إذا كانت دورات كأس الخليج تتحول عادة الى مسرح تنافسي بين المنتخبات الخليجية التي تعد هذه الدورات الفرصة الحقيقية لإبراز قدراتها ورغبتها بالتميز وتأكيد جدارتها لما تمثل هذه الدورة من اهمية قد تفوق اية اهمية اخرى تتصل بمشاركات ومسابقات كروية سواء على الصعيد القاري او الدولي، فانها في الوقت ذاته تتحول الى صراع بين الاقطاب الخليجية كإدارات اتحادات كرة القدم في الخليج أو المؤسسات الرياضية الرسمية فيها ، يندرج هذا الصراع في إطار إظهار الاستعدادات والسباق مع الزمن لإنجاح أية دورة في اية دولة خليجية.
ومثلما تحدث رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية احمد الفهد الى بعض وسائل الإعلام بقدرة أي اتحاد او أية دولة خليجية ان تنظم وتنجح في ذلك حتى لو كان تكليفها أي تلك الدولة، قبل ثلاثة اشهر من موعدها، وبطبيعة الحال كانت هذه التصريحات دلائل منطقية وواقعية لقدرة اية دولة خليجية بتنظيم وإنجاح اية دورة تقام على ارضها من دون ان تحتاج الى اشهر او اكثر من سنة لتهيئة امورها ، وطبعا هذا التحدي الواقعي يرتكز على ما وصلت اليه البُنى التحتية الرياضية بشكل عام وما يتصل بكرة القدم على نحو خاص في دول منطقة الخليج.
ومن دون شك ان وجود المنشآت الرياضية المتطورة المقترنة بالتخطيط السليم والعلمي الممنهج بفضل متخصصي العمل الرياضي، يثري دائما ويعزز من فرص نجاح اية دورة تضيَّف هنا أوهناك ، فبفضل ما وصلت اليه منشآت الرياضة وبُناها التحتية العملاقة والتطور الرائع واللافت الذي يرافق حركة الرياضة هناك، وها هي البحرين تقدم أنموذجاً جيداً للتضييف والقدرة على انجاح الدورة .
إن الحديث عن تضييف دورات كأس الخليج مثلما يدور الآن في الاوساط الخليجية في خليجي 21 لا يستند الى مسألة محدودة تتعلق بانجاز ملعب او فندق أو اي شيء آخر، فالأمر اوسع من ذلك فالحديث هنا يرتكز على ثقة كبيرة مستندة على واقعية التقدم الرياضي والحياتي والاقتصادي.
إن دورات كأس الخليج تتطلب شروط نجاحاتها وضمان اقامتها واقعاً ملموساً يقدِّم عملية التطور الرياضي وتعدد المنشآت والبُنى التحتية ورقيها ايضا وما تتمتع به من امكانيات فنية وتنظيمية وادارية عالية ليس من السهولة تحقيقها من دون ان تستند على مساحة ذلك التطور الهائل الذي يعكس تلك القدرات المالية والبشرية التي تذهب في مكانها الحقيقي.