TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الأستاذ غالب الشابندر .. لم تخسر حياتك بل خسروا أنفسهم

الأستاذ غالب الشابندر .. لم تخسر حياتك بل خسروا أنفسهم

نشر في: 1 أكتوبر, 2012: 06:04 م

ساهر عريبيوكيف يخسر حياته ، من يراعه لم يجف حبره منذ عقود وهو يسطر ملاحم فكرية خلّاقة، وكيف يخسر حياته من لذة العلم لديه فوق كل لذة، وهل يخسر حياته من لم يخسر نفسه وأبى أن ينزلها من عليائها لحضيض ساسة المنطقة الخضراء المليئة بالمؤامرات والدسائس؟
rnوهل يخسر حياته من ترك آثارا خالدة سيذكرها المهتمون أبد الدهر،وهل خسر رجل علم وفكر حياته حتى وإن مات وطمر تحت الثرى؟rnلم تخسر حياتك ويكفيك فخرا أن قلمك النحيف يؤرقهم ويقض مضاجعهم وهم عاجزون عن مقارعته برغم القوة التي يتمتعون بها ،سواء سياسية كانت أم عسكرية أم مالية أم دينية مزيفة.وكيف تخسر حياتك وقلمك لم يتكسر على أعتاب أبواب قصورهم كما انحنت تلك الأقلام التي لم تعرف في حياتها سوى الانحناء للطاغوت والدينار.أقلام لا تعرف سوى مدح الحاكم كائنا من يكون،أو تعجب أن تلك الأقلام البائسة الخاوية التي كانت تمدح أصابع صدام المجرمة التي اغتالت الصدر الشهيد فتقول له (إصبع من جفك يسوة الدنيا ومافيها) أو تعجب أن تتصدر المشهد الإعلامي اليوم فيما ما زلت تعيش أنت في المنفى؟ فلاتعجب لأنها أقلام برسم البيع والمشتري حاضر أن يدفع من مال العراق.rnفلاعجب إن ناصبك هؤلاء العداء وأبعدك أسيادهم ولم يعطوك حقك إلا أنك ورغم ذلك لم تخسر حياتك .فمن خسر حياته هو من خسر نفسه ووقف على أبوابهم يستجدي منصبا أو مساعدة أو يكتب كتابا مزيفا أو مقالة يتقرب فيها إلى هذه الطغمة الفاسدة.وأما أنت فأبت نفسك الكبيرة أن تطلب من هؤلاء النكرات منصبا وإن كنت تستحق أن تجلس على رأس بيت الحكمة أو تصبح كبير مستشاري دولته السياسيين أو أن يكرموك ،وأنى لهم ذلك وهل تتوقع من فئة جاهلة متخلفة أن تكرم مفكرا؟وهل تتوقع من دولته النهوض بهذه الأمة وهو الذي يشرّد مفكريها وكفاءاتها في شتى بقاع الأرض ولا يقرّب سوى الفاسدين والمجرمين وأصحاب الشهادات المزيفة ؟rnلقد خسروا حياتهم مذ خسروا أنفسهم بعد أن خانوا عقيدتهم وفكرهم، فحزبهم الذي تأسس لمقارعة الطاغوت ولإقامة العدل في الأرض سقط سقوطا مدويا في المستنقع،ولم يسبقه حزب إسلامي لا من الأولين ولا من الآخرين في مثل هذا السقوط!فذاك حزب العدالة والتنمية التركي الذي تزداد الجماهير التركية حبا له عاما بعد عام بسبب نزاهته وكفاءته ،وتلك حركة النهضة في تونس،وذلك محمد مرسي البسيط والمتواضع في مصر ،وذلك نجاد.وانظر إلى المالكي ورهطه جعلوا أرض الحضارات أضحوكة أمام العالم.rnقبل أيام جاءنا لموقع العمل يهودي من أصل عراقي وهو مالك للبناية التي نعمل بها فسلم علينا ثم دخلنا معه في حديث سياسي حول إسرائيل ونحن نمازحه فقلنا له إن إيران ستنتج قنبلة نووية وستبيدكم في إسرائيل فضحك وقال مو مشكلة عندنا سبعة ملايين يهودي احتياط في أمريكا فضحكنا.إلا انه قال كلمتين آلمت الجميع.قال نحن في إسرائيل لا نملك سوى العقل وبنينا أنفسنا وأما أنتم فلديكم النفط ولكن انظروا لحالكم.ثم قال نحن كسنغافورة وهونك كونك.rnفقلنا له إن المشكلة لدينا في فساد الحكومة ،فضحك وقال عمي والله ماصايرة البوك مو هيجي يابة دودولنه سياسييكم اندخلهم دورة بالسرقة في إسرائيل عمي احنه انبوك 25٪ والباقي للشعب الإسرائيلي بس انتم البوك عدكم مية بالمية .هكذا هي سمعة العراق في عهد الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية ،حزب الشهداء .لقد خسر هؤلاء أنفسهم مذ تنكروا لمبادئهم ومذ تاجروا بدماء الشهداء ،كانوا يقولون لا يجوز الانتماء لحزب البعث ولو أدى الأمر إلى الموت،واليوم لا يقربون سوى البعثيين المجرمين.rnلقد خسروا أنفسهم مذ سرقوا وطنا بأكمله ،سرقوا ترابه ومناصبه وسرقوا البسمة من شفاه أهله وأشاعوا فيه الموت والرعب بتعاونهم مع الإرهاب.فحزب الدعوة الذي يشرف على وزارة الداخلية يستورد أجهزة فاسدة لكشف المتفجرات كما كشف عقيل الطريحي المفتش العام وعضو الدعوة والذي قال بأنها ساهمت في قتل العراقيين.والقائد العام لايحرك ساكنا لأنه شريك في الجريمة.لقد وصلت بهم الدناءة إلى حد قتل العراقيين وسفك دمائهم من أجل المال!rnلقد خسروا أنفسهم مذ سرقوا أفكارك وبنوا عليها مجدا زائفا سواء عبر الإعلان الشيعي أو عبر مشروع النجف أو عبر المقترحات التي قدمتها لدولته ،فهؤلاء تافهون خاوون تعجبك أجسامهم وهم خشب مسندة .ولقد خسروا أنفسهم مذ انحنوا يقبلون أيدي بريمر وأبسط مسؤول أمريكي.ولا أريد اليوم الحديث عن فضائحهم وذلتهم أمام الأمريكان أيام كنت أعمل في العراق من خلال منظمة الأمم المتحدة. كانوا يتصل بي وزراء وأعضاء كتل نيابية يطلبون مني مساعدتهم في الترجمة.rnوكانوا يجرون الحسرات ويقولون لماذا لم نتعلم الانكليزية في المهجر؟كانوا يعيشون عيشة تافهة في الغرب فأصبحوا بين ليلة وضحاها قادة لبلاد الحضارات.فالوزير الفلاني يتصل بي ليلا شبه باك يطلب مني الاتصال بالأمريكان لأن الجيش الأمريكي منعه من دخول المنطقة الخضراء!والآخر وهو نيابي بارز يطلب مني ونحن جالسون في فندق الرشيد أن أترجم كلامه حرفيا للأمريكان.rnفيبدأ كلامه أولا بالتحريض على الكرد ويختمه بالتوسل بهم لكي يعينوا وزيرا من كتلته في حكومة المالكي. وأما النيابي القانوني فيطلب مني أن أساع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram