اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > إريك هوبزباوم شاهد على عصر مثير وحافل بالحروب

إريك هوبزباوم شاهد على عصر مثير وحافل بالحروب

نشر في: 2 أكتوبر, 2012: 06:56 م

المدى الثقافيعن عمر ناهز الخامسة والتسعين توفي المؤرخ البريطاني الشهير إيريك هوبزيوم، أمس الأول، حسب بيان أصدرته عائلته. وقالت ابنته جوليا إن والدها قد وافته المنية في الساعات الأولى من صباح الاثنين في مستشفى "رويال فري هوسبيتال" في العاصمة البريطانية لندن، حيث كان يتلقى العلاج نتيجة مرض ذات الرئة.
يذكر أن هوبزباوم، وهو مؤرخ ماركسي، ألف أكثر من 30 كتابا، إلا أنه اكتسب شهرته من مجموعة أعمال كتبها وهي سلسلة عن تاريخ القرن العشرين "عصر الثورة" التي ترجمت إلى 40 لغة.وقالت عائلته "لن تفتقده زوجته مارلين ذات الخمسين عاما وأبناؤه وأحفاده فحسب، بل سيفتقده أيضا الآلاف من قرائه وطلابه حول العالم".ولد هوبزباوم لأبوين يهوديين في مصر عام 1917، وهو العام الذي قامت به الثورة البلشفية، وغلب على حياته وأعماله التزامه بالاشتراكية المتطرفة.وانتقل والده البريطاني ووالدته النمساوية إلى فيينا عندما كان عمره عامين، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى برلين.وفي الرابعة عشرة من عمره وبعد فقده والديه، انضم هوبزباوم للحزب الشيوعي وانتقل للعيش مع عمه.وكان هوبزباوم وهو في الثمانين من عمره يحكي عن نفسه قائلا: "إن أي شخص رأى صعود هتلر أمام عينيه يجب أن يكون قد تأثر سياسيا بذلك. ولا يزال ذلك الصبي بداخلي وسيظل".وانتقل هوبزباوم إلى لندن عام 1933، في الوقت الذي أحكم فيه هتلر قبضته على السلطة.وبعد أن حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كمبريدج، أصدر كتابه الأول عام 1948.وعين هوبزباوم محاضرا بكلية بيربيك في لندن عام 1947، ليمضي حياته المهنية كلها في الكلية ويجري تعيينه رئيسا لها في ما بعد.وتعد من أشهر أعماله سلسلته ذات الأجزاء الثلاثة عن تاريخ القرن العشرين، وكتابه "عصر الثورة" الذي يتحدث فيه عن العقود الثمانية منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، حتى سقوط الشيوعية في أوروبا.ولم يتوقف هوبزباوم عن الكتابة حتى قبل وفاته بقليل، فأصدر هوبزباوم العام الماضي وهو في سن الرابعة والتسعين كتاب "كيف تغير العالم" عام 2011، وهو دفاع عن الماركسية التي اعتبر أنها ما زالت وثيقة الصلة بعصرنا خاصة بعد الأزمة المالية العالمية وانهيار البنوك الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما عده علائم فشل للرأسمالية. .ويقول هوبزباوم إنه عاش في ما يعتقد أنه "أفضل القرون وأسوأها في آن معا في تاريخ الإنسانية".ومع كونه ماركسيا متمسكا بمبادئه، إلا أنه اعترف بإخفاق الشيوعية في القرن العشرين. ومع ذلك، لم يتخل عن مبادئ الماركسية.وقال زعيم حزب العمال البريطاني إيد ميليباند" إن هوبزباوم "كان مؤرخا عظيما، ومتحمسا لنظرياته السياسية، وصديقا رائعا لعائلته".وأضاف قائلا: "لقد أرخ في كتبه لمئات السنوات من تاريخ بريطانيا، لتكون متاحة لمئات الآلاف من القراء. لقد نجح في إخراج التاريخ من برجه العاجي ليكون موجودا بين الناس".وأضاف ميليباند: "إلا أن هوبزباوم لم يكن رجلا أكاديميا فحسب، بل كان يركز اهتمامه الشديد على الاتجاهات السياسية في الدولة. وكان من الأوائل الذين اعترفوا أن هناك تحديات تواجه حزب العمال في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بعد ما طرأ على طبيعة مجتمعنا من تغيير".وقد وصفه المؤرخ "ديفيد كوت" David Caute في 2002، بأنه ربما كان "أعظم مؤرّخ على قيد الحياة.. لا في بريطانيا وحدها، بل في العالم". وفي عام 2003 مُنح جائزة بالزان Balzan للتاريخ الأوروبي منذ عام 1900، لا سيما "على تحليله الرائع للتاريخ المؤلم لأوروبا في القرن العشرين، وقدرته على المزاوجة بين عمق البحث التاريخي والموهبة الأدبية الكبرى".  في حوار مثير معه يصف هوبزباوم العصر الحديث بقوله : عند أحد المنعطفات في سبعينيات القرن العشرين وقع انقلاب حاد بين الماضي والحاضر، في سجال جمعني مع لورنس ستون في 1979 ـ 1980 حول (صحوة السرد)، تساءلتُ :"ما الذي يجري مع أسئلة لماذا الكبرى؟". ومنذ ذلك التاريخ تعرضت الأسئلة التحويلية الكبيرة عموماً للنسيان من قبل المؤرخين. وفي الوقت نفسه كان ثمة توسيع كبير لمدى التاريخ ـ بتنا قادرين على الكتابة عن كل شيء يخطر ببالنا: عن الأشياء، العواطف، الممارسات. بعض هذا كان مثيراً، غير أن زيادة هائلة كانت قد حصلت فيما يمكنك أن تطلق عليه تاريخ المعجبين والهواة، ذلك التاريخ الذي تدوِّنه الجماعات لمجرد أن تشعر بالرضا عن نفسها. كان المقصد تافهاً؛ أما النتائج فلم تكن دائماً كذلك. فقبل بضعة أيام لاحظت مجلة تاريخ عمالي جديد فيها مقالة عن الزنوج في ويلز خلال القرن الثامن عشر. ومهما كانت أهمية الأمر بالنسبة إلى الزنوج في ويلز، فإنه ليس بحد ذاته موضوعاً استثنائي المركزية. لعل الأشد خطراً في الحدث هو، بالطبع، صعود الخرافة (الميثولوجيا) القومية، أحد إفرازات مضاعفة عدد الدول الجديدة، التي تعين عليها أن تجترح تواريخها القومية ـ الوطنية. يتمثل عنصر وازن في هذا بشروع الناس في قول: لسنا مهتمين بما حصل، بل بما يُشعرنا بالرضا والراحة. والمثال الكلاسيكي لذلك هو سكان أميركا الأصلي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram