أطلقت الشرطة المصرية غازات مسيلة للدموع على عشرات من المحتجين الذين يرشقونها بالحجارة في القاهرة يوم الأحد لليوم الرابع من أعمال عنف أسفرت عن سقوط 41 قتيلا على الأقل، فيما يعقّد من التحديات السياسية التي تواجه الرئيس المصري محمد مرسي. وجرت اشتباكات&
أطلقت الشرطة المصرية غازات مسيلة للدموع على عشرات من المحتجين الذين يرشقونها بالحجارة في القاهرة يوم الأحد لليوم الرابع من أعمال عنف أسفرت عن سقوط 41 قتيلا على الأقل، فيما يعقّد من التحديات السياسية التي تواجه الرئيس المصري محمد مرسي.
وجرت اشتباكات في بورسعيد ،حيث سقط 32 قتيلا يوم السبت فقط بعد حكم أصدرته محكمة بإحالة أوراق 21 شخصا إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم لضلوعهم في مذبحة استاد بورسعيد التي وقعت العام الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا.
لكن الاحتجاجات اندلعت في شتى المدن المصرية منذ يوم الخميس بقيادة معارضين لمرسي وحلفائه الإسلاميين في الذكرى الثانية للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 .
ويقول معارضون إن مرسي خان أهداف الثورة.
وانتشر الجيش في شوارع بورسعيد والسويس لإعادة النظام يوم السبت. وكانت السويس وهي مدينة أخرى من مدن القناة قد شهدت أعمال عنف أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في اشتباكات مع الشرطة.
ورغم أن الاشتباكات استمرت صباح الأحد في القاهرة إلا أنه ليست هناك مؤشرات على الفور إلى تصعيد عنيف مثلما حدث في الأيام السابقة في العاصمة وفي محافظات أخرى.
وتعقد أعمال العنف جهود مرسي الذي تعرض لهجوم حاد العام الماضي إثر توسيع سلطاته وإقرار دستور ذي صبغة إسلامية لإصلاح الاقتصاد المتداعي وتهدئة التوترات لحد يسمح بإجراء انتخابات برلمانية بسلاسة.
ومن المتوقع أن تجري الانتخابات خلال الأشهر القليلة المقبلة وتهدف لتعزيز عملية التحول الديمقراطي التي شابها منذ البداية خلافات سياسية واشتباكات في الشوارع.
وكشفت أعمال العنف عن انقسام في البلاد. ويتهم الليبراليون ومعارضون آخرون مرسي بعدم تنفيذ تعهداته الاقتصادية ويقولون إنه لم ينفذ تعهداته بأن يكون رئيسا لكل المصريين.
ويقول مؤيدو مرسي إن معارضيه لا يحترمون الديمقراطية التي منحت مصر أول رئيس منتخب في انتخابات حرة. وذكرت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في بيان أن فاسدين ووسائل إعلام منحازة ضد الرئيس تؤجج الغضب في الشوارع.
وقال محمد سامي أحد المحتجين في ميدان التحرير "حتى الآن لم يتحقق أي من أهداف الثورة. دماء المصريين تراق في الشوارع بسبب الإهمال والفساد ولأن جماعة الإخوان المسلمين تحكم مصر من أجل مصالحها."
وعلى جسر قصر النيل يرشق شبان الشرطة بالحجارة التي تطلق بدورها غازات مسيلة لإعادتهم إلى ميدان التحرير مهد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت مبارك.
وأعلنت السفارتان الأمريكية والبريطانية في مصر يوم أمس الأحد إغلاق أبوابهما بسبب الظروف الأمنية في القاهرة.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان عبر موقعها الالكتروني على الانترنت إنها علقت تقديم الخدمات العامة بما فيها إصدار التأشيرات وخدمات الرعايا الأمريكيين ومركز المعلومات.
وقالت السفارة البريطانية إنها ستغلق أبوابها أمام الجمهور يوم الأحد. ونشرت السفارة أرقاما تليفونية عبر موقعها على الانترنت للتواصل مع الرعايا البريطانيين.
ويشعر كثير من المصريين بالإحباط لتصاعد التظاهرات التي أضرت بالاقتصاد وبحياتهم.
وأصدر مجلس الدفاع الوطني المصري الذي يرأسه مرسي ويضم وزير الدفاع بيانا يدعو "لحوار وطني موسع تقوده شخصيات وطنية مستقلة" لمناقشة الخلافات السياسية وضمان إجراء انتخابات برلمانية "نزيهة وشفافة".
ورحبت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بحذر بالعرض ، وصرح خالد داود المتحدث باسمها لرويترز بان الجبهة تطالب بضرورة وضع جدول أعمال واضح وتقديم ضمانات بتنفيذ أي اتفاق يجري التوصل إليه. وكانت الجبهة قد هددت في وقت سابق يوم السبت الماضي بمقاطعة الانتخابات البرلمانية ودعت لمزيد من الاحتجاجات يوم الجمعة المقبل إذا لم يجر تلبية مطالبها. وتطالب الجبهة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني واستعادة النظام وإجراء انتخابات رئاسة مبكرة. واندلعت الاشتباكات في بورسعيد عقب إصدار القاضي قراره في قضية أحداث مباراة فريقي الأهلي القاهري والمصري البورسعيدي في الأول من فبراير شباط 2012 ،وكان معظم الضحايا من مشجعي النادي الأهلي.
وهدد مشجعو الأهلي بأعمال عنف ما لم تصدر أحكام إعدام ضد المتهمين ورحبوا بالحكم يوم السبت خارج ناديهم بالقاهرة ،في حين اجتاحت حالة من الغضب بورسعيد بعد تحميل المدينة مسؤولية سقوط ضحايا في المباراة.
وقال شهود إن المحتجين هرولوا في شوارع بورسعيد وأشعلوا النار في إطارات واقتحموا نقطتي شرطة. ووردت أنباء عن إطلاق رصاص قرب السجن الذي يحتجز فيه معظم المتهمين.