TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث:تركيا وسوريا والحرب المحتملة

في الحدث:تركيا وسوريا والحرب المحتملة

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 08:47 م

 حازم مبيضين منذ ردت تركيا عسكرياً على قذيفة سورية سقطت في أراضيها, بات خبر قصف الجيش التركي للأراضي السورية خبراً يومياً, دون أن يتحول إلى اشتباك مباشر بين الجيشين, فأنقره التي كانت حريصة على سقوط النظام السوري, وتفضل أن يتم ذلك من الداخل, وليس عبر تدخلها العسكري الذي يحولها إلى دولة احتلال, وبما قد يؤثر عكسياً على علاقاتها العربية, علماً أن معظم القادة العرب يتمنون سقوط حكم البعث, كما أنها تنظر بعيون مفتوحة إلى إمكانية تصاعد الدعم السوري لحزب العمال الكردستاني,
 rn وهي تدرك أن دمشق تسعى للتصعيد معها لتصدير أزمتها الداخلية وتحويلها إلى خارجية, تتدخل فيها أطراف فاعلة تتحالف مع دمشق كإيران وروسيا وحزب الله وربما العراق, كما أن القرار الأميركي بهذا الخصوص لم ينضج بعد بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية, فبالرغم من تفوق الجيش التركي فان النظام السوري يمتلك قدرات عسكرية تؤهله للوصول صاروخياً إلى عمق الأراضي التركية مع ما ينتج عن ذلك من تداعيات داخلية لن يغامر أردوغان بتحمل نتائجها. rnنحن إذاً أمام حرب غير معنية حالياً بالتطور إلى المواجهة المباشرة, وهي مناوشات تحمل العديد من الرسائل, أبرزها أن حكومة أردوغان ليست في وارد احتمال أي تحرش سوري مهين ومحرج, خصوصاً بعد اللهجة التصعيدية التي اعتمدتها للتعاطي مع الأزمة السورية, ووصلت حد التهديد بالخيار العسكري وإقامة منطقة أمنية عازلة داخل الأراضي السورية، وبعد صمت لم يكن مفهوماً عند إسقاط طائرة تركية بالنيران السورية, فان أنقره توجه لدمشق اليوم رسالة حاسمة بأنها لن تسكت على أي خرق جديد، وأنها سترد على الفور وإن نجم عن ذلك خلط الأوراق الإقليمية في المنطقة، أو تخاذل حلفاؤها في الحلف الأطلسي عن نصرتها, ذلك أن ازدياد عمليات التحرش السوري يشكل خطرا على أمنها القومي، خصوصاً إن أخذنا بالاعتبار العامل الكردي, إن كان في تركيا أو عند حدودها الجنوبية داخل سوريا.rnهل نحن أمام حرب تدق بوابات المنطقة وتندلع شرارتها عند الحدود التركية السورية؟ سؤال تطرحه القذائف المتبادلة بين الجانبين, وإذ يتسم موقف دمشق بغموض مقصود, فإن الأتراك حزموا أمرهم, وحشدوا جيوشهم, ولم يبق غير الاشتباك المباشر, الذي سيستدعي تدخلاً أطلسياً لا يأخذ بالاعتبار موقف مجلس الأمن المعطل حتى الآن بفعل الموقفين الروسي والصيني, وقد تكون الفرصة مناسبة  لمناوشة إيران, إما لاشتراكها في الدفاع عن حلفائها في دمشق, أو للتخلص من برنامجها النووي, وإذا كان البعض يعتقد أن الرد التركي عسكرياً على القذائف السورية, ناجم عن أوضاع داخلية قلقة تمر بها حكومة أردوغان, أو أنه لايشكل استعداداً لشن الحرب على النظام السوري، على اعتبار أن قرار تلك الحرب يتخذ في واشنطن لجهة تداعياتها المحتملة على حلفاء أميركا في المنطقة, فإنهم يتجاهلون أن الرد التركي هو بداية سيناريو المواجهة العسكرية، وأن هذا الخيار بات يشق طريقه على أرض الواقع بعد تفويض البرلمان, والدعم الأطلسي للموقف التركي، وأن جميع تحركات تركيا على الحدود هي في إطار الاستعداد لنقل المواجهة إلى حيز التنفيذ.rnهل يمكن تجاهل تصريح أردوغان بأن قواعد اللعبة تغيرت، بعد قطع مراحل عديدة من إظهار العداء للنظام الحاكم في دمشق, وبعد أن بلغت العلاقات بينهما نقطة اللاعودة، وهل يمكن تجاهل أن رئيس الوزراء التركي يحمل تفويضا من برلمانه يؤكد أن الحرب على سوريا تأتي ضمن إطار الدفاع والردع, وهل يمكن تجاهل أعواد الثقاب التي تلقيها دمشق على القش الناشف عند حدودها مع تركيا, ثم هل يمكن التقليل من نشاطات الجيش الحر الذي قد يقوم بتوجيه قذائفه الى مناطق في تركيا, لتوسيع دائرة الصراع عله يحصل على جائزة المنطقة الآمنة, وهل يمكننا تجاهل أن تبادل القصف بات حادثاً يتكرر يومياً ونسأل ماهي الحرب إن لم تكن ما نشهد اليوم؟.rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram