سلام خياط ذات صباح، وقيل ذات مساء، استيقظ رئيس النظام في السلفادور من قيلولته، وتذكر مقولة (إن الدم أغلى من الماء، ولا ينبغي لأصوات الرصاص والمتفجرات أن تعلو على صوت الإنسان)ينهض على عجل، ويجمع أركان حكمه وحاشيته، ويدعو رئيس المعارضة للاجتماع، ليسر بإذنه أن ليس من مصلحة البلد الاستمرار في لعبة العسكر والحرامية، وليس من الحكمة بشيء أن تهرق كل تلك الدموع، وتراق كل تلك الدماء، وإن الأوان قد حان لنسيان الماضي وكل تلك الإحن، والعمل معا (يدا بيد) لما فيه خير الشعب ومصلحة البلاد.!
rn، بعد سنوات من اللعب بالنار و الاقتتال الشرس، يكتشف الطرفان _ حكومة ومعارضة _ أنهما سادران في العنت، فالحكومة ليست على تلك الدرجة من الفساد، والمعارضة ليست بتلك الدرجة من السوء وضياع الرشاد … ولكي يؤكد الطرفان نقاء السرائر، تدعى وسائل الإعلام لتوثيق الاجتماع(آت)، حيث يتبارى الصحفيون بتدبيج المقالات الرنانة، ويتسابق المصورون لتوثيق الحدث التاريخي من خلال صورة عناق بالأحضان، أو ضحكة مجلجلة، أو مصافحة بين خليلين لم يفسد الاختلاف بينهما للود قضية. وإمعانا في التأكيد على الصفاء والتصافي، تطوف الكاميرات في الشوارع والمنعطفات، لنرى الناس – إي والله – لنرى الجموع الغفيرة، ترقص وتغني وتدق الطبول وتتبادل الأنخاب والتهاني، وتمعن في إظهار الفرح!!rnعجايب!! يقرر شخصان، أو مجموعة أشخاص – في السلفادور طبعا – إن المواطن غال، وإن الوطن أغلى، وإن الثروات التي تتبدد على اقتناء الأسلحة، أحق أن تحفظ وتصان، فيستجيب الشعب - معارضة وموالاة --، وتفارقه الغفلة على حين غرة،، كأنما كان غائبا عن الوعي طوال سنوات الاقتتال الشرس، كأنما ما انحازوا لهذا الطرف أو ذاك عن عمى او عن بصيرة.rnعجايب! وأسئلة تطفو على الذهن والذاكرة، هل الشعوب – حقا – رهينة لإرادات شخصية ودولية؟ يختلفون، فتضرم النار ويعم الدمار وتتسعر الفتن، ويتفقون، فتغور تلك الاضطرابات في الجب،وتصير النيران بردا وسلاما؟؟rnهل المعادلة بهذه السهولة والبساطة، بل السذاجة؟؟ أم إن المعادلة على جانب من التعقيد والإبهام يجعل من حلها العويص مصيدة للمغفلين؟ rnفي الأقطار الثرية – سيما المبتلاة بخزين الطاقة -- من يشعل عود ثقاب بجدحة زناد بحجم عقلة الإصبع ليضرم بالنار غابة غناء؟؟ من يطفئه بنفخة؟؟ من يوعز بتهيئة فتيل الصاعق، من يأمر بنزعه؟؟ من يستبدل ضوء المصباح الأزرق الموحي، بأحمر له لون الدم ودلالاته؟؟rnمن؟؟!rnrn
السطور الأخيرة:حدث ذلك في السلفادور
نشر في: 5 أكتوبر, 2012: 09:42 م