rn حازم مبيضين rnبعد أكثر من عام ونصف العام من القتال المحتدم في سوريا, فتح الله على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, الشيخ خالد مشعل, فاختار منصة حزب الحرية والعدالة التركي, ليعلن الوقوف إلى جانب الشعوب العربية في المطالبة بالحرية والكرامة, والانتقال نحو الديمقراطية، ويشدد على أن "حماس" تقف اليوم مع الشعب السوري في ثورته المطالبة بالحرية والكرامة.rn
rn rnاحتاج مشعل إلى ثمانية عشر شهراً وأكثر من ثلاثين ألف قتيل, وإلى منصة إخوانية بامتياز, وفوق ذلك آمنة ومعتبره, ليمنح لضميره " المتأسلم " فرصة الصحو, وليترك لعينيه فرصة التطلع إلى الحقيقة, التي تمنحه شجاعة الترحيب بثورة الشعب السوري, الذي يسعى للحرية والكرامة, لكنه يضيف مستدركا أن تنظيمه يريد حقن الدماء الزكية.rn rnلا يتوقف القيادي الحماسي عند حدود الترحيب بالثورة, فالجغرافيا تفرض عليه التنظير ضد مزاعم دمشق بأنها عاصمة المقاومة والممانعة, فتعلو نبرة صوته الذي يستمع إليه حشد من الأتراك, ويؤكد أنه لا تعارض بين تبني الحرية والديمقراطية والإصلاح, وبين تبني المقاومة والوقوف في وجه الهيمنة والاحتلال.rnدكتاتورية الجغرافيا فرضت نفسها على مشعل ثانيةً, حين استذكر السلطان العثماني عبد الحميد, ليشيد بتضحياته من أجل فلسطين, التي يرى الشيخ الحماسي أنها لا تختزل بالانقسام, وبما يعني تأكيد انعزال قطاع غزة, تحت ظل حكم إمارة إخوانية, وطبعاً بشرعية إسلاموية, يتقن تنظيم الإخوان المسلمين تحويرها بما يخدم مصالحه وتطلعاته.rnما يعنينا في خطاب مشعل, الذي تذكر للحظات أنه فلسطيني, فجاء على ذكر فلسطين من بوابة الترويج لحركته, بأنها قابلة للسلم ومستعدة للحرب, هو الترويج للحزب الذي يستضيفه في مؤتمره, باعتباره نموذجاً على الدول العربية الاقتداء به, فإذا علمنا أن حزب أردوغان جاء من رحم جماعة الإخوان العالمية, التي تنضوي حماس تحت مظلتها, أدركنا خطورة الدرب الذي تسعى هذه الجماعة لسوق الشارع العربي في دروبه.rnما يعنينا أيضاً هو الصحوة المتأخرة تجاه ما يجري في سوريا, وهو إذ يتحدث اليوم عن حق الشعوب في الحرية والديمقراطية, فليس غريباً أن تتردد في أدبيات حماس قريباً نغمة الحكم العلوي, تساوقاً مع تفكير جماعة الإخوان " السنية ", التي يحلم مشعل بأنها ستقود المنطقة, فتعطي لتنظيمه مكان الصدارة في فلسطين, ليتم وأد المشروع الوطني فيها, والذي استنزف دماء آلاف الشهداء, قبل أن يسمع أحد باسم حماس.rnالانتهازية الحماسية واضحة وجلية, فمشعل الذي كان يصلي خلف إمام مؤمن بولاية الفقيه في قم وطهران, ويملأ خزائن حماس من الدولار الإيراني الحلال, يتحول اليوم للصلاة في مساجد آل عثمان, على ما بين طهران وأنقره من خلافات سياسية وفقهية عميقة لانظن أن رئيس المكتب السياسي لحماس غافل عنها إن لم نقل إنه يلعب على تناقضاتها.rnلا ننكر على أي تنظيم سياسي بناء التحالفات المفيدة, لكن ذلك يتحول إلى فعل معيب إن تخلى عن المبادئ, خاصة الوطنية والدينية, واستهوته لعبة القفز على الحبال, وهذا هو حال حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي هذه الأيام. rnمسكين الشعب الفلسطيني.rn
في الحدث:مشعل يأتي متأخراً
نشر في: 1 أكتوبر, 2012: 06:27 م