اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > متوالية صراعات

متوالية صراعات

نشر في: 2 أكتوبر, 2012: 07:01 م

حسين رشيد1حين نتحدث اليوم عن شكل ومضمون الصراعات في المنطقة عموما والعراق خصوصا، فلابد من ربطها بجذور وتاريخ الصراعات التي عاشاتها المنطقة وعاشها العراق. إذ تعود بعض جذور هذه الصراعات إلى أبعد مما نتصور،
فطبيعة الإنسان الساكن في هذه المنطقة مرتبطة بعقد وصراعات محلية وقبيلة، غرستها قيم وأفكار وأطماع متناقض ،كما عززتها الصراعات الاستعمارية والعالمية حول السيطرة والهيمنة على المنطقة بشكل تام، لما تتمتع به من موقع إستراتيجي مهم يربط العالم باتجاهاته الأربع من خلال مناطق العبور والمضايق العالمية ، مع مصادر الطاقة من نفط خام وغاز وثروات أخرى، وامتلاكها مؤهلات وميزات أخرى كثيرة تجعلها سببا رئيسيا لكثرة الصراعات والحروب والأطماع.   بالإضافة إلى أن الكثير من الثورات والانتفاضات والانقلابات، تفجرت فيها أدت إلى تغيير أنظمة دكتاتورية شمولية والإطاحة بأخرى  مع تبديل شكل ونظام الحكم. كل هذا ولّد بمرور السنين صراعات جديدة أغلبها فكرية وأيدولوجية وعقائدية، مثلما أعادت الروح لبعض الصراعات التاريخية، بمساعدة الكثير من التأثيرات والمؤثرات الخارجية، وبشكل خاص الاقتصادية منها. في ظل هكذا صراعات تعمقت جذور العنف والقسوة ما بين المتصارعين، داخليا في أي بلد من هذه البلدان، وخارجيا في ما بينها. وهنا تختلف نوعية الصراعات، فالصراعات الداخلية غالبا ما تتسم، بالدينية، والمذهبية، والطائفية، والأيدولوجية، والطبقية، والقومية، تأخذ في أغلب الأحيان شكل المصلحة الخاصة لكل طرف من الأطراف المشار إليها سلفا، وهي الأخرى تتشظى حتى تصل إلى مصالح حزبية وفئوية وشخصية. أما الخارجية فهي بالغالب صراعات هيمنة عسكرية أو اقتصادية على مناطق متنازع عليها، اقتطعت أو ضمت في فترات الهيمنة الاستعمارية من هذه الدولة إلى تلك ،مع انعكاس جزء من هذه الصراعات على الأوضاع الداخلية لبعض بلدان المنطقة التي تتميز بتنوع أديانها، وقومياتها، ومذاهبها، ومنها العراق، الذي ابتلي بكل أنواع الصراعات، مثلما ابتلي بصراعات دول الجوار وأخرى إقليمية وعالمية تدور بالسيطرة عليه، عسكريا أو اقتصاديا أو دينيا مذهبيا.rn2لتاريخ الصراعات في العراق حكايات وحكايات، فهي متنوعة وكثيرة بدءاً من صراع السلطة والإدارة، والصراع المجتمعي، والثقافي، والقومي، والطائفي، والحزبي، والفئوي، الخ من صراعات، كان العراق أرضا خصبة لها، بفعل تأثيرات ومؤثرات داخلية وخارجية في الأغلب.فمنذ نيسان 2003 ورحى الصراعات تدور وتدور، أرهقت آلاف الأرواح، هدرت وسرقت مئات المليارات من الدولارات، دمرت كل ما تبقى من قيم وأعراف وتقاليد وأسس تعايش سلمي مجتمعية، هجّرت مئات الآلاف في الداخل والخارج، كادت تمزق نسيج العراق القومي والديني والإثني، بعثرت الكثير من سنين العمر التي كان العراقي يحلم بها برخاء وازدهار وراحة بال وعيش رغيد.هذا الصراع متنوع الأشكال والتوجهات، لكنه في شكله العام ومضمونه، صراع سياسي وسلطوي هدفه الهيمنة وإدارة الدولة والسيطرة على مفاصلها، وبالأخص العسكرية التي غالبا ما تكون بوابة الهيمنة والسطو على الدولة في ما بعد.تشظى هذ الصراع الدائر الآن بين مكونات الخارطة السياسية العراقية، وخاصة من هم في الحكومة والبرلمان، في ما يخص السلطة والحكم في المشاركة والتداول أو الاستبداد والاحتكار والانفراد بالسلطة، إلى كل أنواع الصراعات الأخرى المعروفة وغير المعروفة، المعلنة وغير المعلنة. إذ لم تنفع الانتخابات التشريعية الأولى ولا الثانية في وضع حد لهذا الصراع القديم المتجدد. وما شهدناه في الآونة الأخيرة من أزمة سياسية خانقة في إدارة الدولة وتعطيل أغلب مفاصلها، فهو ناجم عن خطر وإشكالية هذا الصراع  الذي من المحتمل بقاؤه حتى ثلاث أو أربع دورات انتخابية مقبلة، هذا إن أجريت !ولأن شكل ومفهوم الدولة العراقية غائبان منذ تأسيسها تقريبا، مع إشكالية الذات العراقية المغتربة والمتقبلة، يظل هذا الصراع مستمرا ومتداولا من مرحلة إلى أخرى، وسيستمر، طالما هناك نفط وماء يجريان في العراق، وطالما هناك تغذية، ودعم، وتمويل، وتخطيط، خارجي وداخلي، نفعي، أو تآمري تخريبي، لتأجيج أي صراع في أي وقت. مع فقدان روح الانتماء لمفهوم الأمة العراقية وطبيعتها.rn3في ظل الصراع السياسي وتنوعاته، ثمة بوادر وتلميحات لشكل الصراع المقبل، ما بين العلمانية والمدنية من جهة والقوى الدينية بتنوعاتها من جهة أخرى. وما الصولات المتكررة على النوادي الاجتماعية والبارات وإغلاقها، والتضييق على الحريات ومحاولة تكميم الأفواه، وإعلانات الحجاب والستر والعقاب التي تنتشر في شوارع المدن، إلا بوادر أولية وحجج تعمل على تداولها تلك القوى، من أجل تسفيه الصراع المؤجل، في عيون العامة من الناس. وتبيان أن هؤلاء القوم أي المدنيين والعلمانيين ليسوا سوى سكارى ومروجي فسوق وعصيان ، وهم من أصحاب الأفكار الهدامة التي لا تنسجم مع مجتمعنا الإسلامي المحافظ. ولا نستبعد دخول الفتاوى الجاهزة بهذا الشأن حتى تكون حجة دامغة على من يريد الاعتراض.العنف المرافق لهذا الصراع، لن يقل ضراوة وقسوة عن الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram