التمسك بالقائد المؤسس لا يخدم مصالحنا لأنه تخلى عن أهداف "جماعتنا" وتوجه نحو مصالحه الخاصة ، وترك الأمر بيد الزعاطيط فضاعت المبادئ ، وأصبحنا نحن سواق "الستوتات" تحت رحمة رجال المرور والبلدية والشرطة المحلية .
هذا الحديث ورد أثناء عقد اجتماع طارئ لأصحاب المهنة في "كهوة عبود " في النعشخانة بمنطقة الكاظمية لتدارس العقبات التي تواجه أصحاب الستوتات ، ولاسيما أنهم سلموا أمرهم بيد كبيرهم، وأطلقوا عليه لقب "القائد المؤسس" ليفاتح الجهات المعنية لتسهيل مهمات عملهم في نقل الركاب والبضائع داخل أحياء المنطقة المغلقة بوجه المركبات العامة والخاصة ، باستثناء من يحمل أصحابها تراخيص من آمر اللواء المكلف بأمن المدينة .
أصحاب الستوتات قرروا خلال الاجتماع اجتثاث "قائدهم المؤسس" وكل من يتعاون معه ، من أصحاب المهنة مع التشديد على ذكر القائد بالاسم واللقب والأوصاف والعلامات الفارقة لإبعاد اللبس والمقارنة مع اجتثاث آخر، بدأ يهدد مستقبل العملية السياسية ، وهم ليست لديهم علاقة بإجراءات الاجتثاث من قريب أو بعيد ، وما يعنيهم من هذا الأمر أو غيره ضمان ممارسة أعمالهم بشكل سلس وانسيابي لتوفير أفضل الخدمات للزبائن .
قبل أن ينفض الاجتماع طلب عبود صاحب الكهوة السماح له بمداخلة مناشدا الحضور الكف عن إطلاق تسمية القائد المؤسس على من تصدى لمسؤولية الدفاع عن أصحاب الستوتات ، لاعتقاده بان هذا الوصف وفي ظل الأجواء الحالية، يمكن أن يعرضه للاعتقال واستجواب من قبل الأجهزة الأمنية ، ومفردة المؤسس وحدها تثير الشبهات وتفتح احتمالات استجوابه عن علاقته بمسؤولين سابقين ، وقياديين في حزب محظور أعلن رفضه العملية السياسية ، ويمكن أن تمتد الأسئلة لتطول بقية سواق الستوتات ، وأنهى عبود مناشدته بمخاطبة عمال المقهى :" جيب سيت جايات للجماعة ".
بعد شرب الجاي على حساب عبود وضع المجتمعون مناشدته بنظر الاعتبار ، وبعضهم أبدى ندمه الشديد على إطلاق تسمية القائد المؤسس على كبيرهم المتهم بنظرهم بالتخلي عن السعي لتحقيق مصالحهم ، فقرروا تشكيل لجنة والتوجه إلى مقر اللواء بموكب يضم عشرات الستوتات للقاء المسؤول وإخباره أن قائدهم المؤسس ابعد ما يكون عن أي نشاط سياسي ، وانه حتى هذه اللحظة لم يراجع لتجديد سجله الانتخابي، ويسكن في منزل مؤجر ، بعد أن تعرض للتهجير من منطقة سكناه في التاجي شمالي العاصمة ، ولا يمتلك بطاقتي سكن ، وتموينية ، ويخشى الخوض في أي حديث سياسي ، بعد أن عجز عن الحصول على منحة المهجرين لفقدانه الوثائق الثبوتية :هوية الأحوال المدنية ، وشهادة الجنسية .
استبشر عبود خيرا بتفهم أصحاب الستوتات لمناشدته وأمر لهم بسيت جايات آخر ، واقتنع أصحاب الستوتات أن قائدهم المؤسس لا يستحق هذه التسمية لأنه تفوق عليهم بحجم معاناته الكبيرة ، وقرروا إصدار بيان عاجل يحمل تواقيعهم بمنع ملاحقته أو اعتقاله ودعوة الجهات الرسمية للإسراع بترويج معاملة حصول القائد المؤسس على بدل ضائع لوثائقه الثبوتية .
في المشهد السياسي العراقي هناك من يصر على التمسك بقائده المؤسس من دون مراعاة خطورة موقفه ، وخصوصا انه مشدود إلى الماضي، وبغطاء الديمقراطية يسعى لقلب الطاولة على الشركاء ثم الإطاحة بالنظام السياسي ، وهذا النموذج يعلم جيدا أن قائده المؤسس ، لا يجيد قيادة الستوتة .