TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > دولة أزمات

دولة أزمات

نشر في: 20 يناير, 2013: 08:00 م

الدولة وفق المفهوم السياسي الرصين والحديث تتجسد في مجموعة من الآليات الإدارية الدستورية ، لتأمين الحياة الكريمة والرغيدة لمواطنيها ، لكن عندما تبرز الأزمات بين رموز الدولة وقادتها فإنها ستنحرف عن مسارها القويم ولن تبلغ أهدافها . ما يجري اليوم في العر

الدولة وفق المفهوم السياسي الرصين والحديث تتجسد في مجموعة من الآليات الإدارية الدستورية ، لتأمين الحياة الكريمة والرغيدة لمواطنيها ، لكن عندما تبرز الأزمات بين رموز الدولة وقادتها فإنها ستنحرف عن مسارها القويم ولن تبلغ أهدافها . ما يجري اليوم في العراق بالنسبة لطبيعة الدولة لا يمتّ بصلة لنمط الدولة المتحضرة الحديثة ؛ بل يمكن تصنيفه ضمن نموذج الدولة المفككة التي يعتاش رموزها على الأزمات وخلقها بين الحين والآخر ، وهو دليل تخلف قادة الدولة سياسيا وإداريا ودستوريا ، فعلى افتراض العكس فإننا سنشهد نمو وتطور الدولة الحديثة التي تحقق الكثير من أهدافها ،ومن أهمها توفير الرفاهية لكل المواطنين دون استثناء .

لم ينل الكثير من المواطنين حقوقهم ضمن نطاق هذه الدولة لأنها تحولت إلى ميدان يتصارع فيه السياسيون وكأن وظيفتهم صناعة الصراع وخلق الأزمات لكي ينتفع من صناعتها الطامعون سواء دول الجوار أو دول اللاجوار ، وخير دليل على ذلك هو عدم التصويت من قبل أعضاء البرلمان على العديد من القوانين المهمة ،منها قانون تنظيم الأحزاب ، وقانون النفط والغاز وقوانين الإعمار والبناء ( قانون البنى التحتية ) وغيرها من القوانين التي لو تم التصويت عليها فإنها ستؤدي إلى استكمال بناء الدولة الرصينة ( دولة الرفاهية ) ( دولة الحقوق ) ( دولة المواطن )،لكننا نجد العكس ،فالعديد من القوانين لم يتم التصويت عليها وبعضها معطل لم يتم تفعيله والبعض الآخر يتم تطبيقه بعيدا عن معايير المساواة .

فثمة تطبيق خاطئ لبعض القوانين المشرعة ،كقانون المساءلة والعدالة الذي لم يتم تطبيقه بحذافيره ،فقد تم إفساح المجال لبعض المشمولين بهذا القانون لاستكمال الإجراءات الرسمية  المتعلقة بهم ،لكن تم حرمان البعض من منافع هذا القانون ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء ، وقد أدى التنفيذ الخاطئ لهذا القانون إلى بروز احتجاجات جماهيرية في بعض المدن العراقية يطالب من خلالها المحتجون بتطبيق القانون المذكور بشكل عادل ، مما يؤكد أن الدولة وعلى رأسها الحكومة تعيش أزمة ثقة من قبل الرأي العام ، فإن لم تستجب لمطالب المتظاهرين المشروعة وليست اللامشروعة فإنها ستكون مجرد جهاز إداري وسياسي فاشل ، ولن تكون الحكومة أداة فاعلة لتطبيق القانون بل ستكون حكومة مسيسة ترتكز على تطبيق الأجندات الحزبية ، ينطبق الحال على بقية سلطات الدولة ، التي يمكن اعتبارها دولة أزمات وليست دولة حلول .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram