هذه حلقة أخرى من "تراثيات معاصرة"، التي تضم مختارات نثرية من كتاب (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي. وكالعادة فانها تجمع نظرات وأقوالا مختلفة في الحياة والمعرفة والسياسة والطرافة، اعتبرنا أنها يمكن أن تكون معاصرة، لهذا السبب أو ذاك، رغم أنها قديمة مستلة من التراث.
- قال الحسن عليه السلام: من ازداد علما فلم يزدد زهدا لم يزدد من الله إلا بعدا.
- قالت أم هشام السَّلولية في الإبل: إذا حَمَلَت أثقلت، وإذا حُلبت أروت، وإنْ سارت أبْعَدَت، وإنْ نُحُرَت اشْبعَت.
- يقال: الجراءة من البذاءة.
- قال عبد الملك بن مروان: لأن أُخطىءَ وقد استشرتُ، أحبُّ إلي من أن أُصيبَ وقد استبددْت.
- قال عمرو بن مسعدة: الأقلام مطايا الفِطَن.
- سئل اعرابي: كيف ترى الدنيا؟ قال: وهل فَرَّغني شغفي بها أن اراها؟
- سئل أعرابي: كيف ترى شيخوختك من شبابك؟ قال: كما ترى عمارتَكَ من خرابِكَ.
- قال أعرابي: توبة المذنب اعتذاره.
- قال حكيم الهند: الكريم يصول اذا جاع، واللئيم يصول اذا شبع.
- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: اذا كان المال عند من لا ينفقه، والسلاح عند من لا يستعمله، والرأيُ عند من لا يُقْبَلُ منه، ضاعتِ الأمور.
- قال ابن السماك في وصف الدنيا: طاعِمُها لا يشبع، وشاربها لا يَروى، والناظر اليها لا يَملّ، ولم نر شيئا أعجب منها ومن أهلها: يطلبها من هو على يقين من فراقها، ويركنُ اليها من لا يشك أنه راحل عنها، ويعتصم بحبلها من هو على أوفازٍ [ على أوفاز: على حد عجلة].
- قال بعض البخلاء: واللهِ لا أكلتُ إلا نصف الليل، قيل ولم اخترت ذلك؟ قال: يبرد الماء، وينقمع الذباب، وينام الصبيان، وتؤمَن فُجاءَةُ الداخل، وصرخة السائل.
- قال أبو حاتم السجستاني: كان رجل يحب الكلام ويختلف الى حسين النجار، وكان ثقيلا متشادقا ما يدري ما يقول حينا، ثم فطن له فكان يعد له الجواب من جنس السؤال، فينقطع ويسكت، فقال له يوما: ما تقول – اسعدك الله – في حد تلاشي التوهمات في عنفوان القرب من درك المطالب؟ فقال له حسين: هذا من وجود قرب الكيفوفية على طريق الحيثوثية، وبمثله يقع التنافي على غير تلاق ولا افتراق، فقال الرجل: هذا يحتاج الى فكرٍ واستخراج، فقال له: أفكِر فإنا قد استرحنا.
- قال الرازي: وجودُ الشيء في فَقْده.
- جامع رجل قصير امرأة طويلة، فلما قبلها خرج متاعه من بطنها، فقالت له: كل ما ربحناه من فوق خسرناه من تحت.
- التوحيدي: الكذب أدب سيءٌ، وعادة فاحشة، وقلَّ من استرسل فيه إلا ألِفَهُ، والصدق ملبس بهيٌّ، ومنهل عذبٌ، قل من اعتاده ومَرَنَ عليه إلا صحبته السكينة، وأيده التوفيق، وخدمته القلوب بالمحبة، ولحظته العيون بالمهابة.
- قال اسحاق الموصلي: قالت لي ديباجةُ الأعرابية: أنت بنَغَم الفاظك تُطربُ اذا تكلمتَ، فكيف تصنع اذا ترنّمت؟!
- من أقوال سقراط: المُلْك الأعظم أن يملك الانسانُ شهوته. كما أن صلاح المرضى يكون بالأطباء، كذلك بالشرائع يكون صلاح الجائرين. ينبغي أن يكون الانسان في حداثته فاضلا، فإن لم يكن ذلك ففي عنفوان شبابه، فإن لم يكن ذلك ففي شيخوخته.
- أتى رجل الى سقراط وقال له: أنا في قلق دائم ان جلست أو مشيت او قمت أو قعدت أو استلقيت، فقال له: ما بقي لك الا أن تُصلب!
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 8 يناير, 2013: 08:00 م