rn سلام خياط الصورة أمامي، لشاب في العشرينات من العمر،أتفرس في ملامح وجه صبوح، سمح، نضر القسمات منفرج الأسارير، واثق النظرة، متطلع لغد بهي، كطبيب لامع... وأقارن في آخر صورة له وقد قارب الخمسين، شاحب السحنة،متجهم الأسارير، حزين النظرة، المقلة زائغة، والهلع باد لا تخفيه ابتسامة حاول صاحبها رسمها قسرا، فبدت كتكشيرة محتضر، أمر على ما كتب تحت الصورة:: الأسد يدخل المستشفى لإبعاد شبح ذبحة صدرية ألمت به البارحة.rn
rnذلكم هو بشار الأسد، طبيب العيون المؤهل لتخصص عال من جامعة بريطانية مرموقة، استدعاه أبوه على عجل. ليهمس في أذنه تلك الهمسة القاتلة: ستكون وريثي في الحكم.!ومن أجل ذاك المطلب عدلت فقرات في الدستور لتكون على مقاس الوريث الشاب، وغيرت ديباجة قوانين، ومنح رتبا عسكرية لتلافي مراسيم أداء التحية لضباط أكبر منه عمرا، وأعلى مرتبة.وتسلم الطبيب مقاليد سلطة، قلقة ومهتزة، محاطة بالشراك من كل جانب.rnمنذ تلك اللحظة، والقلق ما بارح صدر الطبيب، ولا فارق الخوف سكان القصر، خوف شرس من انقلاب، خوف من اجتثاث رقبة، خوف على الأسرة والعائلة. خوف على الثروة التي جمعها ليرة ليرة على مدار سنين، ماذا لو حيل بين بشار وبين السلطة، أما كان اليوم يعيش رغدا كطبيب، كجراح عالمي، يعيد البصر لمن فقد النظر، وينقذ الآلاف من مصير العمى؟ ويتنعم برغد العيش كرب عائلة سعيدة؟بدلا من العيش كرئيس متمسك بالكرسي، بذمته مصير شعب، وفي عنقه دية دين،، دم!rnأتساءل: كم بشار أورثه أباه مقاليد السلطة، جنتها وجحيمها؟rnقبله قتل صدام حسين ولداه،قبل أن تقضي عليهما قوات الاحتلال. كيف؟ حين بدأ بتهيئة أحدهما للوراثة، وأطلق لهما العنان، ووضع بكفيهما زمام السلطة فكان ما كان.rnبعده.. أولئك أولاد القذافي الذي كان يهيئ أحدهم للحكم، نراهم ما بين صريع ومصروع، ولائذ بحمى، ولاجي يستجدي رحمة، ويرتضي صدقة. rnالشواهد كثيرة، ومتداولة، فذاك بشير الجميل، وهؤلاء أولاد حسني مبارك، وقبلهم راجيف غاندي، وبعده نجل جون كندي، الذي قضى نحبه إثر خلل في الطائرة، ولم ينج السقوط الدرامي من شبهة اغتيال مدبرة.rnيختلج قلبي حنانا وخشية، فأشيح ببصري عن صورة صبي جميل بريء، ما يني يعدل وضع نظارته الطبية، لئلا تنزلق فيتعثر، أشفق عليه محبوسا في حلة رسمية، يمسك عصا الانضباط، (ربما ليفتش حرس الشرف) يحيطه حرس الحماية، يتلفت برهبة طفل زج في حلبة ملاكمة، خطواته متعثرة كتلميذ في أول يوم له بولوج المدرسة. معهود إليه بمهمة ينوء تحت ضغوط مراسيمها أعتى الرجال... ذاك هو ولي عهد الأردن الأمير حسين، بن الملك عبد الله.. أشفق على طفولته وصباه، وأعيذه من شر وحول السلطة، ومذاق عسلها المر. rnلماذا يهيم الآباء بأكل العنب، ويتركون أولادهم، بالحصرم يضرسون؟!rnrn
السطور الأخيرة :هذا جناه عليّ أبي...
نشر في: 30 سبتمبر, 2012: 09:25 م