TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نتجه غرباً ونتجاهل الشرق البعيد..أدباء من سنغافورة والفيليبين واندونوسيا

نتجه غرباً ونتجاهل الشرق البعيد..أدباء من سنغافورة والفيليبين واندونوسيا

نشر في: 19 يناير, 2013: 08:00 م

 في القراءة والنقد نحن اتباعيون بامتياز نلهث وراء الإعلام الغربي وماكنته  العملاقة التي تهيمن على أفقنا العالمي بقوة واقتدار فلا نبحث إلا عما  يقدمه الغرب  في الأدب والفكر والفلسفة والفنون أو ما تفرضه الذائقة الغربية علينا من أعمال أدبية آسيوية يتبنى الإعلام الغربي الترويج لها .
  نحفظ اسم أحدث روائي غربي ونحتفي بأعماله ونكتب عنه ونترجم عروض كتبه  ويسحرنا موسيقيو الغرب، الكلاسيكيون العمالقة بيتهوفن وباخ وموزارت وشوبان وشتراوس وغيرهم أو المحدثون كمشاهير موسيقى البوب والنيو ايج  ولا نكلف أنفسنا البحث عمن  يعبر عن روح الشرق  وثقافته وتطلعاته  وقوالبه الموسيقية   بين موسيقيي  اليابان وسنغافورة  أو الفيليبين  أو اندونيسيا  دون ان ننكر اننا    تعرفنا  على أفضل  ما في الهند  من روائيين  أو مؤلفي  موسيقى أو مخرجي سينما  أو ممثلين عبر الأفلام الهندية و تبني الإعلام الغربي الأعمال الأدبية،  فليس لنا يد  في البحث والتقصي عن آداب وفنون آسيا إلا في ما ندر، نعرف الكثير عن وودي الن،  ومارتن سكورسيزي،  وتارانتينو،  وسدني بولاك  مع تجاهلنا مخرجين عمالقة مثل أكيرا كيراساوا،  وتاكاشي  كويزومي،  وايتيشكاوا كون، نعرف  الكتاب الهنود: انيتا ديساي، وسلمان رشدي وملك راج اناند واروندهاتي روي ونارايان لان هؤلاء الكتاب الهنود يكتبون بالانكليزية وبالتالي  فهم  مقررون علينا من الإعلام الغربي  والصحافة الأدبية الغربية التي تنشر عروض كتبهم  وتعنى بالترويج لها ونعرف الكثير عن روائيي  اليابان، ميشيما  وكاواباتا وكنزا بوورو اوي وموراكامي وشوساكو اندو وتانيزاكي، فقد تصدر الأدب الياباني اهتمام العالم الغربي بدءاً من رواية (قصة غنجي)  الكلاسيكية لكاتبتها  موراساكي شيكيبو التي  توفيت 1025 ميلادية وانتهاء  بآخر أعمال هاروكي موراكامي  الروائي الأكثر مبيعا في اليابان ولم يكن اطلاعنا على الأدب الياباني اطلاعا مباشرا ومقصودا لذاته فقد نقلناه إلى العربية عن طريق الترجمات الغربية ليلقى  استحسان القراء العرب لفرادته وتميز مضامينه التي تكشف عن تراث وتقاليد الحياة اليابانية والبنية الاجتماعية والروحية لليابان والتطلعات المعاصرة للشخصية اليابانية .
ترى كم واحدا منّا سمع  باسم الكاتب  الفيليبيني الأشهر (دكتور خوسيه ريزال 1861-1896) هذا الكاتب الموسوعي متنوع الاهتمامات الثقافية والفكرية الذي    درس الطب وحصل على دبلوم في الرسم ونال إجازة ممارسة الطب من جامعة مدريد  والى جانب كونه طبيبا كان فنانا هاويا أنجز العديد من اللوحات والتخطيطات والمنحوتات والحفر على الخشب كما كان شاعرا غزير الإنتاج وكاتب مقالات مرموقا واشتهرت روايتاه (عصر الجشع) و(لا تلمسني) التي تعد أول  رواية آسيوية كتبت خارج اليابان والصين  وأول رواية مناهضة للاستعمار وكان ريزال ملما بعدد من اللغات كالاسبانية والانكليزية والألمانية والفرنسية والبرتغالية واللاتينية واليونانية، وقام بترجمة أعمال شيللر الشعرية إلى لغته الأم (لغة تاغالوغ) وكان يرى أن الإنسان (ما هو إلا كائن مركب من لغات  استهوته واستحوذت عليه وأخرى يتحدث بها) عدَّ  هذا  الطبيب والروائي بطلا وطنيا إذ  حرضت رواياته على الثورة ضد الاستعمار الاسباني  وأصبح رمزا للتمرد  وإعادة الاعتبار للهوية  الفليبينية التي طمستها الصراعات الدينية والعرقية والهيمنة  الاستعمارية  ونسبت إليه ظلما تهمة تكوين جماعات متمردة مما أدى إلى نفيه الى إحدى الجزر ثم محاكمته وإعدامه رميا بالرصاص في 30  ديسمبر  1896 الذي  اتخذته الفيليبين يوما وطنيا وعطلة رسمية وأطلقت اسمه على عدد من الجامعات  واحتلت تماثيله ونصبه التذكارية الجامعات والميادين الكبرى.
يتبع   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram