TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تراثيات معاصرة

تراثيات معاصرة

نشر في: 15 يناير, 2013: 08:00 م

هذه حلقة جديدة من سلسلة (تراثيات معاصرة) التي تضم مختارات نثرية من كتاب أبي حيان التوحيدي ( البصائر والذخائر). وكالعادة فانها تجمع ما نظن، لسبب أو آخر، أنه أفضل العينات النثرية في هذه الموسوعة العتيدة.
- قال المبرَّد: كان سَلْم بن نوفل الدئلي سيد بني كنانة، فوثب رجل من العشيرة على ابنه فجرحه، فجيء به فقال له: ما أمَّنك مني وجرَأك عليَّ، أما خشيت عقابي؟ قال: لا، قال: ولم؟ قال لأنا سودناك لتكظم الغيظ وتحلمَ عن الجاهل، فخلَّى سبيله.
- قال أعرابي: سيد القوم أشقاهم.
- سئل مِسْوَر بن مَخْرَمَة الزُّهري (من فضلاء الصحابة): أي الندماء أحب اليك؟ قال: لم أجد نديما كالحائط، إنْ بصقت في وجهه لم يغضب، وإن أسررتُ إليه شيئا لم يفشه عني.
- روى الأصمعي أن أعرابيا سئل: أتؤمن بالموت؟ قال إي والله، قيل كيف تؤمن به؟ قال: إني رأيت آبائي وإخواني وأهلي وأكثر عشيرتي قد ماتوا، فعلمت أني لاحق بهم. قيل أتؤمن بالبعث؟ قال: هيهات انها لحُفَيْرَةُ سَوْءٍ ما دخلها أحد فخرج.
- قال الأصمعي: سئل بعض حكماء فارس عند الموت كيف حالك؟ فقال: كيف حال من يكاد يبدأ سفرا بعيدا من غير زاد، ويَقْدُمُ على مَلِكٍ عادل بغير حجة، ويسكن قبرا موحشا بغير أنيس.
- ماتت أمُّ جحا فقعد يبكي عند رأسها ويقول: رحمك الله، فقد كان بابك مفتوحا ومتاعُك مبذولا.
- سئل يوسف بن أسباط ما الزهد؟ قال: أنْ لا تفرح بما أقبل، ولا تأسف على ما أدبر.
- اجتمع شريك بن عبد الله ويحيى بن عبد الله بن الحسن البصري في دار الرشيد، فقال يحيى لشريك: ما تقول في النبيذ؟ قال: حلال. قال شربه خير أم تركه؟ قال: بل شربه، قال: فقليله خير أم كثيره؟ قال: بل قليله، قال: ما رأيت خيرا قط إلا والازدياد منه خير إلا خيرك هذا، فإن قليله خير من كثيره.
رواه لنا أبو حامد القاضي، وكان يقول: جمعت هذه الحكاية الملاحة والحجة.
- قال بعض السلف: ما طابت رائحة الانسان الا قل همه، ولا نقيت ثيابه الا قل غمه.
- يقال ان البكاء يحدث من الخوف والحزن والفرح والجزع والفزع والوجع والعشق.
- قال عيسى بن مريم عليه السلام لرجل: ما تصنع؟ قال: أتعبد، قال: فمن يعود عليك؟ قال: أخي، قال: اخوك أعبد منك.
- قال عمر بن عبد العزيز لولدهِ: العبوا فإن المروءة لا تكون إلا بعد اللعب.
- كان نصراني يختلف الى الضحاك بن مزاحم فقال يوما: مازلت معجبا بالاسلام منذ عرفتك، قال: فما يمنعك عنه؟ قال: حبي الخمر، قال: فاسلِم واشربها، فلما أسلم قال له الضحاك: إنك قد أسلمت فإن شربت الخمر حَدَدْناك، وإن رجعت عن الاسلام قتلناك، فترك الخمر وحسن اسلامه.
- وصف رجل ابن حجيَّة المغني فقال: كأنه خُلق من كل قلب، فهو يغني كل انسان ما يشتهي.
- دخل رجل الى حمزة ابن النصرانية فقال: ان أخي قد مات فمرْ لي بكفن، قال: والله ما عندي شيء ولكن تعهدنا الى أيام لعله يقع، قال: أصلحك الله فمرْ لي بدرهم ملح، قال: ما تصنع به؟ قال: أُمَلِّحُهُ حتى لا ينتن الى أن يتيسر كفنه من عندك.
- قيل ليحيى بن خالد: إنك لا تؤدب غلمانك، فقال: هم أمناؤنا على أنفسنا، فإذا أخفناهم كيف نأمنهم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram