عندما تولى فيصل الأول عرش العراق عام 1921 ، اندهش من تنوع ألبسة الرأس وكثرتها لدى الشعب العراقي ، غير انه وجد معظم موظفي الدولة العراقية الجديدة ، يضعون على رؤوسهم الطربوش ( الفينة ) رمز موظفي الدولة العثمانية ، فتداول مع مستشاريه الأمر ، وقرر
عندما تولى فيصل الأول عرش العراق عام 1921 ، اندهش من تنوع ألبسة الرأس وكثرتها لدى الشعب العراقي ، غير انه وجد معظم موظفي الدولة العراقية الجديدة ، يضعون على رؤوسهم الطربوش ( الفينة ) رمز موظفي الدولة العثمانية ، فتداول مع مستشاريه الأمر ، وقرر أن يكون لباس الرأس لموظفي الدولة هو ما يسمى بالسيدارة ، وأطلق عليها اسم ( الفيصلية ) ، إشارة إلى مقررها . وقام فيصل الأول بتشجيع الناس على ارتداء السيدارة ، وتوزيعها بنفسه على أصدقائه . ومن الطريف أن بعض كبار الموظفين رفض ارتداءها إلى النهاية ،ومنهم ساسون حسقيل وعبد المجيد الشاوي وغيرهما ممن بقي يضع الفينة على رأسه . كما بقي آخرون يرتدون العقال والعرقجين والجراوية وما إلى ذلك من ألبسة الرأس الشعبية . فضلا عن بعض المتأثرين بالفكر الغربي الذي ارتدى البرنيطة أو البيرية!!
وفي مثل هذا اليوم من عام 1936 ، أقدمت حكومة ياسين الهاشمي على إصدار أمر بتوحيد لباس الرأس في الدوائر والمؤسسات الحكومية والاكتفاء بالسيدارة الفيصلية لباسا رسميا لمن يريد . وعلى الرغم من أهمية القرار وحيويته فقد واجه معارضة من قبل المتزمتين أو الصائدين في الماء العكر من خصوم الهاشمي ، وقد ذكر السيد عبد الرزاق الحسني في تاريخه للوزارات أن من أسباب اندلاع تمرد في منطقة الفرات الأوسط ، كان قرار توحيد لباس الرأس . ومهما يكن من شيء فقد بدأت أوساط كثيرة في المجتمع العراقي بعدم ارتداء أي لباس للرأس ، وأخذ الكثيرون يظهرون في دوائرهم وغيرها حاسري الرأس حتى اختفت تلك الألبسة تدريجيا ولم يبق عليها إلا عشاق الماضي الجميل .










