دانت الخارجية الأمريكية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصف فيه معارضيه بأنهم "دمى في يد الغرب"، وجددت الدعوة لتنحيه عن السلطة.ووصفت الخارجية الامريكية مبادرة السلام التي اقترحها الأسد بأنها "منفصلة عن الواقع" و"محاولة اخرى من النظام للتشبث بالسلط
دانت الخارجية الأمريكية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصف فيه معارضيه بأنهم "دمى في يد الغرب"، وجددت الدعوة لتنحيه عن السلطة.ووصفت الخارجية الامريكية مبادرة السلام التي اقترحها الأسد بأنها "منفصلة عن الواقع" و"محاولة اخرى من النظام للتشبث بالسلطة".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند " إن "مبادرة (الأسد) منفصلة عن الواقع، إنها تقوض جهود الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي وستكون نتيجتها الوحيدة استمرار القمع الدامي للشعب السوري".
إلا أن إيران رحبت بالخطاب الذي ألقاه الأسد وقالت إنه - أي الخطاب - طرح "خطة سياسية شاملة" من شأنها حل الأزمة التي تعصف بسوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله "هذه الخطة ترفض العنف والإرهاب والتدخلات الخارجية في الشأن السوري، وتحدد ملامح مستقبل البلاد من خلال عملية سياسية شاملة."
وحث صالحي القوى الدولية والإقليمية على دعم محاولات إنهاء الأزمة من خلال ما وصفه "بحل سوري." وبدوره أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة "تنحي الرئيس السوري للسماح بانتقال سياسي".وكانت الأمم المتحدة قالت إن أكثر من 60 ألف شخص قد قتلوا منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار 2011.
وكان خطاب الأسد الذي بثه التلفزيون السوري أول خطاب جماهيري له منذ يونيو/حزيران.
واقترح الأسد في خطابه مبادرة سياسية لإنهاء النزاع في بلاده، بيد أنه اتهم معارضيه في الوقت ذاته بأنهم "إرهابيون ودمى في يد الغرب".وفي المقابل رفضت المعارضة مبادرة الأسد قائلة إنها محاولة للتشبث بالسلطة.
مؤتمر مصالحة
ودعا الأسد في خطابه إلى مؤتمر للمصالحة مع من قال إنهم لم "يخونوا" سوريا، يعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو.
وأضاف الأسد في خطابه الذي ألقاه في دار الأوبرا بوسط العاصمة دمشق أن مبادرته لحل الأزمة تتضمن مراحل عدة، أولها التزام الدول المعنية وقف تمويل تسليح المعارضة، يلي ذلك وقف الجيش للعمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد إن تعرض للهجوم، وإيجاد آلية للتأكد من إمكانية ضبط الحدود.
وفي المرحلة الثانية تتم الدعوة لعقد مؤتمر يعمل على الوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ويرسم المستقبل الدستوري لها، ثم يعرض الميثاق الوطني للاستفتاء الشعبي، وتشكل حكومة وطنية موسعة، ويصاغ دستور جديد يطرح للاستفتاء ثم تنظيم انتخابات.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة تشكل حكومة جديدة وفقا للدستور وتجري مصالحة وطنية ويعلن العفو العام، يلي ذلك العمل على إعادة الإعمار.
ردود فعل دولية
وتوالت ردود الأفعال الدولية على خطاب الأسد، إذ وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اقتراحات الأسد بأنها "وعود فارغة مفعمة بالنفاق". وقال إن العنف والقمع هما من صنع يدي الأسد.
وفي بروكسل قال متحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين اشتون إن الاتحاد "يدقق في خطاب الأسد ليرى إذا ما كان يتضمن شيئا جديدا لكن موقفنا واضح وهو ضرورة أن يتنحى الأسد ليتيح المجال لعملية انتقال سياسي".
أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فأعرب عن أسفه لخلو خطاب الرئيس السوري "من أي إدراك جديد لواقع ما يحدث في سوريا" وطالب بتنحيه لتشكيل "حكومة انتقالية".
وبدوره قال وزير الخارجية التركي إن ما جاء في الخطاب هو وعود مكررة ومفرغة من المضمون.وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني إن "كل ما يريد الأسد هو قطع الطريق على إيجاد تسوية سياسية قد تتمخض عن اللقاء الروسي الأمريكي المزمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لخضر الإبراهيمي".
ونقلت وكالة فرانس برس عن البني قوله "نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب بحل سياسي، لكنّ هناك هدفا خرج السوريون من اجله، ودفعوا لأجله حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد. السوريون لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية" الذي يحكم سوريا. واعتبر البني أن خطاب الأسد موجه بالدرجة الأولى إلى "المجتمع الدولي الذي يقوم بجهود حقيقية لإنضاج حل سياسي يؤدي إلى تلبية طموحات الشعب السوري لإنهاء الاستبداد وعلى رأسه إنهاء نظام عائلة الأسد.