أفاد أهالي محافظة صلاح الدين في المدن والقرى المنكوبة بالفيضانات التي تجتاح المحافظة منذ قبل ظهر الأربعاء الماضي، بأنهم باتوا يواجهون خطرا مضاعفا بعد ظهور قطعان من الخنازير البرية . ويقول مصطفى حماد الدوري (30 سنة)، إنه فوجئ وهو يخلي عائلته إلى الدو
أفاد أهالي محافظة صلاح الدين في المدن والقرى المنكوبة بالفيضانات التي تجتاح المحافظة منذ قبل ظهر الأربعاء الماضي، بأنهم باتوا يواجهون خطرا مضاعفا بعد ظهور قطعان من الخنازير البرية .
ويقول مصطفى حماد الدوري (30 سنة)، إنه فوجئ وهو يخلي عائلته إلى الدور، بعد أن أغرق طوفان المياه قريته المستقرة على ضفاف دجلة شمالي القضاء، بقطيع هائج من الخنازير البرية يقطع طريقهم والعديد من الأهالي يفرون من أمامه .
ويحمد مصطفى الدوري الله لأنه حمل بندقيته (الكسرية) معه، تحسباً لأي طارئ، فصوبها وأطلق النار تجاه القطيع وقتل ثلاثة خنازير، بمساعدة عدد من الأهالي، قبل أن يغيّر القطيع مساره بعيداً عن المدينة.
يقول الدوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأمطار الغزيرة التي تواصل الهطول منذ عدة أيام تسببت بارتفاع منسوب نهر دجلة وغرق العديد من القرى والأراضي الزراعية في المنطقة".
ويضيف إن ذلك "أدى إلى خروج الخنازير والحيوانات البرية التي كانت تختبئ هنا وهناك إلى الخروج من مكامنها إلى الأماكن المرتفعة ، ومنها ما دخل إلى مدينة الدور وأثار هلع الأهالي الذين اضطروا لمواجهتها فضلاً عن الفيضان".
وأعلنت محافظة صلاح الدين، الخميس 31/1/2013، أن ما لا يقل عن 3000 شخص نزحوا من القرى المحاذية لنهر دجلة في مناطق شمال المحافظة من جراء الفيضانات التي تسببت بها الأمطار الغزيرة، فيما أكدت أن نحو 450 منزلا وجسرا تعرضت للانهيار من جراء الفيضانات، مبينة أن مياه دجلة ارتفعت أكثر من أربعة أمتار في حوض المحافظة.
من جانبه يقول مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، طلب عدم كشف هويته، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الطوفان الذي أغرق العديد من القرى والأراضي الزراعية المحاذية لنهر دجلة في قضاء الدور، دفع العشرات من الخنازير البرية إلى الهروب باتجاه داخل الأحياء السكنية في القضاء".
ويبين المصدر وهو ضابط برتبة نقيب في شرطة صلاح الدين أن "قوات الشرطة وبعض الأهالي حملوا أسلحتهم لمطاردة هذه الحيوانات الهائجة التي أثارت هلع المواطنين وكأن خطر الفيضان لا يكفيهم".
وحذرت محافظة صلاح الدين عقب اجتماع طارئ لمجلسها، من وقوع كارثة إنسانية في المحافظة من جراء الفيضانات التي تضرب العديد من قراها منذ الأربعاء الماضي، ودعت الحكومة المركزية والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري، وفيما أكدت إغلاق الجسر الوحيد في تكريت خشية "انهياره" بعد ارتفاع مناسيب دجلة أكثر من أربعة أمتار عن معدلها، فيما توقعت دائرة الموارد المائية في المحافظة تعرض المزيد من القرى المحيطة بالنهر لمخاطر الفيضانات.
يذكر أن غالبية مناطق العراق، ومنها محافظة صلاح الدين تشهد منذ أكثر من ثلاثة أيام هطول أمطار غزيرة، تسببت بارتفاع منسوب المياه في نهر دجلة وفيضانات أدت إلى غرق عشرات القرى في المحافظة ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
وكان مدير سد سامراء المهندس كريم حسن قد ذكر أن موجة الفيضانات أدت إلى ارتفاع منسوب المياه إلى 4,5 متر، وبكميات تعادل فيضان عام 1988 ،إلا أن فتح بوابات سد سامراء إلى منافذ التصريف باتجاه الثرثار ومشروع الإسحاقي قلل من مخاطر الفيضان على مناطق جنوبي صلاح الدين.
وتعد الخنازير البرية مشكلة في مناطق عدة بمحافظة صلاح الدين، لما تسببه من تلف بالمحاصيل الزراعية، فضلاً عن خطرها على الأهالي.
ويعزو الأهالي مشكلة الخنازير البرية في المحافظة، لاسيما في منطقة حوض نهر العظيم الفاصل بين محافظتي صلاح الدين وديالى، الذي يمتد لأكثر من 80 كم، إلى تراجع النشاط الزراعي فيها من جراء العمليات العسكرية الأميركية وظهور الجماعات المسلحة ،الأمر الذي أدى إلى زيادة "غير طبيعية" في أعداد قطعان الخنازير البرية التي تحتمي في مناطق القصب الكثيفة، ويشيرون إلى أن تلك الخنازير أخذت بمهاجمة المزارع وأكل المحاصيل ،لاسيما الذرة والخضراوات، كالطماطم والبطاطا والرقي والخيار وغيره، كما تقوم بإتلاف نباتات الحنطة والشعير والماش والسمسم من خلال الرعي الجائر في حقولها بأعداد كبيرة.










