مهما اجتهدت السلطة، أي سلطة، في دفع الناس للتظاهر من اجلها، بالأساليب التي عرفناها من زمن صدام الى اليوم، فان تظاهراتها مفضوحة. ومهما اجتهدت، أيضا، في تشويه سمعة التظاهرات العفوية فان أكاذيبها ستنكشف ولو بعد حين. الفرق بين التظاهرات العفوية والمدفوعة من قبل السلطة كالفرق بين "أم الوليد" وبين من تدعي أنها أمه. ولا يصعب التفريق بينهما إلا على من أصيب بعمى الطائفية.
ان التظاهرات، التي صارت تعم العراق اليوم في وسطه وجنوبه وغربه وشرقه حتى شماله، رغم ما تلبسه من ألوان وترفعه من صور وشعارات وهوسات ودبكات تبدو وكأنها "وطنية"، فأنها بالمحصلة طائفية الرائحة: تظاهرات سنية وأخرى شيعية. قد يُحزن هذا التصنيف بعضا ولا يروق لبعض آخر، لكن هذه هي الحقيقة المرة التي لا نستطيع إخفاءها حتى لو أخفينا رؤوسنا حد الرقبة في الرمل. وان فعلنا ذلك سنضحك على أنفسنا وعلى الناس في آن. إن انقسام التظاهرات إلى طائفتين هو نتيجة حتمية لطبيعة النظام السلطوي السائد بالعراق. سلطة بكل أشكالها، التشريعية والقضائية والتنفيذية، بنيت على أسس طائفية فماذا نتوقع منها؟ أعطوني وزيرا واحدا، لا بل موظفا واحدا من ذوي الدرجات الخاصة، لم يتم تعيينه على أساس طائفي أو عرقي. أو أعطوني قائمة انتخابية واحدة في المناطق التي تعمها التظاهرات اليوم ولم تكن هويتها طائفية بالدرجة الأولى. هل اختير رئيس مجلس الوزراء لمنصبه على أساس كفاءته وخبرته في الإدارة أم لأنه شيعي؟ وكذلك رئيس مجلس النواب هل كانت "السي في" هي المعيار الذي اعتمد في اختياره رئيسا أم لأنه سني؟
اذا خاس رأس السمكة فرائحتها النتنة ستصل إلى ذنبها حتما. رائحة لا يقف تأثيرها عند حاسة الشم بل إنها، ولشدة قبحها، تقتل باقي الحواس لتأكلها حتى تأتي على الحس الإنساني. وهكذا نجد المعطوب طائفيا يرى المظلوم عندما يتظاهر ظالما، ويرى الظالم مظلوما فيهب ليرفع صورته ليمجده حتى وان ظلمه.
ومهما حاول الطائفي، حاكما أو محكوما، أن يخفي خوفه، فانه سينفضح رغما عنه. وهذه هي الضارة النافعة الوحيدة التي لا تستطيع سلطة الطائفة ان تحمي نفسها منها مهما كابرت. فسلطة المالكي التي أدعت الحرص على أرواح المتظاهرين الذين تظاهروا في ساحة التحرير يوم 25/2/2011 وأرادت حشرهم بملعب الشعب بحجة الخوف عليهم، بعد أن قمعتهم بكل وحشية، لماذا لا تأمر بحشر التظاهرات التي خرجت يوم أمس بالساحة نفسها في الملعب نفسه بعد ان تقمعهم بأصحاب "التواثي"، كما فعلت سابقا؟ أما تخاف عليهم هذه المرة من البعثيين والقاعدة؟
ثم أسال المتظاهرين، الذين تظاهروا في جنوب العراق سؤالين لوجه الله:
هل هي صدفة، أم معجزة، ان تكون صور المالكي التي رفعتموها كلها قد اطرت "بجرجوبة" من نوع واحد وكلها "مجوّمة" بزجاج من حجم واحد؟
ثم هل سمعتم أن 12 إرهابيا ممن حكم عليهم بالمادة 4 إرهاب فد هربوا من سجن التاجي يوم أمس؟ فان كان قد أغضبكم إفراج الحكومة عن 11 سجينة فقط من غير المشمولات بتلك المادة، فأين هي غضبتكم من حكومة يستطيع الإرهابي فيها تحرير جماعته من سجونها متى ما شاء أو أراد؟
يبدو انها صارت: حب وتظاهر، واكره تظاهر.
جميع التعليقات 2
dr adil faily
THE IRAQIES LOVED IN THEIR LONG BLOODY HISTORY ONLY AL-SHAHEED ABDUL-KARIM QASSIM.HE WAS CLEAN THIS MEANS HE WAS A 100%PATRIOTE.HE WAS HUMBLE.HE LIVED LIKE A FAQEER.HE LOVED HIS PEOPLE AND SPECHIALLY AL-FUQARAA.HE WORKED FOR THEM DAY AND NIGHT.HE WAS VERY
dr adil faily
THE IRAQIES LOVED IN THEIR LONG BLOODY HISTORY ONLY AL-SHAHEED ABDUL-KARIM QASSIM.HE WAS CLEAN THIS MEANS HE WAS A 100%PATRIOTE.HE WAS HUMBLE.HE LIVED LIKE A FAQEER.HE LOVED HIS PEOPLE AND SPECHIALLY AL-FUQARAA.HE WORKED FOR THEM DAY AND NIGHT.HE WAS VERY