اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مشاريع استراتيجية.. مرهونة بالإرادة الوطنية

مشاريع استراتيجية.. مرهونة بالإرادة الوطنية

نشر في: 27 يناير, 2013: 08:00 م

جميع عوامل النجاح والتقدم لعراق مزدهر متوفرة من الناحية الموضوعية، حيث لدينا أرض ومياه ونفط وغاز وخبرات وتجارب في الزراعة والصناعة والسياحة بنوعيها التقليدي والديني وفي الآونة الأخيرة ازداد الإنتاج النفطي بفضل التراخيص والطلب العالمي ولم تسحب قاطرته القطاعات الثلاثة (زراعة، صناعة، سياحة) بحيث تشكل هذه القطاعات نسبة 10% من الموازنة ويعزى السبب لأسباب مختلفة معروفة.

فمثلاً قطاع التعليم والتربية حاز نسبة (23 ر 9 %) من الموازنة و(87%) من هذه النسبة هي تشغيلية مضغوطة إذ ما زالت بعض المدارس لديها شواغر والتعليم رائد المشاريع الإستراتجية. أما البيئة والصحة فقد حازت بنسبة (93 ر4%) من الموازنة وهي أيضاً تستثمر في الإنسان استراتيجيا ونصيب قطاع الإسكان والتشييد (18ر1%) من الموازنة هذه المشاريع جوهر الستراتجية بعيدة المدى. في حين الميزانية  تخطط بعجز وتنفيذ بفائض وهكذا الصناعة والزراعة ما زالت تحبو خلف التعليم والصحة والبيئة والسكن، ناهيك عن نسيان صندوق الأجيال.

تصب جميع هذه التراجعات حسب الخبراء والمخططين في خانة الإرادة الوطنية الموحدة عراقياً. فما الذي يعرقل ويشل الإرادة تلك.  لا شك في أنها عوامل غير سرية لكي تدفعنا فقط إلى نظرية المؤامرة فالمكشوف مثلاً أن النخب السياسية تعاني أغلبها أو قسم مهم منها على الأقل من أمراض تحبط وتجهض الإرادة عملياً ونظرياً. فازدواج الجنسية من المؤكد أنه يأكل في جرف الوطنية ويشلها. وهكذا بالنسبة لمزوري الشهادات بأي صيغة من الصيغ فإنه يشكل أيضاً تدميراً لشخصية المتصدي للمشروع الوطني نتيجة هذه العاهة والنقص ثم الفاسد أيضاً يحمل عاهته أينما يذهب وتقصر لسانه ويده في أي ممارسة نظرية أو عملية، وهكذا بالنسبة مثلاً للمستفيدين من كوبونات النفط مقابل الغذاء أيضاً لا يسعهم أن يتطاولوا أو يزايدوا إلا على أمثالهم وهؤلاء وجميع من تلوث بفساد قديم أو جديد وهذا لا تخلو منه أطراف الإرادة الوطنية المفترضة من قريب أو بعيد فانعكست الإرادة فساداً. وكانت نتائجها وخيمة من خلال دفع الديون البغيضة لا ناقة وجمل للعراقيين بها سواء (حرب إيران أو الكويت). وترتب بعد ذلك الاستيراد البغيض الذي تجسد باستيراد ماء الشرب والتمور والمشتقات النفطية التي شكلت لقرون متعددة هوية عراقية (ماء الفرات، وتمور العراق) أما مشتقاتنا فهي أقدم إنتاجاً من أغلب جيراننا الذين نستورد منهم الآن.

الم تكن الإرادة  الوطنية مشلولة بحيث نشتري كل شيء اللهم إلا النفط الخام.  الذي يشلها أكثر الآن مجسداً ومعبراً عن العاهات السابقة هو عدم تقديم الذمة المالية لأصحاب الدرجات الخاصة أو النخب والمفروض أنها نواة الإرادة الوطنية أيضاً هذه النقيصة المعيبة لا تجعل صاحبها يهمه كثيراً التعليم العالي أو التربية وصندوق الأجيال أو حتى صندوق الإسكان وكذلك الصحة والبيئة.

ثم أن هذه الإرادة الملغومة بالفساد أو التواطؤ عليه مهما كانت الاعتبارات أيضاً ينقصه الأقدام فهل مثل هذه الإرادة يهما مثلاً مشروع الفاو الكبير والحوض الجاف أو العمل على استعادة أموال النظام السابق وكوبونات النظام ومتابعة تحصيلها من مرتشي الداخل والخارج الذين فروا بأموالهم وهم من النخبة السياسية الحالية لذلك فأن مشاريع مكافحة الفقر والإسكان للعشوائيات لا تشكل هماً وطنياً للذين تشوبهم شوائب الفساد وازدواج الجنسية ومختلسي المال العام والمزورين بشهاداتهم الدراسية.  وحتى الذين لم يقدموا ذممهم المالية واستمرارهم بأعمالهم ليس مجرد عملية إحباط لإستراتجية البلد بل تدمير ونشر عدوى شوائبهم على من تبقى. ترهيباً وترغيباً أنها مشاريع تضبط إيقاع الاقتصاد والسياسة خصوصاً إذا ما توجت بمشروع صندوق الأجيال الذي لا يعني من وجد مكاناً غير العراق وطناً وهم ليسوا قليلين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram