اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تظاهرة مؤيدة للمالكي تقطع الجسور والشوارع والأرزاق في بغداد!

تظاهرة مؤيدة للمالكي تقطع الجسور والشوارع والأرزاق في بغداد!

نشر في: 12 يناير, 2013: 08:00 م

شوارع مقطوعة، قوات أمنية بمختلف الملابس والألوان ينتشرون في الشوارع الرئيسية المحيطة والمؤدية لـ(ساحة التحرير)، أناس بمختلف الأعمار يسيرون على الأقدام كلٌّ حسب مبتغاه، ما الذي يحدث؟ أسئلة يطرحها المواطن المسكين على نفسه والآخرين.. الجسور أيضا قطعت ون

شوارع مقطوعة، قوات أمنية بمختلف الملابس والألوان ينتشرون في الشوارع الرئيسية المحيطة والمؤدية لـ(ساحة التحرير)، أناس بمختلف الأعمار يسيرون على الأقدام كلٌّ حسب مبتغاه، ما الذي يحدث؟ أسئلة يطرحها المواطن المسكين على نفسه والآخرين.. الجسور أيضا قطعت ونُصب (brc)، فيما السيارات السوداء التي تقف وسط الجسر تقول لك "استدر وعد بسيارتك إن كنت تستقل سيارة، قف للتفتيش إن كنت تمشي مع الناس".. عجيب غريب ما الذي يحدث في العاصمة بغداد؟
قطّعت، يوم أمس، العاصمة بغداد إلى أوصال وعزل الجانب الكرخي عن الرُصافة من اجل المئات من المتظاهرين، نقلوا على ظهر سيارات مدنية "بيك اب" تحمل لوحات تسجيل حكومية - فما الغاية من ذلك؟ العلم عند الله - إلى ساحة التحرير هذه الساحة التي كانت لا ترغب الحكومة فيها عام 2011 لأنها احتضنت تظاهرات ضدها وطلبت منها إصلاح الوضع العراقي ونفسها، تشهد الان متظاهرين مؤيدين للحكومة وتطلق شعارات من أفواه أشخاص جميعهم حالقو الرؤوس ويرتدون سراويل متشابهة تقريبا ويلفون وجوههم "بيشماغات مختلفة الألوان".
غلق المنافذ الحدودية
قبل أيام أغلقت الحكومة جميع المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا والأردن، وهذا القرار ألهب السوق بزيادة الأسعار مما اثر بالسلب على مواطني الدخل المحدود.. الناس تتذمر والكل يكره اليوم الذي انتخب فيه هؤلاء الساسة فما ذنب المريض الذي جاء يحمل أوراق تحاليله وأشعته من اجل عرضها على الطبيب ليجد نفسه يسير ببط في ماراثون التظاهرات بدون سابق إنذار.
 يقول أبو حيدر: جئت من منطقة الزعفرانية استقل سيارة أجرة وفجأة توقفت السيارة عند ساحة الأندلس بأمر من القوات الامنية يخبروننا أن الطريق مغلق، ما العمل الآن؟ سألنا الرجل الأمني أجابنا مشكورا: سيروا حال بقية الناس ولا تسألوا كثيرا، "صاح الرجل بأعلى صوته "الله اكبر" على هذا البلد.الجو بارد والحكومة لا تهتم بكبار السن وكل ما يهمها من يؤيد ومن يرفض سياستها المهم الكراسي وليس الشعب.
مع بداية نهار، أمس بدأت القوات الأمنية بقطع شوارع وجسور العاصمة والضحايا من المواطنين يتصلون ببعضهم البعض ويطرحون السؤال نفسه هل فتحت الشوارع؟ هل عادت القوات الأمنية أدراجها، الجواب طبعا لا!
رفع المتظاهرون لافتات عدة ولم تتحدد بتأييد المالكي فقط، بل بشعارات معادية لتركيا، ورفعت صور أردوغان الموشومة بحرف (x) وطالبت تلك الشعارات المواطنين بمقاطعة البضائع التركية، وهنا يثار سؤال كبير، كم ستتضاعف أسعار المواد الغذائية في ظل هذه المطالبات؟ والتي تتزامن مع قرار إغلاق المنافذ الحدودية.

سيارات الدفاع توزع قناني الماء
الساعة الواحدة ظهراً بدأت كراديس من المتظاهرين على شارع ابي نؤاس بالتظاهر وإطلاق الأهازيج الشعبية التي تشجع على الطائفية والتأييد للمالكي وهي في طريقها إلى ساحة التحرير، وكانوا اغلبهم يرتدون الملابس المدنية على الرغم من أن هيئتهم تشير إلى كونهم منتسبين للقوات الأمنية، ويحملون بأيديهم أعلاما عراقية جديدة، وهناك سيارات تابعة لوزارة الدفاع تقوم بتوزيع المأكولات وقناني الماء على المتظاهرين.
مشاهد مأساوية رايتها أثناء عبوري جسر السنك، العديد من المعاقين افترشوا الجسر بعد أن أعياهم التعب، المواطن حميد لفته يقول ما ذنب هؤلاء؟ ألم يكن من واجب الذي قطع الشوارع ان يقوم بنقلهم الى أماكن توجههم... أين الإنسانية؟ أين مروءة المالكي؟ مرددا "هم زين بيد الله الهوه ومو بيدك".

المرضى وقطع الطرق
تركنا هذا الرجل الذي كان بالكاد يتأرجح بمشيته من شدة التعب محاولا أن يصل عيادة طبيبه الواقعة في منطقة السعدون، بينما كانت ام عمار التي أخبرتنا كنيتها عندما تكلمنا معها وسألنها لماذا أنتِ تجلسين على الرصيف وتحت تمثال "عبد المحسن السعدون" فأجابت ما الذي فعلناه لتفعل بنا الحكومة هكذا، الا يكفيها مأساة الأمس حين غرقنا بمياه الأمطار؟  ألا يكفي أننا نفقد الماء الصافي والكهرباء "ادمرنا"، اين الحل ونحن على هذا الحال منذ سنوات والآن تقطع الطرق من اجل مظاهرة؟ وما ذنبنا نحن كبار السن إننا لا نستطيع الذهاب إلى الأطباء، أما الرجل الكهل أبو علي الذي يتكئ على عصا خشبية تجعله بالكاد متوازنا في مشيته فيقول: بدل قطع الشوارع وبهذلة الناس كل يوم، ألا يكفي أننا غرقا في بيوتنا بسبب فساد الحكومة وأمانة بغداد، وطوال عمري الذي تجاوز الستين عاماً، لم أسمع أننا سنة وشيعة عرب وأكراد، نحن شعب واحد مسلم ومسيح؛ أولاد عمم وأبناء أخت وأخوال الجبور والعزاويين وأبو الفهد، كلنا أناس متحابون في العراق، (وهذا البلد بلدنا والي ما يريده خل يطلع منا).

محطة وصول المتظاهرين
التقاطع الذي بين شارعي الرشيد وشارع أبي نؤاس أصبح محطة لمواكب من السيارات الحكومية السوداء الرباعية الدفع، حيث تقوم بنقل المتظاهرين إلى تلك المحطة الذين يدل مظهرهم على أنهم من شيوخ ووجهاء العشائر، والبعض يوحي بأنهم من كبار الضباط والمسؤولين في الدولة.
الغريب العجيب أن تكون المظاهرة التي لا يعلم من نظمها ومن يرتبها لان الوضع الآن يدل أن الجيش كأنه هو يتظاهر واليكم هذا الحدث "تقف سيارة شرطة " تحمل صور المالكي وتبدأ بتوزيعها على المتظاهرين، سيارة أخرى نوع "لاندكروز" بيضاء اللون يترجل منها رجلان يقومان بتوزيع الأعلام على المتجمهرين في ساحة التحرير وهذا الحدث موثق بالصور وليس افتراءً من احد.
مجموعة من الشباب جعلوا من شارع السعدون الرئيسي ملعب كرة قدم وسط انتشار القوات الأمنية المكثف، معبرين عن استيائهم من الوضع الأمني قائلين: جئنا الى الباب الشرقي لشراء ملابس رياضية فقد وجدنا الشوارع مقطوعة ومنعنا من الذهاب بحجة اننا نرتدي ملابس رياضية  ونحمل حقائب على ظهورنا ولا يمكننا المرور من ساحة التحرير، فوجدنا الفرصة سانحة لنعلب كرة القدم بالشارع المقطوع بدل العودة إلى منازلنا، منتظرين عودة الحياة التي قطعت أنفاسها من اجل عيون الحكومة بحسب تعبيرهم.

عودة دكتاتورية صدام
نقف إلى جانب ساحة التحرير لنأخذ آراء الناس المارة وليس المتظاهرين وإذا بمصور الجنان يعلق قائلا: التظاهرة كما يقال سلمية إذن لماذا تقطع الشوارع وتقطع الأرزاق اليوم؟! سبت وأكثر الناس يأتون الى التسوق، وناشد المصور الحكومة قائلا "يا حكومة نريد كسب الرزق نحن أصحاب عوائل ولماذا هذا التوتر في الشارع، جاره مصور "أفنان" الواقعة في الباب الشرقي المواجهة لساحة التحرير، قال: نحن لسنا ضد التظاهرات لكن ان تأتيك سيارات حكومية وتنزل عشرات من المتظاهرين إلى الساحة وينزل الجيش ويقطع الشارع فهذا حرام! احد المارة قال "عادت دكتاتورية صدام من جديد".
أصحاب المحال يقفون وينظرون إلى المتظاهرين ولا يكفون عن التذمر والتفوه بكلمات متى ترى وترعى الحكومة هذا الشعب، تعبنا من الانتظار ونحن على هذا الحال: دمار شوارع، إرهاق وتعب نفسي، توتر امني مستمر؟!
قطع الأرزاق
ولم يكن حتى أصحاب البسطيات راضين عما يحدث في الساحة السياسية والوضع العراقي "أبو سنان" صاحب عربة "الحلويات الجوال" قال: قطعت أرزاقنا فالشوارع تجعلنا نعود إلى بيوتنا مع بضاعتنا، أليس من الأفضل ان تجد الحكومة لنا الحل من اجل أن نعيش بكرامة، لا ان يقوم رجال الأمن بالصراخ علينا بان نترك الشارع ونتوجه إلى الأزقة الفرعية لشارع السعدون، أنا طريقي من ساحة كهرمانة وحتى منطقة السنك ماذا افعل الآن؟  ثم ردد قائلا "عمي يا مظاهرات يا حكومة شوفولنا حل".
بدأنا نعود إلى المؤسسة ونلتقي الناس الذين يأتون مشيا وهم يتظاهرون على أنفسهم قائلين "كلها من عدنا إحنا انتخبناهم" وهذا التجمهر من الناس بحد ذاته كان يعتبر تظاهرة على الواقع السيئ الذي جعل المواطن البسيط والمثقف ينتفض عليه ويرفض قبوله وعلى قول المثل "الي يزيد عن حده ينقلب ضده".
حقيقة لا نعلم لماذا قطعت الشوارع والجسور من ساحة الأندلس مرورا بساحة كهرمانة وشارع السعدون ومنطقة السنك وعلاوي الحلة والباب الشرقي من اجل عدد من المتظاهرين، والأغرب من ذلك أن تكون أعداد الجيش والشرطة أكثر من المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب غير موجودة في هذه التظاهرة سؤال فقط نطرحه على المسؤولين في الحكومة العراقية؟
منذ عام 2011 والحال كما هو
وما زالت بعض المحافظات كالانبار ونينوى تشهد تظاهرات مستمرة منذ أيام، تطالب بتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، يضاف الى ان التظاهرات التي نضمها المتظاهرون عام 2011 كانت تتضمن  المطالبة بتحسين الخدمات وإطلاق سراح المعتقلين و تنفيذ الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها، يشهد العراق منذ الـ25 من شباط عام 2011، تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على البطالة والفساد المستشري في مفاصل الدولة. نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفين مستقلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، وشهدت تلك التظاهرات تضييقاً من قبل الأجهزة الأمنية وفرض حظر للتجوال لمنع وصول المتظاهرين كما شهدت إطلاق نار من قبل الأجهزة الأمنية مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وعد  في 27 من شباط 2011، بتحسين الخدمات و تلبية مطالب المتظاهرين خلال  مائة يوم. وقد تبين من تصريحات لقاء المالكي في دولة القانون أن الغرض من هذه المهلة كان من اجل امتصاص غضب الشارع العراقي وليس تنفيذ الوعود، لكن الحال سيبقى كما هو عليه الآن؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. مناف الجسيني

    مبروك للعراقين -من دكتاتور الى دكتاتور جائع -مختار العصر مستعد لقتله الملاين من العراقين من اجل سلطه زائله -فليس غريبا على اتباع الاحزاب الطئفيه ان يحركوا الهمج الرعاع ليقولوا للاخرين ها نحن موجودين والذي يفكر في ابعادنا عن الكرسي فلدينا من القدره على الك

  2. مناف الجسيني

    مبروك للعراقين -من دكتاتور الى دكتاتور جائع -مختار العصر مستعد لقتله الملاين من العراقين من اجل سلطه زائله -فليس غريبا على اتباع الاحزاب الطئفيه ان يحركوا الهمج الرعاع ليقولوا للاخرين ها نحن موجودين والذي يفكر في ابعادنا عن الكرسي فلدينا من القدره على الك

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في درجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram