في العشرين من أيلول من العام الماضي أدى النائب الراحل عيفان العيساوي الذي اغتيل يوم الثلاثاء الماضي، اليمين الدستورية نائباً من القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي بدلا من ممثل محافظة الأنبار خالد الفهداوي الذي اغتيل هو الآخر بتفجير انتحاري داخل جامع أم القرى بمنطقة الغزالية بجانب الكرخ من العاصمة .
الراحلان العيساوي والفهداوي اغتيلا بتفجير نفذه انتحاريان، وبصمات هذا الأسلوب في تنفيذ عمليات الاغتيال تشير بوضوح إلى الجهة المنفذة، وهي اعتادت أن تعلن مسؤوليتها عن تنفيذ مئات الحوادث من هذا النوع، وقد تفضل الصمت لتحقق أهدافا أخرى، ولاسيما أن عملية اغتيال النائب العيساوي جاءت في وقت تعيش فيه البلاد أزمة من العيار الثقيل، وعلى خلفية الحادث صدرت بيانات وتصريحات كشفت عن العقلية الانفعالية في التعاطي مع مثل هذا الحادث المؤسف، وأكدت حرص بعض الأطراف على النيل من الأخرى، في محاولة للإطاحة بالخصم، وتجاهل الإشارة أو الإيحاء في اقل تقدير للجهة المنفذة.
من المتوقع في الأيام المقبلة أن تعلن أكثر من كتلة أحقيتها في طرح مرشحها ليكون بديلا للراحل العيساوي، والمرشح سيشغل "مقعدا مفخخا" ولا بد أن يكون من محافظة الأنبار، ومع التمنيات بالسلامة والنجاح للبديل في أداء مهمته الرقابية والتشريعية، سيراوده الخوف من الجلوس على كرسي مشؤوم، ولتبديد مخاوفه والتفرغ لعمله، من الضروري أن يمنحه مجلس النواب العدد الكافي من عناصر الحماية الشخصية، ويزوده بجهاز كشف المتفجرات، وكلب بوليسي مدرب على كشف العبوات وحاملي الأحزمة الناسفة، وأكثر من سيارة مصفحة.
تبدو فكرة منح الكلاب البوليسية للسياسيين أو المسؤولين مقبولة جدا هذه الأيام، لحين تحقيق معجزة حلحلة الأزمة الراهنة، وفي حال استمرارها في ظروف أمنية، يراها الجانب الحكومي مستقرة جدا ، في حين ما زالت بنظر الآخرين متدهورة وبتراجع مستمر، والفكرة وحدها ستحقق أهدافا مهمة من أبرزها أنها ستغلق أبواب تبادل الاتهامات بعد حصول أي حادث أو خرق امني، واستخدامها في حراسة المنازل، وتخلص وزارة الداخلية من مهمة توفير الطعام للكلاب المستوردة لكشف المتفجرات، في بلد يشهد بشكل شبه يومي حوادث تفجير عبوات ومفخخات، عاصمته تعرف بأنها مدينة المليون سيطرة أمنية.
توفير الحماية الأمنية لممثلي الشعب من واجب الحكومة، وليس ثمة صعوبة في توفير 325 كلبا بوليسيا تسخر لخدمة النواب، مع فرض شروط على أصحابها بحظر استخدامها في مشاجرات محتملة ، وغلق أفواهها بكمامات خاصة لمنع نباحها، وفرز ذكورها عن إناثها لتفادي حصول إشكالات نتيجة الاختلاط، في داخل المنطقة الخضراء، والشروط ليست تعجيزية، وغير خاضعة لتفسيرات تنطلق من دوافع فئوية أو كتلوية، وعلى رؤساء الكتل الكبيرة والصغيرة أن يعلنوا موافقتهم على الشروط وإلزام نوابهم بتنفيذها بدقة، على قاعدة "نفذ ثم ناقش" لان أي خرق أو تهاون أو تجاهل للشروط سيجعل مئات الكلاب تطلق نباحها في وقت واحد ومن مكان لا يصح أن ينطلق منه النباح.