عاد اُسود الرافدين الى أرض الوطن بغداد السلام والأمان والحضارة ليحتضن بهم أبناء دجلة والفرات ويحتفوا بهم بعد العروض الجميلة التي قدمها لاعبو منتخبنا الوطني في هذا المعترك الخليجي ونالوا أزاءه اعجاب الجميع وأبهروا كل من تابع مجريات الدورة التي ابتسم الحظ في نهايتها الى المنتخب الاماراتي بكل جدارة.
اُسود الرافدين هضموا الدرس جيدا وقدموا لنا لوحة فنية رائعة لم نشهدها من قبل خلال الدورات 17 و 18 و 19 و 20 بحيث أعادونا الى ذات المستوى الذي ظهر به من قبل فلاح حسن وعلي كاظم وحسين سعيد وهادي احمد وعادل خضير وحسن فرحان وناظم شاكر ورعد حمودي حينما كانوا يشكلون مصدر ازعاج لجميع المنتخبات الخليجية بأدائهم العالي بحيث يكونون في نهاية المطاف ابطالاً للدورة الخليجية أو وصيفين لها لنرى اليوم اسودنا الذين عبروا عن ذاتهم بكل جدارة في وقت لم يضعهم أي من المتابعين في خانة المحظوظين او المتأهلين الى الادوار النهائية ليفاجأوا الجميع عندما وقفوا ندا لكل من وقف بطريقهم وتمكنوا من ازاحته بكل ثقة ليكون المنتخب السعودي أول هذه الضحايا وبعده سقط حامل اللقب أمام زئير اسود الرافدين وهو لا يقوى على المواجهة ليسلم المنتخب اليمني اموره ويقتنع بما سيحل به من كارثة إلا ان لاعبينا وبمجموعة البدلاء تمكن من هزّ شباكه مرتين لينبري اسودنا الى الدور نصف النهائي وهو يحمل العلامة الكاملة من دون ان تهتز شباكه بأية كرة ما يؤكد رغبته العارمة في خطف اللقب ليعود ويواجه البلد المضيف ويقصيه من الوصول الى منصة التتويج الذي حلم بها كثيراً لاسيما انه البلد الذي نظم البطولة اربع مرات من دون ان يعتلوا تلك المنصة.
اسود الرافدين كانوا الحصان الاسود في تلك الدورة وضربوا كل التوقعات والاحتمالات عرض الحائط وقالوا كلمتهم الفصل بكل مهارة واثبتوا للجميع ان مستقبل الكرة العراقية بخير ولا يزال العراق منجماً كبيراً للمواهب بعد ان حفر همام وسيف وعلي ووليد واحمد وحمادي وضرغام اسماءهم بأحرف من ذهب في تأريخ كرة الخليج ليكونوا نجوما تلألأت في سماء المنامة ونوّرت طريقنا بعد ان كنا نعيش حالة من الاحباط جرّاء ارهاصات المرحلة التي جعلنا البرازيلي زيكو نعيش أسوأ أيامنا ونمني انفسنا بالعثور على المصباح السحري الذي هو الوحيد الذي سيتكفل باعادتنا الى وضعنا الطبيعي في ظل استحقاقات عدة تنتظرنا اهمها تكملة مشوارنا في التصفيات المؤهلة الى مونديال البرازيل بعد ان تركنا زيكو في منتصف الطريق وهرب من دون رجعة لينتخي ابن الرافدين ابن العراق الاصيل حكيم شاكر ويعيد الاسود الى وضعهم الطبيعي ، بل افضل بكثير مما كانوا عليه سابقا عندما تمكن من تحقيق مركز الوصافة مرتين في غضون شهر واحد خلال بطولتي غرب آسيا وخليجي 21 ، وكما توقعنا ان معادن الرجال تتوضح وقت الشدائد لنرى ان العراق كبير بكل شيء ولا خوف عليهم خلال قادم الايام لكن يجب الاخذ بنظر الحسبان ذلك السيناريو الذي تكرر لأكثر من مرة وهو اننا نصل الى النهائي لكننا نخفق في خطف الذهب والعمل على حل هذا اللغز المحير في غضون الفترة القادمة خصوصاً ان منتخبنا الوطني تنتظره مباراة مهمة يوم السادس من شباط المقبل أمام منتخب اندونيسيا في اطار التصفيات المؤهلة الى نهائيات آسيا 2015.
وماذا بعــد خليجي 21
[post-views]
نشر في: 21 يناير, 2013: 08:00 م