TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مقعد برلماني "مفخخ"

مقعد برلماني "مفخخ"

نشر في: 18 يناير, 2013: 08:00 م

في العشرين من أيلول من العام الماضي أدى النائب الراحل عيفان العيساوي  الذي اغتيل يوم الثلاثاء الماضي، اليمين الدستورية نائباً من القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي بدلا من ممثل محافظة الأنبار خالد الفهداوي الذي اغتيل هو الآخر بتفجير انتحاري داخل جامع أم القرى بمنطقة الغزالية  بجانب الكرخ من العاصمة .

الراحلان العيساوي والفهداوي اغتيلا بتفجير نفذه انتحاريان، وبصمات هذا الأسلوب في تنفيذ عمليات الاغتيال تشير بوضوح إلى الجهة المنفذة، وهي اعتادت أن تعلن مسؤوليتها عن تنفيذ مئات الحوادث من هذا النوع، وقد تفضل الصمت لتحقق أهدافا أخرى، ولاسيما أن عملية  اغتيال  النائب العيساوي جاءت في وقت تعيش فيه البلاد أزمة من العيار الثقيل، وعلى خلفية الحادث  صدرت بيانات وتصريحات كشفت عن العقلية الانفعالية في التعاطي مع مثل هذا الحادث المؤسف، وأكدت حرص بعض الأطراف على النيل من الأخرى، في محاولة للإطاحة بالخصم، وتجاهل الإشارة أو الإيحاء في اقل تقدير للجهة المنفذة.

من المتوقع في الأيام المقبلة أن تعلن أكثر من كتلة أحقيتها في طرح مرشحها   ليكون بديلا للراحل العيساوي، والمرشح سيشغل "مقعدا مفخخا"  ولا بد أن يكون من محافظة الأنبار، ومع التمنيات بالسلامة والنجاح للبديل في أداء مهمته  الرقابية والتشريعية، سيراوده الخوف من الجلوس على كرسي مشؤوم، ولتبديد مخاوفه والتفرغ  لعمله،  من الضروري أن يمنحه مجلس النواب العدد الكافي من عناصر الحماية الشخصية، ويزوده بجهاز كشف المتفجرات، وكلب بوليسي مدرب على كشف  العبوات وحاملي الأحزمة الناسفة، وأكثر من سيارة مصفحة.

تبدو فكرة منح  الكلاب البوليسية للسياسيين أو المسؤولين مقبولة جدا هذه الأيام، لحين تحقيق معجزة حلحلة الأزمة الراهنة،  وفي حال استمرارها في  ظروف أمنية، يراها الجانب الحكومي مستقرة جدا ، في حين ما زالت  بنظر الآخرين متدهورة وبتراجع مستمر، والفكرة وحدها ستحقق أهدافا مهمة من أبرزها أنها ستغلق أبواب تبادل الاتهامات بعد حصول أي حادث أو خرق امني،  واستخدامها في حراسة المنازل، وتخلص وزارة الداخلية من مهمة توفير الطعام  للكلاب المستوردة لكشف المتفجرات، في بلد يشهد بشكل شبه يومي حوادث تفجير عبوات ومفخخات، عاصمته تعرف بأنها مدينة المليون سيطرة أمنية.

توفير الحماية الأمنية لممثلي الشعب من واجب الحكومة، وليس ثمة صعوبة في توفير 325 كلبا بوليسيا  تسخر لخدمة النواب، مع فرض شروط على أصحابها  بحظر استخدامها في مشاجرات محتملة ، وغلق أفواهها بكمامات خاصة لمنع نباحها، وفرز ذكورها عن إناثها لتفادي حصول إشكالات نتيجة الاختلاط، في داخل المنطقة الخضراء، والشروط ليست تعجيزية، وغير خاضعة لتفسيرات تنطلق من دوافع فئوية أو كتلوية، وعلى رؤساء الكتل الكبيرة والصغيرة أن  يعلنوا موافقتهم على الشروط  وإلزام نوابهم بتنفيذها بدقة، على قاعدة "نفذ ثم ناقش" لان أي خرق أو تهاون أو تجاهل للشروط سيجعل مئات الكلاب تطلق نباحها في وقت واحد ومن مكان لا يصح أن ينطلق منه النباح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram