TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تطوير العملية التربوية

تطوير العملية التربوية

نشر في: 1 أكتوبر, 2012: 06:02 م

حسين علي الحمدانيكيف يمكننا أن نقول بأن دولة ما في طريقها للتقدم والنهوض ؟ وما هي العوامل التي تجعلنا نتفاءل بالمستقبل؟عادة ما تكون سبل التقدم لها مقدمات وأبرزها الخطط الخمسية أو العشرية,وليس الخطط الارتجالية غير المدروسة، والتصريحات النارية والتي تجعل المواطن يرسم للوطن ألف صورة وصورة .
rnفالجميع يعرف بأن تقدم البلد من تقدم التعليم وتحسينه وترصينه بحيث تكون مخرجاته واضحة من شأنها أن تبني إنساناً قادراً على استيعاب مرحلته وليس العكس .rnومن ينظر لواقع التعليم في العراق الآن لا يمكنه أن يتصور ثمة تغير اجتماعي وفكري وسياسي واقتصادي سيحصل بعد سنوات قليله ، ومستوى التعليم في البلد يعاني  أشياء كثيرة أولها بالتأكيد اتباع المناهج التقليدية في التدريس ،وهذه المناهج أصبحت ( خارج الخدمة) في الكثير من الدول بما فيها بعض الدول العربية ، ولكننا ما زلنا متمسكين بها رغم مخرجاتها السلبية في العقود الماضية ، ونحن هنا نتحدث عن المنهج المدرسي وهو بالتأكيد يختلف جذريا عن الكتاب المدرسي الذي هو جزء بسيط جدا من المنهج المدرسي الذي يشتمل على منظومة متكاملة من وسائل الإيضاح الحديثة ، ولكننا ما زلنا ننظر للكتاب على أنه المنهج وبغيره لا يكون هنالك منهج يدرس ويعلم، وتلك مشكلة كبيرة ترسخت في أذهان حتى "عباقرة التربية في العراق" الذين يفاخرون بأن يضعوا عبارة الطبعة الخامسة والثلاثين على الكتاب المدرسي وكأن العالم لم يتغير منذ 35 سنة ، لكنه في مناهجنا فعلا ما زال العالم لم يتغير ولم يتطور وظلت حركة التاريخ متوقفة عند آخر كوكب درسناه منذ 30 سنة وما زال في مناهجنا المدرسية هو الكوكب الأخير رغم اكتشاف كواكب شمسية أخرى جديدة .rnوبقينا نعتمد على الكتاب المدرسي ونبحث عنه ونفتقده دون أن نفكر بتوفير ما يسند هذا الكتاب ويدعمه ويجعله حلقة من سلسلة تعليمية متكاملة، فإذا لم يصل الكتاب أصبحت مشكلة تشكل لها اللجان وتصرف عليها الإيفادات ، وتنظم لأجلها الندوات والمؤتمرات .rn ونجد دائما من يشكو  ( تسرب الكتاب المنهجي المدرسي ) وبيعه بالسوق السوداء على  الأرصفة وشارع المتنبي وغيرها من الأماكن ، وحقيقة الأمر ما زالنا نفكر بذات المشكلات التي كان يفكر بها النظام المباد ، ونعتبر تسرب الكتاب المدرسي كارثة تهدد التعليم وتقضي عليه دون أن نفكر بتسرب الطالب والتلميذ من مدرسته ، أيهما أهم الكتاب أم من يقرأ الكتاب ؟ rnوهذا ما يجعل الدولة العراقية تنهمك في إيجاد حلول لمشاكل لم تعد مشاكل في دول أخرى ، فبإمكان وزارة التربية أن تضع المنهج المدرسي على قرص مدمج وتوزعه على طلبة المدارس خاصة في المراحل المتقدمة كالإعدادية خاصة ،وإن أغلب طلاب هذه المرحلة لديهم حواسيبهم الشخصية أو بالإمكان توزيع حواسيب لهم وهذا ليس ترفا كما يتصور البعض بل هو ضرورة تقتضيها مبررات النهوض ، نحن ما زلنا نخاف أن نضرب على لوحة المفاتيح وجل إدارات مدارسنا تتصور بأن الحاسوب ( شيطان )، وحتى مديريات التربية في جميع محافظات العراق ما زالت تستخدم التعاميم الورقية ولم تفكر في يوم من الأيام بأن تعمم بريدها على الإيميل من أجل تقليص كمية الورق المستخدم من جهة والوقت المستغرق من جهة أخرى  وتحديث المنظومة الإدارية التقليدية.rnما يمكن قوله إننا ما زلنا لا نهتم بالتعليم ، ونضعه في الخانة الثالثة أو الرابعة من أولوياتنا ، رغم أنه الأكثر أهمية من غيره ، فهل يعقل مثلا أن يتم إدخال منهج اللغة الإنكليزية للصف الثالث والرابع الابتدائي دون أن تقام دورة واحدة للمعلمين بغية تدريبهم على كيفية تدريسه؟  وهل يعقل مثلا أن تتغير أغلب المناهج الدراسية دون أن يتم تدريب المعلم والمدرس على ذلك  ؟rnأليس هذا إهمالاً أم سوء تخطيط رغم أن في وزارة التربية مديرية تخطيط ، وفي كل مديرية عامة للتربية شعبة تخطيط  يديرها مسؤول كبير ، ويفترض أن يضع الخطط الكفيلة بالنهوض بالواقع التربوي .rnلذا فإن 5% من الميزانية العامة لا يمكن لها أن تجعل البلد ينهض لأن النهوض يبدأ من التعليم ثم المجتمع بكامله.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram