TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اعتصام بالدولار

اعتصام بالدولار

نشر في: 15 يناير, 2013: 08:00 م

الاتهامات الموجهة للمتظاهرين والصادرة عن مسؤولين أو مقربين من  أصحاب القرار بان المحتجين يتلقون مبالغ بالعملة الصعبة الدولار مقابل مواصلة الاعتصام، ورفع شعارات ضد الحكومة، جعلت العاطلين عن العمل، و"العتاكة" والمنتظرين في المساطر يبدون استعدادهم  للانضمام للمتظاهرين في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، ورفع شعاراتهم، مقابل الحصول على 100 دولار في اليوم الواحد، وثلاث وجبات من الطعام، أصحاب هذا الاتهام لم يلتفتوا إلى هذه المسألة لأنهم، بإطلالتهم اليومية على شاشات الفضائيات وفروا دعاية مجانية  لحث العاطلين عن العمل على التوجه لساحات الاعتصام، للحصول على أموال من" دول الجوار"  تعينهم على ترميم منازلهم المتضررة من الأمطار الأخيرة في العاصمة، وتنفيذ مشاريع مؤجلة كالاقتران ببنت  الحلال أو شراء سيارة سايبا بالتقسيط المريح، او الحصول على "ستوتة نص عمر" لنقل اللبن والكيمر من الفضيلية إلى أسواق العاصمة، ولا سيما أن السوق العراقية ستعاني جراء غلق المنافذ الحدودية الغربية شح المواد الغذائية المستوردة من سوريا والأردن.

المشرفون على تنظيم التظاهرات لهم تصريحاتهم أيضا في نفي  دعمهم من دول الجوار بالأموال لغرض توزيعها بين المتظاهرين، مؤكدين أن شخصيات عشائرية واخرى سياسية، تتولى  مهمة توفير الدعم اللوجستي لمواصلة التظاهر، وما يقال عن الحصول على أموال سعودية وقطرية وتركية محض أكاذيب لان تلك الدول بنظرهم ليست "برمكية" مثل العراق في منح أموال للأشقاء والأصدقاء، وعلى اصحاب الاتهام التوجه إلى الحكومة بوصفها تمتلك الكثير من الوسائل والسبل لإثبات اتهاماتهم .

مخاوف العراقيين من تداعيات الأزمة واحتمالات وصول البلاد إلى منزلق خطر، لم تبددها الاتهامات المتبادلة، فطيلة السنوات الماضية،  شهدت الساحة السياسية صراعا على السلطة، انتقل إلى الشارع، ومحاولات احتواء الأزمة دخلت في إطار تشكيل اللجان، بمعنى صعوبة التوصل إلى إيجاد الحلول في اقرب وقت ممكن، وما يثير القلق أن الأطراف المتصارعة تمتلك فضائيات خصصت ساعات بثها لتوجيه الشتائم، وتكريس حقيقة وصول المال الإقليمي إلى الأنبار، وفي ضوء ذلك، وعلى قاعدة أن العاطلين عن العمل يبحثون عن أية فرصة للحصول على  أجرهم اليومي سيتوجهون إلى من يدفع المال، وهؤلاء سبق لهم أن شاركوا في تظاهرات وتجمعات مؤيدة لمسؤول وعدهم بالحصول على وظيفة حكومية، ولكن آمالهم باءت بالفشل عندما قرر صاحبهم السكن في المنطقة الخضراء، وضربهم بوري.

في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ومع تفاقم الصراع بين قوى سياسية عراقية كان احد الأطراف يمنح بطل كوكا كولا وكعك أبو السمسم لكل مشارك في تظاهراته، أما الطرف الآخر، فكان يوصي  مؤيديه بالابتعاد عن رجال الأمن وتفادي ضربات التواثي، سواء من الشرطة السرية أو من المتظاهرين الآخرين، وكانت نتيجة الصراع الإطاحة بالزعيم وتولي حزب الكوكا كولا السلطة، والله اكبر فوق كيد المعتدي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram