واضح أن القيادة الأردنية تواصل رهانها على الدور الأميركي لحل المعضلة الفلسطينية سلمياً، وهي في الوقت نفسه تدعو إسرائيل إلى الإقلاع عن عقلية القلعة، كي لا تصبح مجرد كيان معزول في المنطقة، وكان ذلك واضحاً في لقاء الملك عبد الله، مع وفد لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك"، حيث دعا واشنطن لتعزيز دورها، كي لا تضيع كل فرص متاحة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، وعلى اعتبار أن السلام مع الدولة العبرية، مفتاح لحل معظم مشاكل المنطقة، ابتداءً بتحجيم دور الإسلام السياسي، الذي يتخذ من الصراع مع إسرائيل، مادة أساس لكل أدبياته، الهادفة لجذب المزيد من الجماهير، لتعزيز قوته وفرضه على رأس السلطة حيثما أمكن ذلك، وحتى لو كان في قطاع غزة شبه المحتل.
لا تخفي الدبلوماسية الأردنية، سعيها الحثيث لإعادة إحياء عملية السلام العربية الإسرائيلية، المتعثرة منذ أربعة أعوام، وهي عملية شهدت منذ توقيع اتفاق أوسلو جولات من المفاوضات المباشرة، وغير المباشرة، بين الفلسطينيين وإسرائيل، لم تسفر عن أي تقدم، ويرى صانع السياسة الأردني أن استمرار حالة الجمود، والإخفاق في إحياء عملية السلام، سيزيد حدة التوتر في مجمل منطقة الشرق الأوسط، ويدفع بمستقبلها نحو المجهول، ذلك أن التحولات التي تمر بها المنطقة، كما صرح بذلك العاهل الأردني، يجب أن تدفع الحكومة الإسرائيلية لانتهاج طريق السلام، والالتزام بعدم اللجوء إلى إجراءات أحادية الجانب، تعرقل الجهود السلمية، بما فيها الاستيطان، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تمهيداً لتهويد المدينة المقدسة.
عقلية القلعة، التي تتجاهل التحولات السياسية الراهنة في المنطقة، وتطلعات شعوبها الساعية إلى ترسيخ التعددية والديمقراطية والحرية والكرامة، والتي تتبناها حكومة اليمين الصهيوني بقيادة نتنياهو، المرشح للبقاء رئيساً للوزراء، بعد الانتخابات النيابية الوشيكة، هذه العقلية الانعزالية هي ماتخشاه عمان، التي ترى أنها ليست في صالح الدولة العبرية، وستؤدي إلى بقائها معزولة عن محيطها، وهو لذلك يكرر دعوتها إلى عدم إضاعة الوقت، والدخول مجددًا في مفاوضات مباشرة مع جيرانها الفلسطينيين،على أساس حل الدولتين، الذي لا يزال يشكل الحل الأمثل والوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على الأرض الفلسطينية، وضمن حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الأردن المعني مباشرةً بالتوصل إلى سلام عادل في المنطقة، يواصل جهوده مع مختلف الأطراف، داعياً إلى استغلال فرصة حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، لدعم جهود الوصول إلى سلام شامل، ينهي حالة الصراع في المنطقة، وينأى بالدولة الأردنية عن فكرة الوطن البديل، والملك عبد الله الثاني يعوّل على الدور المهم، الذي يمكن للمنظمات اليهودية الأميركية القيام به لدفع مساعي السلام، مؤكدًا أهمية الدور الأميركي كداعم أساسي للعملية السلمية، ومشدداً على ضرورة استمرار انخراط واشنطن في دعم جهود التوصل إلى السلام القادر على تعزيز فرص ترسيخ الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
الأمل الأردني بالسلام
[post-views]
نشر في: 16 يناير, 2013: 08:00 م