سامي عبد الحميد في مقالة للشاعر العراقي المجدد (فوزي كريم) تحدث عن أوبرا عايدة للموسيقار الايطالي فيردي، وأشاد الشاعر بمضمونها وشكلها وبموسيقاها، وذكرتني المقالة بأنني وعائلتي سبق وشاهدنا تلك الأوبرا الأخاذة تعرض في الامبيتيانر- المسرح المفتوح المدرج- في مدينة فيرونا الايطالية
rn وكنا قد زرناها برحلة سياحية بسيارتنا الخاصة أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، يومها التقينا بمجموعة من الشباب العراقيين يسكنون تلك المدينة وقاموا بمساعدتنا في الحصول على تذاكر الدخول إلى المسرح، حيث اشتروها لنا من السوق السوداء بعد أن كانت قد نفدت من شباك التذاكر.rnدخلنا من بوابة المسرح الكبيرة ووزع علينا المسؤولون عليها شموعاً طلبوا منا إيقادها مع بدء عرض الأوبرا، ولم ننتظر طويلاً حتى أطفئت أضواء المسرح واشتعلت الشموع التي يحملها المتفرجون بأيديهم فكان منظراً ساحراً لم نشاهد مثله من قبل. وبدأ العرض وراح معظم المتفرجين الايطاليين يرددون بعضاً من المقاطع الغنائية التي يؤديها الممثلون/ المغنون، ولكن بصوت واطئ. وأضاف همس المتفرجين بتلك المقاطع سحراً آخر إلى العرض الذي امتاز بالدقة التاريخية في المناظر التي تمثل العمارة الفرعونية وبالأزياء التي تمثل طراز مرحلة أحداث الحكاية.rnكانت مشاهدتنا لأوبرا عايدة وفي مدينة فيردنا فرصة نادرة وثمينة، وبعدها كان لابد لنا أن نتجول في تلك المدينة التاريخية وان نبحث عن منزل عائلة (جولييت) بطالة مسرحية شكسبير (روميو وجولييت)، وبالفعل وجدنا قد حافظت بلدية المدينة على معالمه كما كانت في الماضي وشاهدنا (البالكون) الذي كانت تطل منه (جولييت) لتلتقي بحبيبها (روميو) وقلت في نفسي حبذا لو أن أمانة بغداد تحافظ على البيوت التراثية للشخصيات العراقية الشهيرة لتكون مزاراً للسياح وليتعرفوا على عمق ثقافتنا.rnأحالتني مشاهدة (عايدة) إلى ذكرى مشاهدة أوبرا أخرى للموسيقار (فيردي) قدمت في دار الأوبرا القديمة التي احترقت وبنيت دار أوبرا جديدة في مكان آخر من القاهرة بمساعدة يابانية، وأتذكر أن المغنية المصرية (عفاف راضي) واختفت الآن عن الساحة الفنية قد مثلت الدور الرئيس في تلك الأوبرا، وأحالتني ايضاً الى ذكرى مشاهدة المسرحية الموسيقية (الأمير فخر الدين) من أعمال الإخوان رحياني ومثلت الدور الرئيسي فيها الرائعة (فيروز) يومها كنتُ عائداً من لندن بعد أن أنهيت دراستي في الأكاديمية الملكية لفنون الدراما ومررت على بيروت لأزور الصديق (يوسف العاني) وقد استوطن هناك بعد أن لاحقته سلطات 8 شباط 1963، وهو الذي دعاني لمشاهدة تلك المسرحية الموسيقية الأخاذة، كنت أشاهد العرض بعناصره الدرامية والموسيقية، وبالأداء الغنائي والراقص للمجاميع وللأفراد ما أبهرني بحيث انهمرت دموعي مدرارة من شدة إعجابي بالعرض وكنت أقارنه بعروض المسرح الموسيقي في لندن مثل عرض (سيدتي الجميلة). ولقد سبق اللبنانيون العرب جميعاً وتفوقوا عليهم جميعاً في هذا النوع من الفن المسرحي الاستعراضي الشامل ومن حقهم أن يفخروا به.rn
كواليس:مع (عايدة) قبل (فوزي كريم)
نشر في: 1 أكتوبر, 2012: 06:22 م