حُسن الاعمال في خواتيمها .. حكمة لم تقل اعتباطاً، بل هي بلاغة الوصف لمن يؤدي عملاً ناجحاً في أوله ويسير بثبات الى نهايته لعله يفلح في ابتغاء الهدف المرسوم له كي يرضي كل من يثق بخطاه الى النهاية على أمل ان تكافئه على ما اجتهد وخطط وتدبر.
وها هم أسود الرافدين ، فلذات أكباد العراقيين المخلصين التواقين لانتصاراتهم الكبيرة في الشدائد ، يسعون اليوم بكل ما أوتوا من عزم على بلوغ المحطة الاخيرة من دورة كأس الخليج 21 التي قدمتهم فرساناً للـ(ديربي) الأقوى في المنطقة بعدما ضربوا الشقيقين السعودي والكويتي في صميم معنوياتهما وهزموهما بجدارة في واحدة من أكثر مشاهد التنافس الخليجي إثارة وشراسة للإنفراد بزعامة المجموعة الثانية.
واقع الحال يؤكد جاهزية لاعبينا لدخول الصراع على بطاقة نصف النهائي أمام منافس عنيد كشر عن انيابه في وقت متأخر واستظهر كل اوراقه بحثاً عن وجود له في عقر داره ، وهرباً من ضغط جمهور لا يرحم ازدحمت مدرجاته للمطالبة بالكأس الاولى ، ولا يقبل بانصاف الحلول مهما كان الثمن !
حقيقة ليس كل ما يتمناه المرء يدركه في الحياة ، فما بالنا بشباب طموح حملوا راية كرة العراق ليدركوا انتصاراً جديداً يعيد ملحمة الانصهار الشعبي الوطني التي يراد لها اليوم ان تستعر تحت نار لعينة بذلنا تضحيات كُثر من اجل إطفائها !
ولهذا يأتي الأسود اليوم من اجل العراق ، يدافعون عن الوجود والأمل والحلم ، فقد حفظوا اسماء كل العراقيين وكأنهم ينشدون آفاق مستقبلهم في مستطيل أخضر مثل قلوبهم المرهفة التي مهما أدمتها الظروف لن تنبض لغير وحدة الارض والسماء ، ولن تشهق إلا من رئة استطابت الوفاء على ضفاف دجلة وصنوه الفرات.
أعلموا أن الأسود لا تبالي لأصوات النعام التي تحاول التقليل من حظوظكم ، فألعبوا بكل ما تشتهون من فنون الهجوم والمناورة والمباغتة وهزّ الشباك ، طالما انكم تحترمون منافسكم الطامح هو الآخر لإثبات الوجود ، ولكن تذكروا ان الربيع الكروي الذي تعيشونه لا قيمة له من دون ان تنتعش الآمال وتكبر في نهائي خليجي المنامة.
وفي الوقت الذي يحمل كل لاعب شاب مسؤولية أكبر من طاقته وامكانياته في هكذا مواجهات كروية تحت ضغط الجمهور والإعلام بمختلف الوان الحرب النفسية ، فنحن على ثقة تامة ان المدرب حكيم شاكر الذي يتعرض للحرب ذاتها من بعض المحسوبين على أهله وهو في قمة اخلاصه للوطن يدرك دلالات التحدي وعِظم التجربة الأصعب في مشوار الكرة العراقية في تأريخ الخليج بعد اعتمادها للمرة الأولى على ثلة من الشباب المتفائلين بمغامراتهم مع المدرب الشجاع ، فاقسموا على ألا يخذلوه إكراماً لنخوته بهم وقبوله المهمة الحرجة (سمعاً وطاعة للعراق).
ومن محاسن الصدف ان يتزامن اعلان القرار الجمعي لرؤساء الاتحادات الخليجية بتنظيم مدينة البصرة دورة الخليج 22 عام 2013 عشية اجتماع شاكر مع الاسود لاعلان جاهزية المنتخب على خوض مباراة نصف النهائي بمعنويات كبيرة تستمد روح المثابرة والاندفاع من دلالات استعادة البصرة الثقة الخليجية، ولهذا سيكون واجب الأسود مضاعفاً لانتزاع بطاقة اليوم والتنافس على الكأس ليهدوها الى البصرة الفيحاء كي يدافعوا عنها بعد عامين لتبقى بين احضانهم ثانية وثالثة إن شاء الله.
سمعاً وطاعة يا عراق
[post-views]
نشر في: 14 يناير, 2013: 08:00 م