اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فقراء السكن في النموذج الواسطي

فقراء السكن في النموذج الواسطي

نشر في: 1 فبراير, 2013: 08:00 م

ما يؤخذ على الإعلام عموماً أنه يفتش عن مندبة. ولكن الخبر الذي نشرته ( المدى برس ) يوم 29/1/2013 يدعو للتفاؤل الشديد إذا ما وفقت إدارة محافظة واسط  . ونحن نعيش أجواء الإحباط في مشاريع ورؤى تثير الذعر كما تمثلت في تظاهرات الموصل والأنبار وصلاح الدين.

المشروع المعلن عنه يكاد يكون هو المطلوب في هذه المرحلة الانتقالية الملتبسة ويشكل أحد أهم أركان أسباب الالتباس وهو معالجة السكن بحكمة بحيث يتحول إلى بلسم لجراحات تراكمت.

أن المشروع من المشاريع واطئة الكلفة ويتكون من (700) وحدة سكنية وينجز في ستة أشهر والأكثر فرحاً وطرباً أن 60% من المشروع تنفذه وزارة الصناعة المتمثلة بشركة الرضوان. وهذا يعكس صحوة للصناعة قبل أن يدثرها الإهمال وسياسة الكيانات والخصخصة ذات المأرب.

كما أن المشروع زهيد الكلفة قياساً لمجمعات أخرى.

وأن شركة الكرامة أيضاً نفضت الغبار عن نفسها ببناء ملعب الكوت وهكذا المعهد المتخصص للصناعات الهندسية في تنفيذ مشروع المجاري بكلفة خمسين مليارا. إنها فعلاً فرحة إذا سلمت من الأيدي القذرة وقاها الله شرهم ويتوج هذا وذاك هو أنه للفقراء حصراً  . 

فهذا النموذج ليس لأن الكوت لديها بترو دولارات لأن غيرها لديهم أكثر وليس لأنها مستقرة قياساً لمحافظات أخرى لأنه يوجد محافظات أكثر استقراراً.  كما أنها ليس لديها سياحة دينية أسبوعية وشهرية وموسمية وسنوية. كما أن نوابها لا يختلفون عن غيرهم من نواب البرلمان والذي يفرقهم أكثر من الذي يجمعهم. 

ألم يكن هذا المشروع رسالة للاستثمار المركزي واستثمار المحافظات أن يتقدم كل منهم بمثل هذا المشروع الرائد. حيث أن مثل هذا المشروع له صدى إيجابي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. فهو ليس مجرد مكرمة عابرة في ظرف استثنائي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا عملية ترقيع كما أن الكوت ربما أقل نظيراتها من حيث مشكلة السكن إذ من المؤكد أن بغداد وكربلاء والنجف والقادسية و بابل وصلاح الدين تأتي أولاً من حيث الحاجة الى وحدات سكنية للفقراء ومحدودي الدخل  . 

هل المشكلة في التمويل ونحن نملك عدا العملاقين الرافدين والرشيد وصندوق الإسكان وثلاثين مصرفاً أهلياً (ربوياً وإسلامياً) التي لحد الآن لم يحدد دورها بالضبط فالقانون (رقم  94 لسنة  2004) ما زال ملتبساً على المعنيين. حيث ما زالت هذه المصارف لم تلعب دوراً تنموياً لا الإسلامية ولا الربوية التقليدية، إذن كيف تمارس عملها، لا شك أنها تعتاش على شراء العملة كما تسرب من مشكلة بيع العملة الأجنبية.   وهذه المصارف متهمة بالموضوع كثيراً كونه الأكثر جدوى اقتصادية بحيث أصبح البيع بشكل مباشر في أبواب المصارف المذكورة.

والنشطة منها تمول أقساط السيارات لا شك أنها لا تعمل وحدها بدون مساند أي لا تنطق عن الهوى بل هناك قوى الاقتصاد العميقة سياسياً وراءهم، لأن عملية تمويل الإسكان قياساً لتجارة العملة يعتبر أقل مردوداً.

فالحكومة غير قادرة عملياً على البناء بدون القطاع الخاص والاستثمار وهذان لهما مشاكلهما وأهمها المال.

فالأول كمصارف أهلية لحد الآن انتهازي والأجنبي لا تشجعه الاضطرابات، ولم يبق لنا سوى أموال الأوقاف الثلاثة وليس هناك أفرض من حيث الأولوية من فقراء السكن فأين هم والأمر يتفاقم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram