عامر القيسي
وزير الدفاع وكالة ورئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ضمن الوفد الذي رافق رئيس الوزراء نوري المالكي إلى روسيا، وهي دلالة على أن موضوع التسليح سيكون حاضرا بقوة في لقائه مع بوتين إن لم يكن على رأس جدول الأعمال.
لنكن سذّجا وهواة سياسة ونتساءل تساؤلا مشروعا ضمن هذا التوصيف ونقول:ماذا نفعل بالأسلحة الروسية وغيرها لكي لا نتهم بالعمالة للامبريالية الأميركية؟اذا كان الهدف كما قال المالكي قبل مغادرته بغداد لوسائل الاعلام "العراق سيوقع عقودا واتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الجانب الروسي تتناول التسليح والطاقة"، وأكد أن "عقود التسليح الروسي ستقتصر على مكافحة الارهاب" فان المالكي والاميركان والروس والعالم يعرف جيدا ان الحرب ضد الإرهاب لا تحسمها الاسلحة مهما كانت متطورة والدليل أفغانستان.واذا كان الهدف منها تكرار الغباء الصدامي وتخويف السعودية أو دول الخليج وخوض مغامرة بليدة أخرى، فهذا الاحتمال غير وارد بسبب التجربة المأساوية التي عشناها بعد غزو صدام للكويت، أما إذا كان الغرض منها ليّ الذراع الكردية وتخويفها لتحسين الشرط السياسي من عقلية قديمة بائدة فأن صدام بكل ما ملك من أسلحة وجيشا جرارا وهمجية حتى باستخدام السلاح الكيماوي فشل في ذلك فشلا ذريعا. هل الأسلحة لمحاربة إيران ونحن في حضنها الدافئ؟ فهذا سؤال بليد بكل معنى البلادة، ولو رفعنا كلمة إيران ووضعنا بديلا عنها أميركا، فأن لنا معها اتفاقية أمنية وأكبر سفارة في العالم وليس في وارد أي مغامر أن يؤدي بنفسه للتهلكة والشواهد كثيرة قريبة منها وبعيدة. هل تتجه النية مثلا الى محاربة إسرائيل؟ لا أعتقد بأننا سنكون ملكيين أكثر من الملك نفسه، فالإخوة الفلسطينيون يسعون للتفاوض ويتبادلون القبلات مع الإسرائيليين بما في ذلك الحركات الدينية المتطرفة التي طالما تحدثت عن التهدئة مع إسرائيل.لمن الأسلحة إذن وصرف المليارات عليها في الوقت الذي يقدم فيه المالكي قانونا للبنى التحتية الى البرلمان بالدفع الآجل بقيمة نحو 37 مليار دولار؟لمن الأسلحة وصرف المليارات عليها ومازالت لدينا مدارس من طين ومددنا تغرق في الظلام وتشرب الماء الملوث والمالح؟ لمن السلاح وصرف المليارات في الوقت الذي يتحدث المالكي عن عجز في الميزانية بمئات ملياراتها من الدولارات؟لمن صرف المليارات على التسليح الجديد ولدينا فيض من المشكلات المعقدة التي نحتاج لحلها كل دينار ودولار ومليم وبنس؟هل التسلح القادم لمواجهة ربيعا عراقيا أو تخوفا من مشاكسي ساحة التحرير ونصب الحرية؟، هذا فكر لا يفيد لان التجربة السورية ساخنة أمامنا، فالأسد الأب والابن معا أرهقا الشعب السوري بشراء الأسلحة وتصنيع الكيمياوي منها لـ"محاربة" اسرائيل و"تحرير" الجولان والمحصلة يستخدمها بشار ضد الشعب السوري والنتيجة ان بشار عليه أن يعد زمنا اضافيا توفره له ايران وروسيا وحزب الله اللبناني قبل أن يلملم أوراقه ويتنحى عن السلطة أو يواجه مصيرا مشابها لمصير حليفه القذافي.اذا كان الغرض منها بناء جيش لحماية الحدود والدولة والحكومة، فالذي يحمي هذا الثلاثي هو السير باتجاه عملية سياسية ديمقراطية حقيقية تشعر الآخرين والشعب معا انهم معنيون بالحفاظ على هذا البلد ودولته وحكومته معا وليس تبذير الأموال من أجل اسلحة لا تستطيع ان تحل اي مشكلة من المشاكل المستعصية في البلاد بما فيها البنى التحتية والمؤتمر الوطني المفترض!!