حظيت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني باهتمام وتغطية واسعة في الصحيفة، حيث تحدثت بالتفصيل عن أهم القضايا التي تناولتها المناظرة والتي استمرت على مدار ساعة ونصف فجر امس الخميس، وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن خيبة الأمل أصابت كل من كان يريد أو يتوقع أن تشكل تلك المناظرة فارقا سواء بالنسبة لأوباما أو رومني في سباقهما نحو البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة إن تلك المناظرة الأولى من بين ثلاث مناظرات رئاسية أكدت التناقضات الرئيسة بين كلا المرشحين حول الإبقاء على أو إلغاء الرعاية الصحية التى أقرها أوباما، وحول التنظيم المالي والتعامل مع عجز الموازنة وحول الدور الأساسي للحكومة.إلا أن الصحيفة ترى أن كلا المرشحين حافظا على التهرب والسهو في التفاصيل الخاصة بسياسة كل منهما، وتشير إلى أن النقاش لم يكن صادقا بشكل خاص، وأوضحت الافتتاحية مقصدها قائلة، إن رومني على سبيل المثال لم يتحدث عن الاستقطاعات الخاصة التي سيتجنب تقليصها مع تعهده بالحفاظ على الحد الأدنى من معدلات الضرائب بما يضيف مزيداً من التريليونات إلى العجز.. ولم يقل مثلا أنه لن يزيد الضرائب على الأمريكيين متوسطى الدخل تحت أية ظروف.. ولم يتحدث أوباما عن كيفية تعزيز الأمن الاجتماعي على المدى الطويل، حيث قال إن هذا يجب أن يتم، لكنه لم يوضح ذلك سوى بالقول إن هناك حاجة إلى "القرص".وفي القضية الأكثر أهمية المتعلقة بالرعاية الصحية لم يذكر أوباما تفاصيل كيفية السيطرة على البرنامج الفيدرالي المتنامي بشكل سريع سوى بالتعهد بإبطاء تكاليف نمو الرعاية الصحية، كما انتقدت الصحيفة موقف المرشحين من التعامل مع الدين، ووصفت تصريحاتهما في هذا الشأن بأنها غير تنويرية.من ناحية أخرى، ذكرت الافتتاحية أن واحدة من مفاجآت تلك المناظرة هو الرقم الذي لم يُذكر، وهو47%، حيث لم يتم التطرق إلى الأمريكيين الذين تناولهم رومني بالانتقاد في تعليقات غير رسمية ممن لا يدفعون ضرائب على الدخل، سواء في الأسئلة المطروحة من جانب جيم ليهرير الذى أدار المناظرة أو من جانب الرئيس الأمريكي.وعــدّت واشنطن بوست أن أوباما الذي يتقدم بنسبة ضئيلة في استطلاعات الرأي، بدا في تلك المناظر أستاذ سياسة أكثر من الهداف الذي يسعى لإحراز نقاط، أما رومني الذي كان في حاجة أكثر إلى المناظرة، ارتفع مستوى حديثه إلى حد ما لكنه تجنب أيضا توجيه هجمات شخصية.واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة، إن رومني وجه انتقادات لضعف أداء أوباما في الاقتصاد على مدار السنوات الأربع الماضية، إلا أن كلا المرشحين فشل في مواجهة الحجم الهائل من التحديات المالية التي سيواجهها الفائز في الانتخابات فوراً، وكانت السمة الغالبة في المناظرة هي مؤامرة التجنب من كلا المرشحين.
واشنطن بوست:أوباما ورومني تجنبا الحديث عن تفاصيل سياساتهما في أول مناظرة رئاسية
نشر في: 4 أكتوبر, 2012: 06:41 م