عامر القيسيقصص كثيرة مشؤومة عن الرقم 13، يقال عنه لو صادف يوم جمعةٍ فهو أتعس الأيام، قصة تقول إن أساس هذا الاعتقاد يرجع إلى أنّ صلب المسيح صادف يوم الجمعة الثالث عشر من الشهر، ويعتقد المسيحيون بأن تلاميذ السيد المسيح في عشائه الأخير كانوا اثني عشر تلميذا وليلتها انتحر أحدهم (يهوذا)لأنه خان المسيح فاستبدل بآخر هو التلميذ الثالث عشر, فأصبح الاعتقاد أنه إذا اجتمع ثلاثة عشر شخصا فإن أحدهم سوف يموت.
rn عام 1390 ظهرت في فرنسا أوراق لعب الهدف منها ليس اللعب ولكن قراءة طالع المرء, هذه الأوراق تسمى tarot cards وهي عبارة عن 78 ورقة،ولكن الأهم من بينها 22 ورقة, كل ورقة تحمل رقم وصورة، ورقم 13 يحمل صورة هيكل عظمي يمسك بيده منجلا ويحصد به الرؤوس وهذه الورقة تعني الموت أو نهاية الشيء ولكن ليس بالضرورة أن يكون رقم 13 شؤما على صاحبه.rnقصتنا الجديدة مع هذا الرقم هي أن ميزانيتنا لعام 2013 ستكون 113 مليار دولار بزيادة مقدارها 13 مليار دولار عن هذا العام، سبقني لهذه الملاحظة جار قديم اتصل بي من بغداد ليقول لي " استاد اشراح نحصل من الزيادة " وأضاف بتهكمه الذي تعودت عليه منذ أن أصبحت جارا له قبل سنوات " حبيبي اشحصلنه احنه من الميه حتى نحصل من الزيادة وفوك الدرد رقمها 13 " وعندما عدت إلى البيت قلت لزوجتي التي طالما ناكفتني في تفاؤلي المفرط،أيام كان التفاؤل ممكنا،ميزانية العراق ستصبح العام القادم 113 مليار دولار، لم تعر بالا لما قلته إلا أنها علقت بما يشبه ما قاله جاري العزيز "أبومحمد " وشنو يعني.. انت موكتبت عمود عنوانه، حصتنه من النفط بالكشمش؟!rnلغة الأرقام الفلكية التي يتحدث فيها المسؤولون في حكومتنا الرشيدة، أطال الله في عمرها، لم تعد مثيرة للمواطن إلا من خلال تقليب مواجعه وتذكيره بما يمكن أن ينساه في حفلة معاناته الكبيرة التفصيلية اليومية، والكلام الذي يقال يوميا عن المنجزات الكبيرة التي يروجها إعلاميو الحكومة لا يفتح في عقل المواطنين بابا للأمل من أن تلك "المنجزات " والأرقام الترليونية سيجني منها شيئا وهو يلمس يوميا، سمعا وقراءة وشواهد، كيف يهرب الوطن إلى خارج حدوده.. وكيف تتكون طبقة السياسيين الأثرياء من الأرقام والمنجزات وكيف تتفاقم معاناته وتزداد مع تضخم وزيادة أرقام الميزانية من 76 مليار دولار عام 2011 إلى 100 مليار دولار عام 2012 إلى الميزانية المستقبلية عام 2013 إلى 113 مليار دولار .. ووسط هذه الزيادات الهائلة يبخل " نواب" الشعب ببضع مئات من الدنانير لرواتب المتقاعدين ومازال القانون بين "شعيط ومعيط وجرار الخيط " وكيف أن حكومتنا تمنّ على طالب جامعي بـ مئة ألف دينار شهريا لاتعادل أجور النقل أو الملازم أو الاستنساخات، وكيف أن المسؤولين والنواب يدسون أصابعهم لما يفترض أن يحدث من توزيع بعض زيادات الواردات النفطية للمواطنين، 400 دولار سنويا للفرد أي ما يعادل 33 دولارا شهريا وهو مايساوي ثمن الشيكولاته التي يتناولها ابن أي وزير أو نائب خلال يوم أو يومين!! rnمشهد متناقض بين فرح المسؤولين بالزيادات النفطية وبين يأس المواطنين من إمكانية الاستفادة من الثروات التي هي ملك لهم حسب الدستور والقوانين والتصريحات والشعارات التي تضج بها الفضائيات والصحف!!rnجاري أبو محمد الذي لا يكف عن مضايقتي كأني المسؤول المباشر عمّا يحدث قال لي حزينا " ربما يا استاد يلوحنه منهه بطانية لو صوبه قبل الانتخابات "..! rn113 مليار دولار عام 2013.. الله وحده يعلم في أي خانة سنكون من دول سرقة المال العام والفساد المالي وزيادة محتملة عليها 37 مليار دولار ديون قادمة.. سترك يارب!!rn
كتابة على الحيطان:113.. عام 2013 سترك يارب!!
نشر في: 29 سبتمبر, 2012: 07:52 م