهي الألطف والأجمل والأكفأ. وعن الدخل اعتبرته هدى غير كاف في ظل غلاء الأسعار ومتطلبات الحياة المتزايدة، إلا أنها في أكثر الأيام تعتمد على ما تجود به أيدي الزبائن من "بخشيش" ورغم قيام المرأة بجميع المهام المنوطة بها في هذا العمل  فان أجرها يظل بسيطا ولا يرقى إلى مستوى قوة عملها ولا يعترف لها بذلك بقدر ما تستغل أنوثتها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن، ورغم معارضة عائلة هدى في البداية على عملها ،لاعتقادهم أن هذا العمل  حكرا على الرجال فقط الا أنهم وافقوا  في النهاية خاصة بعد اقتناعهم بأنه عمل محترم وان هناك الكثير من الفتيات من يزاولن هذه المهنة، رغم علمهم بنظرة الجيران والأقارب السلبية لذلك، وتمنت هدى أن يغير المجتمع العراقي بنظرته للفتيات العاملات في المطاعم.rnطريقة لجذب الزبائنrnالجمال والأناقة شرطان أساسيان لقبول طالبة العمل، هذا ما أكده علي صاحب مقهى(.....) في الكرادة ويرى علي  في تشغيل الفتيات كنادلات عامل جذب بالإضافة إلى أن الفتاة تتمتع بقدرة أكبر من الرجل على التكيف مع المواقف، كما أنها أكثر التزاماً ومرونة في العمل، وأشار علي خلال حديثه الى ان المرأة تجعل للمكان رونقاً آخر، وتضفي عليه لمسة من الجمال والرقة، وعمل المرأة كنادلة ما هو إلا دليل على تمدن المجتمع وتحضره فنظرة المجتمع تغيرت كثيراً تجاه عمل المرأة كنادلة خصوصا بعد الانفتاح الثقافي والاقتصادي الكبير الذي شهده البلد ، ويستدرك بالقول: النظرة السلبية تعود لازدراء العمل في مجالات التخديم مقابل المال، أما عن  السبب الرئيسي لخوض المرأة في مجالات العمل هذه بمجتمعاتنا،  فيقول علي : يعود إلى الحاجة المالية، وهذا ما يدفع الفتيات إلى الخوض في مجالات لم يألفها المجتمع. rnمع وضدrnاختلفت الآراء ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram