TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ملاحظات أولية...أنا عراقي أنا أقرأ

ملاحظات أولية...أنا عراقي أنا أقرأ

نشر في: 3 أكتوبر, 2012: 06:48 م

نبيل وداي قرب شهريار وشهرزاد اللذين تناولا قصصا ومعارف وحكماً وأمثالاً لاحصر لها في لياليهم الألف والليلة الواحدة (شفاها) دون أقلام وورق وأحبار ودور نشر وتوزيع، كانت مبادرة (أنا عراقي أنا أقرأ) ،التي ألقت الحجر في البركة الراكدة و بعثت الحياة الثقافية في شارع ( أبو نواس)بزخم كبير لم تستطع وزارة الثقافة بكل ما لديها من إمكانات تحقيق جزء يسير منه.
 rnالمبادرة امتلكت الكثير من عوامل النجاح الذي بدا واضحا في الزخم الإعلامي عبر منابر الفيس بوك التي سبق قيامها، فضلا عن أنها كانت بجهود شباب أخذ على عاتقه المبادرة في كل جوانبها دعاية وتمويلا دون انتظار مؤسسات أو ممولين أو مباركة من أحد، وكان الحماس الشبابي هو العامل الأكبر في نجاحها غير المتوقع،آخذين بنظر الاعتبار كل العوامل المحيطة والمحبطة للعمل الثقافي خصوصا أمام الصمت الهلامي القوام لدور وزارة الثقافة الذي لا أحد يعرف بالتحديد ماهو إلا دوار المناط أو المنوط بها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ العراق الذي تتشكل فيه رؤية ووعي مغارين لكل ماهو سابق ولكل ماهو تقليدي بعد دخول المثقف العراقي إلى عالم التقنية الرقمية التي صارت جزءا لايتجزأ من حياته الثقافية.rnإن نجاح هذه المبادرة التي تعد نشاطا نوعيا واضح المعالم، يشير بما لايقبل الشك إلى أن الحياة العراقية ماتزال عطشى إلى هذا الفعل الثقافي الذي يعد مقدمة لأي إبداع ثقافي، إذ لامعنى للثقافة عندما تكون محاطة بأسلاك شائكة وتكون بعيدة عن القطاف، أو تظل في أبراجها العاجية، بحجة أنها موجهة للنخبة أو أنها تحت التداول المحدود وهو ما كانت تفرضه عوامل النشر والتوزيع والانتشار، وقبل هذا وذاك العوامل الأيدولوجية التي تتحكم ببوصلة التوجهات التي يراد للثقافة أن تسير إليها،ورب سائل يسأل هل أن القائمين على هذه المبادرة هم ممن يصنعون الثقافة أو يوجهونها أو يتحكمون بمساراتها واتجاهاتها ،وعلى الرغم من عدم وجود إجابة شافية عند المراقب لهذه المبادرة إلا أن الواضح فيها أن الهدف منها بلا شك هو تسويق فكرة القراءة والتعاطي مع المنجز الثقافي الممثل بالكتاب بهدف ردم الهوة العميقة التي أفرزتها الحروب والحصارات والقطيعة مع المنجز الثقافي العربي والعالمي، وهو الإرباك الذي قاد إلى عدم معرفة من أين تأتي البداية؟ من النشر أم التوزيع أم من الدعاية والترويج الذي يسبق العمل الإبداعي؟ ومن إدارة الإبداع ذاته وهي المهمة التي لم تتوقف عندها العديد من المؤسسات الثقافية التي كانت تعطي الأولية للعمل الإبداعي على حساب آليات الترويج لهذا الإبداع.rnإن واحداً من أهم مفاصل العملية الثقافية وصناعة الثقافة هي إيجاد بيئة التعاطي معها، أي الثقافة على أنها وجه من وجوه الحياة التي ينبغي الالتفات إليها ،وهذه البيئة هي الترويج، والترويج هنا لا يعني المرور إلى بيئة الثقافة دون التحصن بآليات الانتخاب التي تمنح المتلقي فرصة الوصول إلى أفضل ما ينتجه العقل البشري وعزل النشاز منه وغربلة كل ما يصل إلى هذا المتلقي، دون أن يكون معنى ذلك فرض الوصايا من جديد عليه في تسريب ما تريده القوى المتحكمة في إدارة وإنتاج الثقافة.rnوعوداً على مبادرة (أنا عراقي أنا أقرأ) لابد من تأشير مجموعة من الملاحظات التي لا تنتقص ولا تثلم من نجاح المبادرة ،وأود إدراجها في النقاط الآتية:rn1-عدم الإشارة إلى الإنجاز الرقمي العظيم الذي اختصر الزمان والمكان الثقافي ووصل العالم مع بعضه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.rn2-مازالت الطقوس الدعائية المرتبطة بالكتاب تعتمد على تقاليد (البسطية) التي تشير إلى دونية التعامل مع الكتاب بوصفه شيئا مقدسا ومهماً.rn3-الاهتمام بجغرافية المبادرة ،فليس من قبيل المصادفة أن تكون المبادرة في مكان هو أساسا مكان يؤمه اغلب المثقفين ، وهو ما يحتاج إلى إعادة نظر في ترسيم جديد يعتمد آلية الانتشار إلى البيئة الأخرى ،أي البيئة التي لا تجد أو لا تتعامل مع الكتاب ولا تعرف شيئا عن هذا الحراك الثقافي الدائر في شارع المتنبي وشارع أبو نواس، ذلك أن المثقف لا يحتاج إلى من يعلمه كيف يهتم بالكتاب والقراءة، وأن المطلوب هو لفت نظر الناس العاديين إلى هذا الموضوع ما يستدعي اختيار بيئات لا يدخلها الكتاب أو لا يشكل الكتاب معلما مهما وحيويا وضروريا فيها ،وخصوصا في بعض المناطق التي  يعانيها الكتاب إهمالا واضحا.rn4-تسيير قافلات ترويجية داعية إلى الاهتمام بالقراءة تطوف في  مناطق بغداد وبقية مدن العراق مع إحاطتها بكل عناصر السحر الإعلامي من لافتات وموسيقى وألعاب نارية وغيرها بما يؤمّن لفت الانتباه إليها. rnهذه ملاحظات سريعة آمل أن تساهم في تطوير هذه الفعالية الرائعة التي قطفنا من ثمارها لقاء الأحبة من مثقفين ومفكرين وإعلاميين وأكاديميين، فضلا عن المتابعين الآخرين من المراقبين للمشهد الثقافي. rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram