TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإبراهيمي.. دوران في الحلقة المفرغة

الإبراهيمي.. دوران في الحلقة المفرغة

نشر في: 6 يناير, 2013: 08:00 م

بعد جولاته المكوكية، من دمشق إلى موسكو والقاهرة، لم ينجح المبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي، في إنارة ولو شمعة أمل واحدة، لحل الأزمة السورية، فلا النظام مستعد للتضحية بالأسد، ولا المعارضة ترضى بالتفاوض معه، أو حتى المشاركة بحكومة مؤقتة قبل رحيله، ومع ذلك، يصر الإبراهيمي على بذل المزيد من الجهد المجاني، على أمل  الابتعاد عن ما يسميه الجحيم، الذي بشرنا بأنه قادم إلى سوريا والمنطقة، ما لم تخضع المعارضة لشروط السلطة المدعومة من موسكو، التي رأت أن رفض المعارضة الجلوس على طاولة الحوار مع النظام القائم، يعني طريقاً مسدوداً، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، ومع ذلك، تطابقت وجهة نظر الإبراهيمي مع وزير الخارجية الروسي، بأن الفرصة لا تزال قائمةً، للتوصل إلى حل تفاوضي.
صحيح أن موسكو غيرت قليلاً زاوية نظرها إلى ما يجري في سوريا، وذلك بدعوتها الائتلاف الوطني المعارض للمشاركة في البحث عن حلول سياسية، بعد أن كانت هاجمته بعنف لحظة ولادته، لكن مواقف موسكو السابقة والحالية دفعت رئيس الائتلاف لرفض الدعوة، وهو هنا أخطأ، لأن الصواب أن يشرح الائتلاف وجهة نظره للمسؤولين الروس، رغم قناعته أن دعمها للأسد يطيل في عمر نظامه، كما أن أصول العمل السياسي، تستدعي من الائتلاف فتح أبواب الحوار مع الجميع، لكسب الاصدقاء وتحييد داعمي النظام، وهو لو كان قبل الدعوة، لسمع في موسكو كلاماً يؤكد أنها لا تنحاز لأي جهة، وأنها ليست الوحيدة التي ترفض التدخل العسكري في سوريا، ولكانت الفرصة متاحة له ليقدم إجابات عن الموقف من مستقبل سوريا، ووضع الأقليات الدينية فيها، إن رحل النظام.
مهمة الإبراهيمي المعقدة، رغم تاريخه السياسي الطويل، والناجح كما يقال، تقف أمام طريق مسدود، ودعوته للقوى الخارجية للمساعدة في الخروج من الأزمة، تتجاوز حقيقة أن السوريين وحدهم هم من يمسك مفاتيح الحل، وأن التدخل الإقليمي، الذي أجج الازمة لم يعد قادراً على إطفاء النيران، كما أن أي حل يسمح باستمرار الاسد رئيساً سيكون عرضة للانتهاك، إذ من يضمن متى ينقلب على الواقع الجديد، ما دامت مفاتيح القوة بيديه، ومن يضمن انصياع قوى الجيش والأمن لأوامر الحكومة الانتقالية، التي يرى فيها الإبراهيمي، الخطوة الأولى للتوصل إلى أرضية مشتركة بين الحكم والمعارضة، في حين يرفض كل منهما أصلاً، الحديث مع الطرف الآخر.
هكذا إذن يعود المبعوث الأممي إلى المربع الأول، إلى مؤتمر جنيف بكل ما في قراراته من غموض، في حين بدأ شرر الازمة يتطاير في كل الجهات، لم تسلم منه العراق ولبنان والأردن وتركيا، وليس مقنعاً أن مسؤولية احتدام الأزمة السورية يقع على عاتق النظام ومعارضيه وحدهما، فقد امتدت الكثير من الأصابع إلى كومة القش السورية وهي تحمل أعواد الثقاب، ولا تحمل غيرها، غير أن المؤكد اليوم، أنه مع نأي القوى الدولية بنفسها عن التدخل، فإن السوريين وحدهم يملكون الحلول لأزمة بلدهم، وأن الإبراهيمي يدور في حلقة مفرغه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

قناطر: في قراءة قانون الأحوال الشخصية

قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

الدولة لا الاحكام الظنية من تضع للاسرة تشريعاتها

العمودالثامن: لماذا يطاردون النساء ؟

العمودالثامن: من الشبيبي إلى رشيد الحسيني

العمودالثامن: من الشبيبي إلى رشيد الحسيني

 علي حسين لم يكن الشيخ محمد رضا الشبيبي مجرد سيرة حافلة بالمواقف الوطنية، بل كتاباً غنياً لحقبة من الزمن الجميل، كان الشبيبي يريد دولة تقوم على العقل والأخلاق السياسية والاجتماعية وكرامة الإنسان، كان...
علي حسين

كلاكيت: عماد حمدي.. المسطول الذي رثى مسيرته

 علاء المفرجي إذا ما سلمنا أن الممثل عادة هو من صنع المخرج، فأن انطلاقة الفنان عماد حمدي كانت من تلك الفورة الكبيرة في السينما المصرية ومن نشاط المنتج (شركة أو افراد) التي كانت...
علاء المفرجي

قرنان من التشيع والحوزة في العراق.. من 1722 إلى 1922

علي المدن شاهدت الحلقة التي أعدها الأستاذ أحمد الحسيني على قناته في اليوتيوب وكان عنوانها (صراع قم مع النجف.. هل اقترب ظهور المرجع العراقي). وهي حلقة غنية بالمعلومات تنم عن جهد كبير بذله الحسيني...
علي المدن

الدولة لا الاحكام الظنية من تضع للاسرة تشريعاتها

هادي عزيز علي اعتمد الفقهاء المسلمون الاحكام الظنية التي تتسع فيها دائرة الاجتهاد اذ استنبطوا منه الحكم الشرعي من الدليل التفصيلي فيما لا نص فيه للوصول الى قواعد عملية تتعلق بادارة الشان العام بما...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram