TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من يُنزل رئيس الوزراء من بغلته؟

من يُنزل رئيس الوزراء من بغلته؟

نشر في: 18 يناير, 2013: 08:00 م

في غضون عشرة أيام فقط عالجت اللجنة الحكومية المكلفة بالنظر في مطالب المتظاهرين 20 ألف حالة لأشخاص مشمولين بقانون المساءلة والعدالة. هذا ما أعلنه أمس رئيس اللجنة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني  خلال مؤتمر صحفي في سامراء.
المعالجة اشتملت على الإعادة الى الوظيفة أو الإحالة على التقاعد أو رفع الحجز عن الممتلكات، بحسب ما أوضح الشهرستاني الذي أكد ان لجنته "بلّغت دوائر الدولة المعنية بتنفيذ القرارات فوراً".
هذا عمل طيب بطبيعة الحال، ليس فقط لجهة تنفيس أزمة تهدد بانفجار سياسي واجتماعي مدمر، بل أيضاً لناحية رفع الحيف والظلم عن مواطنين عراقيين أُسيء إليهم وانتهكت حقوقهم وصُودرت حريتهم من دون وجه حق.
 والسؤال الآن: إذا كان في إمكان الحكومة، والدولة عموماً، أن تحلّ مشكلة ألفي مواطن في اليوم الواحد فلماذا لا تفعل هذا كل يوم من دون الحاجة الى تنظيم التظاهرات والتهديد بإثارة اضطرابات ومن دون الإفساح في المجال لفلول القاعدة ونظام صدام للدخول على الخط ؟
بالتأكيد الدولة لديها القدرة على فعل هذا.. بل هي قادرة على أكثر من هذا .. قادرة على حلّ كثير من المشاكل يعاني منها الناس أشدّ المعاناة على صعيد الكهرباء والماء والنقل والمجاري والحصة  التموينية والصحة والتعليم والسكن والنقل وسواها. ما ينقصها هو الإرادة... هناك قصور في اتخاذ القرارات لحل المشاكل بالطريقة التي عملت بها لجنة مطالب المتظاهرين. يستطيع رئيس الوزراء أن يكلّف كل واحد من وزرائه برئاسة لجنة للنظر في مطالب الناس ومظالمهم في قطاع معين، مع صلاحيات كاملة باتخاذ القرارات وتنفيذها عاجلاً كما هي الحال مع لجنة الشهرستاني.  
كنا نعتقد ان نواب رئيس الوزراء، كما المئات من مسؤولي الدولة الكبار، عُينوا في مناصبهم للزينة أو الديكور أو للترضية فقط، وليس في وسعهم أن "يكشّوا" أو "ينشّوا"، لكن ها هو الشهرستاني يحلّ عشرين ألف مشكلة في عشرة أيام فقط، والسر يكمن في تلك الإرادة من جانب الحكومة ورئيسها بحل هذه المشاكل في زمن قياسي. النائبان الآخران، روز شاويس وصالح المطلك، يمكنهما هما أيضاً ان يأتيا بما أتى به زميلهما إذا ما أعطاهما رئيس الوزراء وحكومته الضوء الأخضر والصلاحيات والإمكانيات لحل مشاكل الناس، وهي كثيرة للغاية، في ميادين الاقتصاد والخدمات خصوصاً. بل ان رئيس الوزراء نفسه في مقدوره أن يشكل لجنة برئاسته لحلّ، أو المساعدة في حل، المشكلات الكبرى التي تواجهها البلاد، وهي مشكلات سياسية في المقام الأول. وهذا يتطلب أن تكون لديه شخصياً الإرادة للنزول من بغلته، الواضح إنها عرجاء تماماً، ولقاء شركائه ومعارضيه عند منتصف الطريق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. خليلو...

    إذاصحَ،ولن أشك في صحته،كل ماعالجه ا لدكتور الشهرستاني من قضايا في يوم أويومين وهي كلها نتاج شخص واحد وهو رأس الحكومة، وهو بلا شك نتيجة سوء إدارة شؤون الحكومة طيلة فترة رئاسته للوزارة.ترى أي الأمرين أخف وأسهل ألإستمرار على البحث عن إصلاح ما يفسده طالما هو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram