علاء حسن في عقد الثمانينات من القرن الماضي وعندما كان معظم العراقيين في جبهات الحرب مع ايران شغل الاشقاء المصريون العاملون في العراق مواقع واماكن عمل المساقين الى الخدمة العسكرية ، وفي حي الصحة بمنطقة الدورة، وبالتحديد في العمارات السكنية ، ، وبجوار شقة "غفار " المعاق سكنت اسرة مصرية ، الاب يعمل خياطا للازياء النسائية وزوجته عطيات كانت مهمتها التحرك على الزبونات ، ولخروجها المستمر من الشقة ، وتسكع اطفالها المشاكسين في الحي ،
rnوبطشهم بالاطفال الاصغر منهم سنا، لطالما نبهها الجيران بضرورة الاهتمام بمكاميعها ، ومنعهم من استخدام العنف .rn "عطيات" نموذج للمراة شاهدها الجمهور في المسلسلات والافلام المصرية ، كثيرة الكلام ، لاتعرف الغضب ، وعندما تستفزها امراة اخرى تردها بعبارتها "يسامج ربنا ياهانم واحنا غلابة " وهذا الوصف لا ينطبق على اطفالها "الكدعان " فلهم اساليبهم بالشجار ، وكثرتهم منحتهم فرصة حصر الخصم في زاوية ضيقة ليتلقى الصفعات فيجبروه على الهرب ليستنجد بامه او شقيقته الكبرى ، لان اغلب الرجال والشباب في وحداتهم العسكرية يؤدون واجب "حراسة البوابة الشرقية" .rnفي احد الايام وعندما "ولعت" الجبهة على حد تعبير الاشقاء في قاطع العمارة ، والاعلام الرسمي يبث بلاغات تسترعي انتباه المواطنين بان القيادة العامة للقوات المسلحة ستعلن بيانا مهما بعد قليل ، شهدت الجبهة الداخلية في حي الصحة هجوما من نوع اخر فشن "كدعان عطيات" على اولاد غفار غارة خاطفة وباستخدام الحجارة والادوات الجارحة ، والعصي والكيبلات ، وصل اولاد غفار الى شقتهم يجرون اذيال الهزيمة ، وكبيرهم يطلق صرخات استغاثة لمعاقبة المعتدين ، في وقت ، بدأ التلفزيون الرسمي يبث بيان افشال هجوم على قاطع الفكة ، على اللواء الالي 51 ، وتمكن العدو من الحصول على موطىء قدم ، ولكن قواتنا الباسلة ، تواصل القتال لطرد العدو باسناد من طيران الجيش ، وصقور الجو الشجعان ، انتهى البيان ثم واصل التلفزيون الرسمي بث المزيد من الاغاني المعروفة في ذلك الوقت، لكن الموقف في الجبهة الداخلية لم يحسم ، بعد ان فشلت زوجة غفار من اختراق شقة عطيات المحصنة ، واقتصرت المواجهة على المشادات الكلامية بين الطرفين باستخدام اللهجة المحلية ، rn" مفيش دولة مفيش نيابة دحنا غلابة ياناس " ، وياتي الرد من الزوجة :" ياستي هانم حوشي افاريخج عن جهالنا " فترد عطيات :" والنبي ما عندناش فراخ " واستمر السجال حتى المساء لحين وصول الزوجين ، فعاد الهدوء الى الجبهة الداخلية ، بعد اعلان تمسك الطرفين بالاواصر القومية والدفاع عن العروبة ، وتوزيع "الشربات" وعقد هدنة صلح بين الاطفال ، وتوجيه انذار شديد اللهجة من زوج عطيات الى اطفاله الكدعان . مقولة زوجة غفار للستي هانم عطيات "حوشي الافاريخ " اي امنعي اطفالك من الاعتداء على الاخرين ، تكاد تكون قريبة جدا من تصريح جاء على لسان احد النواب موجها الى تركيا من مخاطر السياسية "الاردوغانية " على امن المنطقة والغريب في الامر ان الفضائية وبعد بث تصريح النائب ، عرضت مسلسلا تركيا ياستي هانم . rn
نص ردن:ياستي هانم
نشر في: 5 أكتوبر, 2012: 10:13 م