اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > يوميات احمد مهنا الصغيرة في مؤسسة الحوار الانساني

يوميات احمد مهنا الصغيرة في مؤسسة الحوار الانساني

نشر في: 7 أكتوبر, 2012: 07:21 م

لندن/ عدنان حسين أحمدنظّمت مؤسسة الحوار بلندن أمسية ثقافية للكاتب والصحفي العراقي أحمد المهنا تحمل عنوان "يوميات صغيرة في هموم كبيرة". وقد ساهم في تقديم المُحاضِر وإدارة الندوة الكاتب والصحفي المعروف خالد القشطيني الذي يشترك مع المُحتَفى به في كتابة المقالة الأدبية الراسخة، وليس المقالة الصحفية الطارئة التي لا تصمد أمام تيّار الزمن الجارف. أشار القشطيني في مستهل تقديمه إلى مفهوم شائع في الأدب العربي مفاده "المدح من باب الذم" أو "الذم من باب المدح"،
وتساءل: "كيف يمكن للإنسان أن يذّم صاحبه ويشتمه ويدّعي بأنه يمدحه"؟ ثم التفت إلى صاحبه وقال: "أحمد المهنا رجل مُتقلِّب"، وكلنا يعرف بأن المتقلِّب هو الشخص القُلَّب الذي لا يثبت على حال، ولا غرابة في أن يتلّون كالحِرباء أيضاً، لكن القشطيني لم يذهب هذا المذهب في ذم أعز أصدقائه، كما قال، وإنما يعني أن "المهنا" هو رجل مرن، ويتفاعل مع الأحداث والمستجدات والحقائق، وعندما يكتشف شيئاً جديداً فإنه يطوِّر فكره على وفق هذا الشيء الجديد، ومن هنا ينبع وصفه بالمتقلِّب أو القُلَّب على وجه التحديد. ثم مضى إلى القول بأن المُهنا رجل متحرِّك المبدأ، وليس ثابته، وهذه الصفة الحركيّة تتطلب شجاعة قد لا يتوفر عليها كثيرون، فليس من السهل على الإنسان أن يؤمن بشيء، ويدعو له لمدة طويلة من الزمن، ثم يكتشف خطأ هذا الموقف الذي تبّناه فيعترف بخطئه، ويصحح مسار تفكيره من جديد. ولكي يثبت القشطيني جرأة المهنا وشجاعته أورد حكاية استكتابه لصحيفة "العالم" التي رأسَ "المهنا" تحريرها لمدة من الزمن وأخبره بأنّ بإمكانه كتابة مقالته اليومية على وفق هواه من دون أن يتدخل أحد في طبيعة المادة التي يكتبها. أشار القشطيني أيضاً إلى شجاعة المهنا ثانية حينما اتجه بعد تخرجه من قسم اللغة العربية إلى الفضاء الإعلامي الرحب مُتخلياً عن "كان وأخواتها وبنات عمها" ومذكِّراً إيانا بكتابه الأول "الإنسان والفكرة"، وكتابه الثاني "الأمر رقم واحد: قصة اجتثاث البعث في العراق"، وكتابه الثالث الذي سوف يصدر لاحقاً بعنوان "يوميات صغيرة في هموم كبيرة"، ثم دعا الحاضرين للترحيب بالمُحاضِر.شكرَ المهنا التوصيفات التي أغدقها عليه القشطيني وقال بأنه قد لا يستحقها، ولكنه فخور بها لأنها صادرة عن قامة كبيرة في الثقافة العراقية والعربية، وأن هذا التقييم سوف يحمّله مسؤولية كبرى في الأيام القادمة. أما بصدد الذم العلني فقال المهنا بأن كلام القشطيني يذكِّره بمقولة للحسن البصري مفادها "ذم الرجل نفسه في العلانية مدح لها في السر"، وأضاف بأن الشعوب القوية تنتقد ذاتها أكثر مما تمدحها.أشارَ المهنا الى أنه سيقسِّم المُحاضرة إلى قسمين رئيسيين حيث يقرأ في القسم بضع مقالات وعدَ بأنها ستكون قصيرة كي (لا يُسقِم الحاضرين ويضنيهم)، أما القسم الثاني فسيخصصهُ لتقديم رؤية نقدية عن الصحافة العراقية في الماضي والحاضر في آنٍ معاً. نوّه المهنا بأن هناك نوعين من المقالات، الأولى تسمّى المقالة الصحفية التي تتناول الأشياء الطارئة والعرضية، وهناك نوع ثانٍ يسمّى بالمقالة الأدبية وهي النوع ذاته الذي يكتبه القشطيني، وإذا كان النوع الأول ينتمي إلى عالم الإعلام كلياً وهو أقرب إلى التقرير، فإنّ النوع الثاني ينتمي إلى العالمين لأنها تُنشر عبر وسائل الإعلام المعروفة، لكنها أكثر قرباً إلى عالم الكتاب لأنها أطول عمراً، وذكر المهنا "حديث الأربعاء" كنموذج للنوع الثاني الذي ينشد الرسوخ في ذاكرة القرّاء. أشار المهنا إلى رائد المقالة الفرنسية ميشيل دي مونتين الذي رسّخ هذا النوع من المقالات الأدبية التي تتميز بالعمق والجمال، وتمنى أن تكون مقالاته التي سيقرأها مسليّة في الأقل إن لم تكن مفيدة. لا بد من الإشارة في هذا المقام إلى أن فن المقالة قد ازدهر في النصف الثاني من القرن العشرين على أيدي نخبة من الكتاب العراقيين نذكر منهم علي جواد الطاهر، يوسف الصائع، عبد المجيد لطفي، نجيب المانع، صلاح نيازي، عبد الجبار وهبي، محسن الموسوي وعشرات الأسماء الأخرى التي لا يسعها هذا المجال. قرأ المهنا سبع مقالات وصفها بأنها أدبية وهي على التوالي: "في بيتنا طاغية"، "حيدر صالح"، "صبوة الكهرباء"، "كنت سأقتله بالحق"، "السيدة الدنماركية"، "منْ لا يكره بغداد" و "ذلك الكتاب، ذلك المؤلف". وقد أثارت غالبية المقالات ردود أفعال إيجابية، لكن البعض الآخر لم تنجُ من الملاحظات السلبية كالسرقة التي يعاقب عليها القانون كما هو الحال في مقالة الشاعر "حيدر صالح" الذي سرق قنينة جبنة و"كان مستعداً لأن يسرق جبلاً عندما تثور عنده رغبة العطاء" أو التشجيع على ترويج المحكية العراقية واستعمالها في المقالات والنصوص الأدبية، بينما يستغرب المهنا نأي المثقفين العراقيين عن لهجتهم، ونكرانهم لها.أثار الحاضرون عدداً غير قليل من الأسئلة الجوهرية التي سوف نغطيها في مقال لاحق، لكنني على الصعيد الشخصي وجدت من المناسب أن ألفت عناية صديقي أحمد المهنا إلى أن هذا النوع من المقالات يمكن أن نطلق عليه اسم "المقاصة"، وهو مصطلح يمزج بين المقالة الأدبية والقصة القصيرة، وكان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram