مصر ذاهبة إلى حمامات دم رهيبة ابتدأت بالفعل ولا أحد يعرف كيف ومتى تكون نهايتها.. مصر مأخوذة رغماً عن أنفها الى هذا الحمام الدموي بفعل إصرار الإخوان المسلمين على إقامة دكتاتورية أشد وألعن من دكتاتوريات كل رؤساء الجمهورية الذين عارضوهم، من عبد الناصر إلى حسني مبارك.
الدم يستجلب الدم.. والدم الذي يُسفك في شوارع القاهرة والإسكندرية وبور سعيد وسواها، بدون وجع قلب من الإخوان ورئيسهم ومرشدهم، يُراكم المزيد من الكراهية والضغائن ويؤجج نار الثورة.. الإخوان يتمسكون بفرض دكتاتوريتهم، وهم بهذا إنما يدفعون بالبلاد إلى الخراب الشامل.
كلما تابعتُ على شاشات الفضائيات مشاهد الغليان والعنف والقمع وسفك الدماء في المدن المصرية حضرت أمامي مدن العراق كلها بشوارعها التي يمكن أن تغدو ساحات حرب مثل الشوارع المصرية.. نعم انني قلق للغاية من أن يتحول المشهد المصري الى مشهد عراقي.. قلق من أن يتردى المشهد المصري الى درك المشهد السوري الكارثي .. وقلق من أن يتبعهما المشهد العراقي ليكون على شاكلتهما.
في ظروف كالتي تعيشها مصر ويعيشها العراق الآن ليس في وسع أحد أن يضبط إيقاع الأحداث.. حركة واحدة أو كلمة واحدة يمكن أن تشعل فتيل نار كبرى.
هنا في العراق، كما في مصر، نزوع إلى فرض دكتاتورية سافرة، فرأس السلطة التنفيذية لا يريد أن يسمع ولا يريد أن يرى .. فقط يريد أن يقول فيطاع، وأن يأمر فيُنفذ أمره مع تعظيم سلام. انه موهوم بفكرة المؤامرة والأجندات الخارجية كما لو أنه حقق الرخاء لمواطنيه على الطراز الياباني أو السويسري ولم يعد ثمة سبب او مبرر لأية شكوى.
مصر مدفوعة الى حافة كارثة كبرى بسبب الاخوان المسلمين ورئيسهم ومرشدهم وما يريدون فرضها من دكتاتورية بقوة السلاح والمال .. وعراقنا على مرمى حجر من حافة كهذه، فما يجري في غرب البلاد ينذر بهذا.
عندما تنشأ أزمة سياسية في العالم المتحضر، يتولى الحزب الحاكم المبادرة فيتوجه الى القوى السياسية الأخرى، بحثاً عن حل يجنّبه المزيد من المشاكل ويحول دون إدخال البلاد في محنة .. لكن هنا في العراق، كما في مصر، يندفع الحزب الحاكم نحو المزيد من التأزيم باتخاذ المواقف المتصلبة والمتشنجة.
مصر يدفعها الإخوان المسلمون ورئيسهم ومرشدهم إلى حمام دم رهيب كالحمام السوري.
خوفي أن ننام ذات ليلة ونصحو في الصباح لنجد بلادنا مأخوذة إلى مصير مماثل.
حافة الكارثة في مصر.. والعراق أيضاً
[post-views]
نشر في: 27 يناير, 2013: 08:00 م