هددت الحكومة المركزية في بغداد بايقاف صادرات النفط التي تجري من دون موافقتها و مقاضاة الشركات التي تتعامل مع ما تعتبره خاما ممنوعا. جاء ذلك بعد ايام من بدء اقليم كردستان بتصدير النفط على اساس انفرادي . من جانبه أكد الناطق باسم الاقليم سفين دزئي امس ا
هددت الحكومة المركزية في بغداد بايقاف صادرات النفط التي تجري من دون موافقتها و مقاضاة الشركات التي تتعامل مع ما تعتبره خاما ممنوعا. جاء ذلك بعد ايام من بدء اقليم كردستان بتصدير النفط على اساس انفرادي . من جانبه أكد الناطق باسم الاقليم سفين دزئي امس الاول بأن الاقليم بدأ بشحن النفط الى تركيا خلال الايام القليلة الماضية ، يبدو ان هذه الخطوة هي التي أججت تهديد بغداد في تصريح ُنشر على موقع الهيئة العامة لتسويق النفط حذرت فيه من ان العراق ربما يقوم بمصادرة ما يعتبره " نفطاً مهرباً عبر الحدود " و مقاضاة البائعين و المشترين والشركات الناقله له . يقول التصريح ان هيئة التسويق هي السلطة الوحيدة المخولة حصريا بحق تصدير و استيراد النفط الخام و الغاز و منتجات النفط الاخرى في هذه الدولة العضو في منظمة اوبك .
يمكن لأي موقف متشدد من بغداد حول شحنات النفط ان يفاقم التوترات المشتعلة بين الحكومة المركزية و الكرد ، و يبدو ان الجانبين كانا قبل شهرين على شفا حرب بعد تبادل اطلاق نار جعل الطرفين ينشران قواتهما و اسلحتهما الثقيلة على طول حدودهما الداخلية المتنازع عليها . على مدى سنوات كان الجانبان على خلاف حول كيفية ادارة الثروة النفطية الهائلة في البلاد . منذ الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 ، عقد الكرد اكثر من عشرين صفقة مع شركات النفط الاجنبية بضمنها شركة اكسون موبيل و شيفرون و توتال ، و في الوقت نفسه اعتبرت حكومة بغداد تلك الصفقات غير قانونية حيث تعتقد ان الحكومة المركزية هي التي يجب ان تدير السياسة النفطية في البلاد و انها تريد نقل صادرات النفط عبر الانابيب التي تديرها الحكومة . قال دزئي ان الكرد يشحنون حاليا النفط الخام من حقل طقطق النفطي الى تركيا عن طريق الشاحنات. معظم النفط المصدّر ستتم تصفيته ثم اعادة شحنه الى اقليم كردستان الذي هو بحاجة ماسة الى الوقود لدرء البرد القارس في فصل الشتاء . و أصرَّ دزئي على ان الكرد لازالوا مستعدين للحوار مع بغداد بشأن الصادرات الجديدة داخل اطار مفاوضات شاملة، " اذا اردنا معالجة هذه القضية، فعلينا التصدي لها كحزمة كاملة".
يقول الموقع الذي يتابع اخبار صناعة النفط بان الكرد كانوا يشحنون ما يقارب 15 الف برميل يوميا الى ميناء مسفين التركي ، اذا ما صح ذلك فان هذه النسبة تعد قليلة قياسا الى المليوني برميل التي يصدّرها العراق كل يوم، و قد رفض دزئي ان يذكر حجم ما يتم تصديره من نفط كردستان للخارج ، خلال الشهر الماضي اوقف الكرد صادرات النفط عبر الانابيب التي تشرف عليها حكومة بغداد بسبب خلاف مع الحكومة المركزية حول المدفوعات. تلك الصادرات تندرج تحت صفقة حاولوا عقدها في 2011 تدعو الكرد الى ارسال النفط الى بغداد التي تقوم ببيعه و دفع 50 % من الايرادات الى شركات النفط لتعويض تكاليف استخراجه. يتبوأ العراق رابع اكبر احتياطي عالمي للنفط الخام، حيث يحوي نحو 143.1 مليار برميل ، و تشكل عائدات النفط 95 % من ميزانية البلاد، جزء منها مخصص لإقليم كردستان .
عن : اسيوشيتدبرس