TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل: علام يتهكّم الوزير؟

شناشيل: علام يتهكّم الوزير؟

نشر في: 6 أكتوبر, 2012: 09:58 م

 عدنان حسينشرّ البليّة ما يضحك. والبلايا المبكية حدّ الضحك والمضحكة حدّ البكاء في دولتنا العجيبة الغريبة لا عدّ لها ولا حصر. إنها تواجهنا كأقدارنا في البيت والدربونة والشارع والسيارة والمقهى والسوق والمطعم ودائرة العمل وعبر الراديو والتلفزيون وسواها، ومن الحكومة والبرلمان، ولن ننسى السلطة القضائية ولا حتى سلطتنا الرابعة.
اختار وزير النقل هادي العامري أن يتهكّم على بعض من أعضاء مجلس النواب لم يرتكبوا أي جرم ولا اقترفوا أي خطيئة سوى أنهم أبدوا رأيهم في شأن عام، وهذا في صلب واجباتهم كنواب. هؤلاء النواب انتقدوا شراء طائرات مدنية قديمة (مستعملة) وتساءلوا عن سبب عدم شرائها جديدة، خصوصاً وان الفرق في السعر ليس بالكبير.أما العامري فقد صرّح رداً على هؤلاء قائلاً: "هنالك أعضاء في مجلس النواب يريدون التحدث فيما يعلمون وما لا يعلمون وأتمنى منهم أن يتحدثوا بالشيء الذي يعرفونه فقط".وكان العامري قد دشّن في مطار بغداد يوم الخميس طائرتين من نوع ايرباص أشرفت وزارة النقل على شرائهما لصالح المصرف التجاري الذي دفع مبلغ 86 مليون دولار ثمناً لهما.أحد النواب الذين تهكم عليهم الوزير، وهو عضو لجنة الخدمات في مجلس النواب محمد رضا الخفاجي، انتقد وزارة النقل في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان وطالبها بتقديم إيضاحات عن الأسباب الكامنة وراء شراء طائرتين مستعملتين برغم مطالبات اللجنة البرلمانية بشراء طائرات جديدة بسعر قد يفوق سعر الطائرتين بنسبة قليلة. الوزير العامري قال "يجي هذا العضو دارسله كلمتين ويقيّم الطائرات فنياً. والمشكلة انه لم يشاهدها". بالطبع هذا كلام غير لائق للرد على استفسارات وانتقادات نائب. فالوزير نفسه كما نعرف لم يدرس حتى كلمتين في هندسة الطائرات أو شؤون الطيران والنقل أو حتى الأنواء الجوية لكي يستكثر على نائب يريد أن يعرف لماذا يتعيّن على بلد تبلغ عائداته من النفط مئة مليار دولار سنوياً أن يشتري طائرات مستعملة بدل الجديدة، فما يُهدر من هذه المليارات على المشاريع الفاشلة والمتلكئة وما يُنهب منها فساداً مالياً وإدارياً يكفي لشراء عشر طائرات "بالكاغد" في الأقل.(الحكومة مُتخمة بالوزراء غير الدارسين كلمتين في مجال وزاراتهم ومجلس النواب حافل بالأعضاء الذين لا يستحقون الكراسي التي يجلسون عليها، فهذه بلوانا الكبيرة مع نظامنا السياسي الحالي الذي استوزر الوزراء وأناب النواب لا عن علمهم وكفاءتهم وإنما عن طائفيتهم وحزبيتهم).ما قام به المصرف التجاري عمل جيد بان وفّر طائرتين لتكونا في خدمة المواطنين، لكنه كان سيكون عملاً أجود لو كانت الطائرتان جديدتين، وكان سيكون عملاً أكثر جودة لو أن وزارة النقل قامت بواجبها، بالتعاون مع المصارف الوطنية، في تحديث أسطول الطائرات وفي تحسين خدمات الخطوط الجوية العراقية بما فيها الخدمات في المطارات التي تشكو إهمالاً لا نظير له في مطارات العالم.المشكلة يا معالي الوزير ليست فقط في النواب الذين لم يدرسوا أكثر من كلمتين والوزراء الذين على شاكلتهم. المشكلة في نظامنا السياسي الذي يكره الشفافية. ولو كان صديقاً للشفافية لنشرت وسائل الإعلام أخبار صفقة الطائرتين أولاً بأول وبالتفاصيل المملة وغير المملة منذ أن كانتا مشروع فكرة لدى المصرف التجاري حتى توقيع العقد ثم طيران الطائرتين من حيث اشتريتا حتى هبوطهما في مطار بغداد. ولو حدث ذلك ما تساءل النواب بهذه الصورة وما رددتَ عليهم يا صاحب المعالي بهذه الصيغة غير المناسبة. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram