في عام 2003 شرع روبرت مكروم بجمع قائمة تضم أفضل مئة رواية كتبت على الإطلاق. منذ ذلك الحين أصبح مشروعه مرجعا عالميا و مشروعا فنيا أساسيا أشادت به منظمة اليونسكو. في البداية، كان التقدم الذي أحرزته القائمة مرتجلا وغير منظم، حيث جاءت الخيارات نتيجة لاق
في عام 2003 شرع روبرت مكروم بجمع قائمة تضم أفضل مئة رواية كتبت على الإطلاق. منذ ذلك الحين أصبح مشروعه مرجعا عالميا و مشروعا فنيا أساسيا أشادت به منظمة اليونسكو.
في البداية، كان التقدم الذي أحرزته القائمة مرتجلا وغير منظم، حيث جاءت الخيارات نتيجة لاقتراع غير رسمي – جزئي وشخصي للغاية. كان الاقتراع عبارة عن تجوال في المكتب لمدة أسبوع والاستفسار من الزملاء عن القصص الخيالية المفضلة لديهم. لا عجب، وكما أشار العديد من النقاد في ما بعد، الى أن تركز القائمة على الانكليز وعلى الطبقة الوسطى بالتحديد. بالنسبة للناقد، فقد استبعد العديد من الخيارات غير المتوقعة. محرر الأخبار في الأوبزرفر لم يقرأ أبدا "آنا كارنينا"؛ كما أن الزميل المتميز تيري كلمارتن كرّس السنوات الأخيرة من حياته لإعادة ترجمة "بروست"، مع هذا فالكثير من الزملاء لم يفتحوا أبدا "البحث عن الوقت الضائع". مفاجأة أخرى هي عدم وجود شهية للروائيين الاميركان العظام من أمثال هوثورن وميلفيل رغم أن الجميع رشحوا "مطاردة في رأي".
إذا أردنا التحدث بقساوة، فبعد سيرفانتيس (أبو الرواية)، لم يكن هناك جدال حول أول 50 – 70 اختياراً. المشكلة بدأت مع القرن العشرين خاصة عندما راحت بذور القصة الانكليزية تنتشر في استراليا و الهند و إفريقيا، وكان المطلوب تقديم تضحيات مزعجة. في 2003 كان الناقد على وشك إكمال سيرة ذاتية للكاتب بي جي وودهاوس، لكن في القائمة الأخيرة لم يكن هناك ذكر لعمله " شفرة ووستر " او حتى " فرح في الصباح ". انه الآن نادم على ذلك. حذوفات اخرى سببت الندم ايضا . تساءل ديفيد باديل كيف نستبعد جون ابدايك؟ ماذا نفعل بشأن القصص الخيالية الكلاسيكية؟ قصص الرعب؟ أيان فليمنغ؟ لقد تشاجرنا وتجادلنا وناقشنا الأسماء. لا شيء يركّز الفكر الأدبي مثل الموعد النهائي.
عندما ظهرت قائمة الأوبزرفر، بدأت تتخذ حياة خاصة بها. أولا، إنها برزت كحوار مقتطف في "قصة ديك وثور" لعام 2006 ، وكإعادة سرد لقصة ميشيل ونتربوتوم "تريسترام شاندي" . بعد ذلك اتجهت إلى المدونات والإشادة والتنديد والإساءة.
استمرت عجلة الأخبار الأدبية بالدوران. القوائم تغيرت وتفسخت، إلا أن قائمة الأوبزرفر بقيت مزدهرة. من حين إلى آخر، سيقوم مجتمع أدبي آخر باكتشاف ذلك وسيصاب بالجنون. عندما علمت استراليا بالقائمة عام 2009 شب حريق من التعليقات المعادية تركّز على اختيارنا لبيتر كاري كممثل وحيد للقصة الاسترالية.
كانت هناك لحظات أخرى أكثر سحرا : عازف الكلارنيت في الفرقة الموسيقية الذي أسرّ بأنه احتفظ بنسخة من القائمة في حقيبته الموسيقية ؛ والمنتج التلفزيوني الذي يفكر كيف سيجعل من القائمة فيلما وثائقيا.
والآن يدرس الفنان البلجيكي توم هينجنز مشروعا رائدا . ستوديو التصميم الغرافيكي الخاص به قام بتوحيد 100 فنان من 28 بلداً في مشروع ابداعي مشترك. كل فنان قام بإعادة تصميم غلاف بحجم البوستر لكتاب من قائمة الأوبزرفر، مما نتج عنه مجموعة تم عرضها في قاعة مدينة انتويرب في بداية الشهر الحالي. هدفهم من ذلك: زيادة الوعي بالأمية عن طريق شريحة رائعة من الاتجاهات المعاصرة في التصميم والرسوم التوضيحية . بالنسبة للمستهلك والقارئ، أصبحت المجموعة عبارة عن تشكيلة بوسترات تركز على الكلاسيكيات العالمية. في نفس الوقت، سلطت سارة براون الضوء على الحملة كما فعلت الوكالة الأدبية (كرتس براون) .
نتيجة لذلك، انخرطت منظمة اليونسكو أيضا، كجزء من صراعها ضد الأمية؛ هناك حديث عن كتاب ربما تقوم بالتقديم له لورنتين أميرة هولندا... أتصور أن هذه القائمة ستبقى تثير الأمواج والجدل على مدى سنوات قادمة. وهذا شيء جيد بالنسبة إلى عمل استغرق أسبوعا واحدا في عام 2003.