TOP

جريدة المدى > سينما > مــــــن وراء سجـــــــن الكــــاظميـــــة

مــــــن وراء سجـــــــن الكــــاظميـــــة

نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 07:19 م

بغداد / المدىلم تتخيل أن يأتي عليها اليوم الذي تضطر فيه لبيع جسدها ، بل لم تتخيل ان يرى احد مفاتن ذلك الجسد غير زوجها ... ولكن أعباء الحياة الثقيلة وهمومها التي لا تنتهي اضطرتها لذلك وليته حدث مع إنسان غريب عنها لا يعرفها ولا تعرفه .. وانما كان مع اعز أصدقاء زوجها ... وعلى يديه دخلت الى مستنقع الرذيلة والسمسرة حتى احترفته ولم تكن تعلم ان الصعود الى القمة قد يكون بداية النهاية .. التي وصلت بها إلى جدران سجن الكاظمية ، ومن وراء القضبان جلست (م) أمامي
 وقد طأطأت رأسها بانكسار شديد وتحجرت الدموع بعينها... احتبس صوتها الدافئ داخل تلك الحنجرة الممتلئة بالكلمات البائسة عن تلك الحياة التي لا قيمة لها والتي هي أشبه بحياة الحيوانات في غابة مفتوحة!. وأخيراً سالت الدموع على وجنتيها الحمراوين وانطلق لسانها بصوت خافت كله حيرة وألم وندم على ايامها الماضية والآتية .. فقالت : منذ نعومة أظافري وانا أتمتع بنعمة الجمال التي تفوقت بها على الكثيرات من بنات جيلي فجذبت بها انتباه العديد من الشباب .. وجربت حظي مع العديد من الشباب بعلاقات بريئة وأحيانا جنسية متحررة من القيود البيتية . ومع ذلك فقد كانت أحلامي كبيرة تفوق كل تلك التفاهات التي تدور بين الفتيات في سن المراهقة . كنت احلم دائما بالزواج والاستقرار ... ورغم علاقاتي المتعددة مع شباب اختارهم بعناية من اجل متعتي والقيام بتجربة مطلوبة من كل فتاة يجب ان تعرفها وتمر بها ... وكأي فتاة تحلم بالزواج تود أن يكون زوجها شابا وسيما ميسور الحال يستطيع أن يلبي لها كل احتياجاتها ويجعلها تعيش معه حياة هادئة مريحة ومستقرة الى ابعد حد ممكن، وبالرغم من تقدم العديد من الشباب للارتباط بي إلا أنني كنت ارفضهم جميعا في انتظار ذلك الفارس الذي احلم به... ومع مرور الأيام اتى ذلك الفارس ... نسخة طبق الأصل من فارس أحلامي ولكن مع اختلاف حالته المادية التي لم تكن ميسروة إلى حد كبير ... ولولا خوفي من أن يفوتني قطار الزواج لانتظرت المزيد من الوقت لكي يأتي الفارس الكامل الذي حلمت به ... ولكنني قبلت الزواج من نصف فارس على أمل ان يكتمل مع مرور الأيام وتتحسن أوضاعه المادية ... وتم الزفاف وكانت فرحتي به كبيرة يوم زفافي فقد أدركت بأنني حققت نصف أحلامي ولكنني في طريقي لتحقيق النصف الآخر لتكتمل أحلامي وأعيش الى جواره كما تخيلت في أحلامي ... ومع مرور الوقت عمل زوجي على توفير كل طلباتي بإمكاناته المحددة او على قدر ما يستطيع ، وعشنا معاً حياة هادئة سعيدة الى حد كبير نعمنا فيها بالحب والسعادة ... وحظينا بحب الكثيرين من الاهل والجيران والاصدقاء .. حتى ظهر فجأة في حياتنا ذلك الصديق لزوجي الذي يملك معرضا للأجهزة الكهربائية في الكرادة .. كانت حالته ميسورة جدا ومع ذلك كان دائم الزيارة لزوجي !.. وفي كل مرة كان يأتي محملا بالهدايا التي جذب بها انتباهي اليه ... ولكنني كنت مع ذلك مخلصة لزوجي الى ابعد الحدود ولم تتح له الفرصة حتى بالكلام معي ، ولكن نظراته المسمومة لي كانت تخترق جسدي وتحرقه لأنني كنت ارى فيه النصف الآخر من احلامي ولكن كان بعيد المنال .اضافت (ح) قائلة وهي تشعل سيجارة جديدة . وفي احد الأيام مرض زوجي مرضا شديدا واستنزف علاجه كل ما نملك من نقود حتى وافته المنية .. مات زوجي وأصبحت أرملة وانا لم اتعد الثانية والثلاثين من عمري – ضاقت الدنيا في وجهي ... ألقت بهمومها وأحزانها علي .. لا ادري ماذا افعل او اين اذهب .. وفي تلك الأيام بدأ نصف حلمي الغائب واضحا ... ظهر فجأة أمامي صديق زوجي صاحب معرض الأجهزة الكهربائية ذهبت إليه .. وعرض علي المساعدة وفاءً لزوجي الذي رحل ومساعدة منه لأهل بيته ... فكرت في الأمر وبعد ذلك قررت الاستفادة منه ... فكنت أقوم بشراء الأجهزة منه بالتقسيط وأقوم ببيعها على معارفي وأصدقائي بالتقسيط ايضا ولكن كنت أضاعف المبلغ عليهم من اجل تدبير أمور حياتي ومعيشتي ! في البداية كان صديق زوجي يعاملني معاملة حسنة من اجل الوفاء لزوجي . فكنت أقوم ببيع هذه الأجهزة واحصل على نصيبي من الربح وأقوم بالتوقيع له على وصولات أمانة بثمن تلك الأجهزة .. ولكنني بدأت ألاحظ تغيرا في معاملته لي وبدأ يبتزني ويهددني إذا لم ادفع أقساط الأجهزة او أعيدها له .. حتى تراكمت الديون علي وأصبحت مبلغا كبيرا لا استطيع ان أسدده له ... ولم اعرف اذا افعل ؟ حتى كانت المفاجأة التي لم أتوقعها خاصة من ذلك الرجل الذي اعتبرته الصديق الوفي لزوجي الراحل .. الذي انتهز فرصة عدم تمكني من تسديد الأقساط له فعرض علي ان أمارس معه الجنس في سبيل التنازل عن المبلغ ... بل هددني في انه إذا لم أوافق فسيقوم بالشكوى علي في المحاكم ليتم توقيفي على تلك الوصولات !.. وفي تلك اللحظة كان علي ان افكر بسرعة ولكنه لم يعطني فرصة للتفكير بعد ان أربك كل حساباتي ووضع السجن أمام عيني ... حتى وافقت على ممارسة الجنس معه ... ويبدو أن هذا الطريق أصبح مهنتي ومستقبل حياتي لأنني لم امارس الجنس معه فقط بل ومع أصدقائه في شقته الجميلة مقابل المال الذي كنت احصل عليه منهم في كل مرة لمن يستطيع أن يدفع ثمن ذلك !.. وفي احد الايام واثناء زيارتي الى الشمال تعرفت على امرأة قوادة تدير صالونا للحلاقة مشهورا في بغداد وبيتا جميلا لممارسة الجنس والمتعة فيه... وبدأت ارتاد هذا البيت حيث كانت تطلب مني الحضور لمنزلها خصيصا لقضاء السهرات الحمراء مع الزبائن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram