أطال الله في عمر الإعلامي القدير مؤيد البدري يوم صرّح لمجلة (الصقر) القطرية أثناء مشاركة منتخبنا في دورة الخليج السادسة في الإمارات 1982 : لا توجد في الدورة سبع كؤوس لكنّ هناك كأساً واحدة تتوِّج من يستحق!
وفعلاً أصبحت كأس خليجي 21 من نصيب فهود الإمارات الذين استحقوها قولاً وفعلاً ، ولم ينازعهم عليها أحد سوى أسود الرافدين حيث اجتهدوا هم أيضا واكتفوا بالوصافة حسب النتيجة التي حسمها البديل الناجح إسماعيل الحمادي في ذروة ضياع فرصنا الواحدة تلو الأخرى.
حقاً ، لم أجد ما يعكر العلاقات بيننا وبين أهلنا في الخليج سوى ثلة من المشجعين المتعصبين نافسهم في الطباع المقيتة عدد من الإعلاميين المعروف عن انفلات سلوكياتهم المهنية في أكثر من سابقة كروية أثارت خطاباتهم السلبية استياء الجميع من دون أن تتدخل مؤسساتهم لمعاقبتهم وإبعادهم عن العمل لتسببهم في تأزيم العلاقات الإنسانية بين الشعوب نتيجة تهورهم في استغلال الوسيلة الإعلامية للتنفيس عن أغراض شخصية لا علاقة لها بالرياضة ، والطامة الكبرى أن أحد الإعلاميين يمثل قناة حكومية خصها رئيس الوزراء نوري المالكي باتصال هاتفي عقب انتهاء المباراة مباشرة شدد فيه على ضرورة الالتفات إلى توحّد لاعبي المنتخب والاهتمام بهم بعيداً عمّا آل إليه واقع اللقاء الختامي لدورة الخليج ، والحرص على بناء علاقات نموذجية مع الأشقاء الخليجيين الذين سنضيّفهم في مدينة البصرة بعد عامين لا أن نقطع وصل المحبة والتآخي معهم.
إننا لم نحزن على خسارة المنتخب لأنه بالأصل انتصر على ظروف التحدي التي واجهته قبيل الدورة بشهر كادت تقوض فرصة تنافسه في مجموعته الحديدية لولا التفاف اللاعبين الخبرة والشباب حول مدربهم الكفء حكيم شاكر وبلوغهم النهائي باستحقاق ، لكننا نتألم بشدة لخيبة الجمهور الرياضي من عدم تمتعه بحقه في التواجد على مدرجات ملعب البحرين الوطني لمؤازرة منتخب الوطن أسوة بغيرهم ، وتزداد درجة المرارة في نفوسنا عندما اعترف رئيس الاتحاد ناجح حمود بأن تنظيم حملة تحشيد الجمهور جاءت متأخرة جداً ،أي قبل 24 ساعة من اللقاء وهو أمر غير منطقي بتاتاًَ يربك إجراءات الأشقاء في البحرين لعملية تأمين تأشيرات الدخول إلى أراضيهم ، فمتى نعيد النظر بدروس تنظيمية كهذه لاسيما أننا نعاني من تلكؤ منح التأشيرة للوفود الرسمية (مسؤولين وإعلاميين ورياضيين) منذ زمن طويل من دون حل شاف، ويتذكر الزملاء د.ضياء المنشىء وصكبان الربيعي ود.هادي عبد الله وسعدون جواد وعواد هاشم الذين رافقتهم في البعثة الإعلامية لاتحاد الصحافة الرياضية لتغطية خليجي 18 في الإمارات كيف أمضينا 8 ساعات في مطار دبي قبل أن ينقذنا رئيس نادي الطلبة السابق عبد السلام الكعود واللاعب الدولي السابق سمير كاظم من خلال علاقاتهما بتأمين كفالة ضامنة لدخولنا ، فما بال الجمهور المسكين؟!
أتمنى أن تتدخل الجهات الرسمية على مستوى وزارة الخارجية في تشكيل لجنة خاصة للرياضة للتنسيق مع السفارات العراقية لضمان حقوق الجماهير من دون منّة شقيق أو غريب ، واتّباع سياسة ممنهجة تنفذ الإجراءات بانسيابية بعيداً عن الفوضى التي حدثت نهاية الأسبوع الماضي ، ولابد أن يأخذ اتحاد الكرة المبادرة وليس غيره عبر تنسيقه مع روابط مشجعي الأندية وإعداد قرص مدمج بأسماء المشجعين ونسخ من جوازات سفرهم والوثائق الرسمية الأخرى للتهيؤ في الوقت المناسب لدعم المنتخبات الوطنية التي تنتظرها مناسبات مهمة العام الحالي في دول الإمارات وقطر وتركيا ، مثلما نرى ضرورة تحرك الاتحاد مستقبلاً لضمان حصص جماهيرنا في أي لقاء رسمي بدلاً من تركهم خارج أسوار ملاعب الدول المضيفة كأنهم مواطنون من الدرجة الرابعة!
ويبقى الحديث ذا شجون عن رحلة الأُسود في خليجي المنامة وتبعات الأخطاء الفنية والمكتسبات اللوجستية المتحصلة من المشاركة الأفضل في تاريخ العراق ضمن دورات الخليج ستكون محور رؤانا في الأيام القادمة التي نأمل أن تتوافق مع تحضيرات الأُسود لأولى مبارايتهم أمام اندونيسيا في 6 شباط المقبل ، ولا تتقاطع مع أفكار المدرب حكيم شاكر الذي نجح في كل ما يتعلق بشؤون التدريب، ورقة ، ورقة لكنه أخفق في امتحان الحسم الثالث بعد موقعتي أمم آسيا للشباب في رأس الخيمة وغربي آسيا في الكويت ليؤكد أنه بحاجة إلى مزيد من التعلم والخبرة لاعتلاء منصات التتويج.
تهوّر في عرس خليجي !
[post-views]
نشر في: 19 يناير, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 1
المدقق
واين هذه العلاقات الانسانية بين الشعوب اذا كان تعامل شعب الامارات ومشجعيهم باستخفاف وصفير حين غزف السلام الجمهوري العراقي ؟؟؟؟ اتقوا الله ياقوم وقولوا الحقيقة ويكفي مجاملات على حساب هذا الوطن الجريح ...