TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث:الموقف الأميركي من الأزمة السورية

في الحدث:الموقف الأميركي من الأزمة السورية

نشر في: 2 أكتوبر, 2012: 09:09 م

 حازم مبيضين يحلو للبعض وصف الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية بالمتردد, ويتهمون واشنطن بخذلان الشعب السوري, ويذهب البعض حد وصف ذلك الموقف بالمتآمر على الدولة السورية, خدمة للمصالح الاسرائيلية, من خلال التدمير الذاتي لقوة سوريا العسكرية والاقتصادية, وحتى تدمير نسيجها الاجتماعي.
rnيغيب عن ذهن هؤلاء أو تحليلاتهم, أن الموقف الأميركي الرسمي, تجاه أي حدث خارجي, مرتبط بجملة من القضايا الداخلية, وأبرزها الانتخابات الرئاسية التي باتت على الابواب, فالرئيس الديمقراطي باراك أوباما, وهو يسعى لأربع سنوات جديدة في البيت الأبيض, غير قادر على خوض مغامرة عسكرية, حتى لو كانت نتائجها مضمونة, والأفضل عنده أن يخسر بعض العرب " مؤقتاً " , من أن يخسر موقعه الرئاسي, في حال وصول نعوش جنوده, من منطقة قتال لاتعني المواطنين الأميركيين, ولا تؤثر الأحداث فيها على حياتهم اليومية. rnالموقف الأميركي الحقيقي, سيسفر عن نفسه بعد ظهور نتائج الإنتخابات الرئاسية, وفي حال نجاح أوباما, فإنه سيكون طليق اليدين في التعامل مع ما يجري في سوريا, وسيكون خيار التدخل العسكري جاهزاً وقابلا للتطبيق, لكنه اليوم وهو يخوض معركته الرئاسية, غير معني مطلقاً لا باستمرار الحالة الراهنة, ولا بترديها, ولا بعذابات السوريين, ولا بأرقام القتلى الذين يسقطون يومياً في حمام الدم, المستمر منذ ثمانية عشر شهراً, حينها فقط سيكون قادراً ومستعداً لترجمة مواقفه الكلامية إلى فعل عسكري, يضمن بنتائجه الحفاظ على مصالح بلاده في هذه المنطقة من العالم.rnإذا رحل اوباما وحل رومني محله, فان الخطط العسكرية جاهزة عند المخططين الإستراتيجيين من الحزب الجمهوري, وسيجدون الفرصة مواتية لتأكيد قيادة أميركا للعالم, ورومني أعلن مسبقا ما سيكون عليه موقفه حيال الأزمة السورية, وهو موقف صقوري بامتياز, وهو لن يفتش عن أي ذرائع للتدخل عسكريا, فهي من الكثرة بحيث لاتعمى عنها العيون, وأقلها ما يمكن أن يقدمه من تبريرات لشعبه, بأنه يخوض الحرب دفاعا عن مصلحة الحليفة إسرائيل, وسيجد دون شك الدعم والتأييد من اللوبي الصهيوني, الذي لايمكن إنكار وزنه في صياغة السياسات الأميركية, المعنية بمنطقة الشرق الاوسط.rnحتى ذلك الحين, ونحن نتحدث عن شباط 2013 ,سيكون على السوريين تحمل المزيد من المعاناة, وستظل المسألة محصورةً في مناورات الصغار, الذين يفتشون عن موطأ قدم في سوريا ما بعد الأسد, وحتى ذلك الحين ستسقط سيناريوهات كثيرة,  تحدث عنها البعض باعتبارها حقائق قادمة, ومنها تقسيم البلاد وإقامة دولة علوية وأخرى درزية وثالثة للكرد, ومنها تدخل عسكري عربي, ليست لديه أرجل ليقف عليها, ومنها إقامة مناطق آمنة عند حدود سوريا مع الدول المجاورة, وهو خيار رفضته تلك الدول بسبب أكلافه المرتفعة, ومنها إقامة حكومة في المنفى فشل التفكير بها بسبب تنافس المعارضين على جلد الدب قبل اصطياده, ومثل ذلك الكثير.rnالموقف الأميركي الحقيقي سيكون جاهزاً للإعلان عنه, فقط بعد ظهور نتائج الإنتخابات الرئاسية, وما علينا غير الإنتظار. rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram