علي حسينفي محاولة لتعليم نفسي وتدريبها على الموضوعية، وحتى لا يقال إنني معارض على طول الخط، أتصيد أخطاء السياسيين، وأسعى لتضخيم هفواتهم البسيطة، وان تقلبات السيد المالكي بين الدستور ولا دستور، وضعت على عيني غشاوة جعلتني أرى كل شيء اسود في اسود، بينما الواقع يقول عكس ذلك، فالبلاد تعيش أزهى عصورها، المصانع تعمل بأقصى طاقتها، المشاريع الخدمية فاقت الوصف، مراكز الترفيه والثقافة أصبحت لا تعد ولا تحصى، حتى أن الزائر لبلاد الرافدين يحتار أين يقضي أماسيه، مع الأنغام على كورنيش البصرة، أم في جلسة سمر وسط جنائن الحلة الخضراء؟
rnوان قادتنا استطاعوا بفضل إخلاصهم وخبراتهم، أن ينقلوا العراق الذي كان يعيش على هامش التاريخ خلال سنوات قصيرة من الزمن، ليصبح اليوم واحدا من أفضل البلدان، فالمؤرخ المنصف سيكتب حتما أن هذه البلاد لم تكن فيها سوى المستنقعات والفقر، ولكن حكامه المخلصون استطاعوا وبوقت لا يتجاوز الثماني سنوات من العمل المخلص والدؤوب أن يبنوا بلدا للناس، وليس لأقاربهم ومقربيهم، وحين واتتهم الفرصة بنوا المعامل والمدارس وطلبوا من الناس أن تعمل وتدرس لا أن تهتف لهم بطول البقاء على الكرسي، لم يفضلوا طائفة على أخرى، فقط طلبوا من الجميع أن يتساووا في الحقوق والواجبات. rnمن هذا البلد المفرط في الأمل والسعادة أوجه التحية إلى احد قياديي ائتلاف دولة القانون النائب حسن السنيد، على قراره الشجاع باعتزال السياسة والتفرغ لمشروعه الثقافي، ففي خبر بثته وكالة أور للأنباء ذكرت فيه أن: "النائب حسن السنيد سيعتزل السياسة في الدورة البرلمانية المقبلة وسيتجه إلى عمله كمهندس وإلى الاستمرار بمشروعه الثقافي، وقال السنيد لـ(اور) سأعتزل السياسية وسأعود الى قضاء سوق الشيوخ وسأكمل مشروعي الشعري". مضيفا "لقد أرهقتني السياسية وتداعياتها وسأستقر عند ناسي وأهلي".rnطبعا حاول بعض "المشككين " بانجازات ائتلاف دولة القانون، ان يضيفوا للخبر بعض التوابل مثل ان اعتزال السنيد جاء بسبب خلاف بينه وبين رئيس الوزراء حول أمور تتعلق بالوضع الأمني، على اعتبار ان السيد السنيد يتولى منصب رئيس لجنة الأمن والدفاع، ولكن فات "الحاقدين" أن البلاد تعيش وضعا امنيا مستقرا، والحرب ضد الإرهاب انتهت منذ ان بشرنا بذلك الناطق باسم عمليات بغداد.rnأقول قرار شجاع لأن المتابع للوضع العراقي يجد أن جميع سياسيينا يجمعهم حلم واحد، هو الحصول على المناصب، ايا كان شكلها ونوعها، حتى وان اختلفوا على كيفية إدارتها، ورأينا كيف ان السيد المالكي خاض حربين عالميتين من اجل الاستحواذ على صولجان الحكم، وكيف سعى البعض من المتنفذين من تحويل المعركة من أجل بناء البلد وإصلاح الفساد السياسي، إلى معركة بين الكفر والإيمان، أو بين الوطنية والعمالة.rnولهذا حين يأتي سياسي في هذا الوقت ويقول "يا جماعة تعبت اريد ارتاح" فإننا نثمن له هذا الموقف لانه ارتضى ان يخفف من وطأة المأساة علينا تصريحات السيد السنيد ستضعه في قلوب العراقيين جميعا، ولهذا أتمنى على الجميع أن يستريحوا ليريحوا الناس، من معاركهم وخطبهم وافتعالهم للازمات، فالناس بأمس الحاجة لالتقاط الأنفاس، بعيدا عن الصراعات التي تحولت إلى فصول كوميدية لا يريد لها البعض أن تنتهي. لقد أشعل سياسيونا المعارك في كل بيت وشغلت تصريحاتهم الناس في كل مكان، ووجدنا أنفسنا أمام جهات كثيرة، كل جهة تلقي المسؤولية فيما يحدث على جهة أخرى.. فلماذا لا يهدأ الجميع ويتجهون لمشاريعهم الثقافية اسوة بالنائب السنيد، وسأضمن لهم ان الشعب سيحفظ قصائدهم ومعلقاتهم ويصوغها بالذهب ليضعها على بوابات المدن كافة، بل اننا سننظم حملة وطنية أشبه بحملة أنا أقرء لقراءة كل ما يكتبه الساسة المتقاعدون، فقط اتركوا السياسة واجلسوا في بيوتكم، من اجل أن نعيد لهذا الوطن أمنه واستقراره، وان يتوقف كل هذا العبث بمقدرات العراق السياسية، وليكن لكم في حسن السنيد أسوة حسنة. rnrn
العمود الثامن :ليكن حسن السنيد قدوتكم!!
نشر في: 5 أكتوبر, 2012: 10:35 م