وصل عُمر دورة الخليج الى نحو 43 عاما وأضحت حديثا تطفو كل عامين على بحر الدورة التي تغير شكلها وهيكلها من دورة الى اخرى وارتفع سقف مشاركة منتخباتها من اربعة الى خمسة فستة ثم الى سبعة منتخبات واخيراًً الى ثمانية منذ تسعة اعوام.
وما دمنا نتحدث عن بلدنا، فإن دخول المنتخب الوطني الى الدورة عام 1976 في دوحة قطر، اخذت الدورة تختلف من حيث الاهتمام الذي زاد مع دخول منافس مهم في الدورة واضحى تواجد العراق يشكل بعبعاً مهماً لكل الفرق المشاركة بضمنها الكويت التي أكلت سلة العنب من المنتخبات الى حين حضور ابناء الرافدين الذين نالوا الاستحسان وكان لهم شأن مهم فيما بعد من نسخ للدورة.
المنتخب الوطني نجح في ان يكون له حضور فاعل ومميز امام منتخبات الخليج كلها وكان لبصمة شيخ المدربين الراحل عمو بابا حضور لافت، اذ قاد العراق الى خطف ثلاثة القاب من المشاركات السابقة.. ففي بغداد عام 1979 كسر عمو بابا هيمنة الكويت على لقب الخليج، وفي عام 1984 بمسقط حقق العراق لقبه الثاني على حساب قطر وفاز بجدارة للمرة الثالثة باللقب في الرياض عام 1988 بعدما تفوق على منتخبات البطولة بفضل المكانة التي كسبها وكوكبة النجوم الذين لعبوا باسم العراق!
دورة الخليج اليوم، تختلف شكلا ومضمونا عن سابقاتها من الدورات التي جمعت سبعة منتخبات وكانت تجري على مدار ثلاثة اسابيع تلعب المنتخبات مع بعضها البعض على مدى سبع جولات، يخوض كل منتخب فيها ست مباريات، وبعد ان اضحت عدد المنتخبات ثمانية منذ أواخر عام 2004 في قطر بتواجد اليمن كضيف جديد وعودة العراق، فإن الدورة تحولت الى بطولة بتقسيم المنتخبات الى مجموعتين تضم كل مجموعة اربعة منتخبات يتأهل منها بطل ووصيف كل مجموعة الى الدور قبل النهائي ويلعبان وفقاً لطريقة التقاطع على ان يبلغ الفائز من المباراتين نهائي البطولة ومن ثم التتويج باللقب.
والحديث عن اللقب ينقلنا الى سجل الابطال إذ يملك المنتخب الكويتي الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالبطولة ولـ 10 مرات اولها في النسخة الاولى عام 1970 وآخرها قبل عامين في اليمن، وبين الاولى والاخيرة فأن المنتخب الكويتي تفوق ثماني مرات سابقة في البطولة اسهم في معانقته للدورة ، كما حدث عام 1982 بقرار رئاسي بالانسحاب من نسخة ابوظبي والآخر عام 1990 في الكويت اثر اعتراضات على قرارات تحكيمية من مسؤول الرياضة في حينها!
والى جانب الكويت فأن العراق والسعودية حققا اللقب ثلاث مرات لكل منهما، بينما فازت قطر مرتين والامارات وعُمان مرة واحدة، فيما فشلت البحرين في خطف اللقب برغم عدم انقطاعها عن المشاركات .
والسؤال الذي يبقى قائماً ،هل تكسر البحرين حاجز النحس في تضييفها للدورة الخليجية وتفلح بخطف اول الالقاب بعد اكثر من اربعة عقود على ضيافتها للنسخة الاولى حيث انطلاقتها من الموقع الذي تقف عنده اليوم !؟