هذه حلقة جديدة من سلسلة (تراثيات معاصرة) التي تضم مختارات نثرية من كتاب أبي حيان التوحيدي ( البصائر والذخائر). وكالعادة فانها تجمع ما نظن، لسبب أو آخر، أنه أفضل العينات النثرية في هذه الموسوعة العتيدة.
- قال المبرَّد: كان سَلْم بن نوفل الدئلي سيد بني كنانة، فوثب رجل من العشيرة على ابنه فجرحه، فجيء به فقال له: ما أمَّنك مني وجرَأك عليَّ، أما خشيت عقابي؟ قال: لا، قال: ولم؟ قال لأنا سودناك لتكظم الغيظ وتحلمَ عن الجاهل، فخلَّى سبيله.
- قال أعرابي: سيد القوم أشقاهم.
- سئل مِسْوَر بن مَخْرَمَة الزُّهري (من فضلاء الصحابة): أي الندماء أحب اليك؟ قال: لم أجد نديما كالحائط، إنْ بصقت في وجهه لم يغضب، وإن أسررتُ إليه شيئا لم يفشه عني.
- روى الأصمعي أن أعرابيا سئل: أتؤمن بالموت؟ قال إي والله، قيل كيف تؤمن به؟ قال: إني رأيت آبائي وإخواني وأهلي وأكثر عشيرتي قد ماتوا، فعلمت أني لاحق بهم. قيل أتؤمن بالبعث؟ قال: هيهات انها لحُفَيْرَةُ سَوْءٍ ما دخلها أحد فخرج.
- قال الأصمعي: سئل بعض حكماء فارس عند الموت كيف حالك؟ فقال: كيف حال من يكاد يبدأ سفرا بعيدا من غير زاد، ويَقْدُمُ على مَلِكٍ عادل بغير حجة، ويسكن قبرا موحشا بغير أنيس.
- ماتت أمُّ جحا فقعد يبكي عند رأسها ويقول: رحمك الله، فقد كان بابك مفتوحا ومتاعُك مبذولا.
- سئل يوسف بن أسباط ما الزهد؟ قال: أنْ لا تفرح بما أقبل، ولا تأسف على ما أدبر.
- اجتمع شريك بن عبد الله ويحيى بن عبد الله بن الحسن البصري في دار الرشيد، فقال يحيى لشريك: ما تقول في النبيذ؟ قال: حلال. قال شربه خير أم تركه؟ قال: بل شربه، قال: فقليله خير أم كثيره؟ قال: بل قليله، قال: ما رأيت خيرا قط إلا والازدياد منه خير إلا خيرك هذا، فإن قليله خير من كثيره.
رواه لنا أبو حامد القاضي، وكان يقول: جمعت هذه الحكاية الملاحة والحجة.
- قال بعض السلف: ما طابت رائحة الانسان الا قل همه، ولا نقيت ثيابه الا قل غمه.
- يقال ان البكاء يحدث من الخوف والحزن والفرح والجزع والفزع والوجع والعشق.
- قال عيسى بن مريم عليه السلام لرجل: ما تصنع؟ قال: أتعبد، قال: فمن يعود عليك؟ قال: أخي، قال: اخوك أعبد منك.
- قال عمر بن عبد العزيز لولدهِ: العبوا فإن المروءة لا تكون إلا بعد اللعب.
- كان نصراني يختلف الى الضحاك بن مزاحم فقال يوما: مازلت معجبا بالاسلام منذ عرفتك، قال: فما يمنعك عنه؟ قال: حبي الخمر، قال: فاسلِم واشربها، فلما أسلم قال له الضحاك: إنك قد أسلمت فإن شربت الخمر حَدَدْناك، وإن رجعت عن الاسلام قتلناك، فترك الخمر وحسن اسلامه.
- وصف رجل ابن حجيَّة المغني فقال: كأنه خُلق من كل قلب، فهو يغني كل انسان ما يشتهي.
- دخل رجل الى حمزة ابن النصرانية فقال: ان أخي قد مات فمرْ لي بكفن، قال: والله ما عندي شيء ولكن تعهدنا الى أيام لعله يقع، قال: أصلحك الله فمرْ لي بدرهم ملح، قال: ما تصنع به؟ قال: أُمَلِّحُهُ حتى لا ينتن الى أن يتيسر كفنه من عندك.
- قيل ليحيى بن خالد: إنك لا تؤدب غلمانك، فقال: هم أمناؤنا على أنفسنا، فإذا أخفناهم كيف نأمنهم؟
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 15 يناير, 2013: 08:00 م