يُبدي ابن خلدون أسفه وهو يختتم الجملة الأخيرة، من دراسته القيّمة عن نفسية الجماهير بالقول "فاز المتملقون" والمتملقون هؤلاء كما يقول عنهم ابن خلدون هم سلاح المستبدين.. علمني أستاذي الراحل صلاح خالص أن اقرأ صاحب كتاب الخوف من الحرية اريك فروم، وان اعرف منه كيف ينظر البعض الى الحرية باعتبارها وسيلة للقفز على مطالب الناس، ففي كل حركة مطالب شعبية نجد ان هناك قوى تريد ان تلعب دور الوصي على مطالب الجماهير المشروعة في الامان والخدمات والعدالة الاجتماعية .. ونقرأ عند جون ديوي جملة مؤثرة تعبر عن هذه الفكرة حين يقول: "إن التهديد الخطر الذي يواجه الديمقراطية، ليس هو وجود اشخاص مستبدين شموليين، بل انه في وجود اناس لا يفرقون بين الحرية والاستبداد.. ويعتقدون ان التلاعب بمصائر الناس وخداعهم الطريق الأقصر للسلطة".
منذ أن أعلن يوسف القرضاوي في العام 2004، أن قتل المدنيين العراقيين مبرر مثل قتل العسكريين، ظل العالم يتابع تصريحاته وفتاواه التي استباح بها مؤخراً دماء كل من ينادي بمدنية الدولة.
كان الشيخ مزهوا وهو يرى كيف يذبح العراقيين على يد معاونه ابو مصعب الزرقاوي الذي تلقف فتوى شيخه.
اليوم يريد لنا بعض ممتهني السياسية ان نعود إلى زمن فتاوى القرضاوي.. ففي تصريح مثير للدهشة والاستفزاز في الوقت نفسه يحذرنا النائب خالد العلواني من المساس بشخص الشيخ القرضاوي، الذي يقول عنه انه "يحظى بالمنزلة الأولى لدى جماهير المسلمين في كافة أنحاء العالم كونه رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وان التطاول عليه هو إشاعة للطائفية حسب قول مولانا العلواني.. ولا ينسى النائب ان يذكرنا بـ"الدور الكبير في التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة ودعوته القوية لوحدة المسلمين".. مختتما تصريحه الكوميدي بكلمات لا تصدر عن نائب يحترم تضحيات شعبة ومدى الظلم الذي تعرض له من شيوخ فتاوى القتل والتحريض الطائفي، والذي يعد القرضاوي الماركة الأكثر بشاعة وطائفية وإجراما فالنائب يريد منا ان نستقبل شيخه بكل الود والترحاب ان هو قرر المجيء الى العراق.
وانا اقرأ تصريح النائب خالد العلواني قلت مع نفسي شر البلية ما يضحك.. وشر السياسة صبيانها الذين لا يريدون ان يدركوا ان مهمة السياسي هي المحافظة على مصالح ابناء شعبه ايا كانت طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وان لايحول هذه المصالح الى سلعة في سوق المزايدات السياسية، واسأل النائب المبجل لماذا لم نقرأ يوما تصريحا لشيخه يندد بالعمليات الإرهابية التي جرت في العراق وأفغانستان ضد الأبرياء والآمنين، بل شيخه طالما تغنى ببطولات الملا عمر وأبو مصعب الزرقاوي، فالرجل الذي يدعي اليوم وصلا بتظاهرات الشباب العربي ويقول عنه النائب العلواني انه من الإسلام المعتدل، هذا الشيخ لم يتردد في أحيان كثيرة من لبس خوذة الجلادين في التشريع والإفتاء لفنون القتل والذبح التي مارستها الجماعات المتطرفة، فعمليات تفجير السيارات التي تحصد العشرات، وعمليات الذبح المتلفزة، وتقديم الأضاحي بالانترنيت يبررها الشيخ الثائر بحجة أنها كانت تحت ضغط نفسي، بل إن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجاز للزرقاوي ذبح رهائنه وفسر عملية الذبح بأنها تستند إلى السنة النبوية في ذبح كفار قريش في معركة بدر، بل إن الشيخ ذهب إلى أكثر من ذلك حين أخذته حمية الجهاد القاعدي فحكم بالردة على العلمانيين لأنهم حسب قوله يفتحون باب الفتنة، هذا هو شيخ نائبنا العلواني الذي افتى بقتل الناس لأنهم علمانيون، قاصدا إيهام البسطاء والسذج من أن العلمانية تعني الكفر.
لا أريد ان انقل المزيد من مواقف يوسف القرضاوي الذي يريد ان يوهم الجماهير بانه زعيم الربيع العربي.. لكن لي قبل ان اختم نصيحة بسيطة الى كل من يرحب بزيارة القرضاوي الى العراق. حاولوا ايها السادة ان تقرأوا ماذا قاله القرضاوي قبل سنوات عن العراقيين .. ولا تدخلوا رأس الفتنة الى اراضينا.. ابحثوا عنها في الكلام المعلن الذي لم يكن القرضاوي يتردد يوما بقوله.
لا تدخلوا القرضاوي بيوتكم
[post-views]
نشر في: 1 فبراير, 2013: 08:00 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 5
ابو عمار
هذا القرضاوي له من الضلالات ماجعله والعياذ بالله ضالا مضلا ولا نختلف في ذلك اما تقويل الناس مالم يقولوه والافتراء عليهم فهذا ما لا يرتضيه داعي الحق وصاحب المروءة لم تصدر اي فتوى لهذا الضال عن اباحة قتل المدنيين العراقيين اسوة بالعسكريين فمن اين جئت بهذه ا
حامد العبادي
قل هذا الكلام ايضا ياسيدي الكاتب الى مسعود البارزاني .. صاحب الدعوة الأصلية لشيخ الأرهاب..
ابو ايمان
المقال جميل لكن يفترض ان ياخذ كل اللوحة لزيارة القرضاوي ومن دعاه، اليس كان من الافضل ايضا ان ينتقد بعض القيادات الكوردية التي تتبنى وترحب زيارة القرضاوي؟؟؟ ام ان هذه القيادة بعيدة عن تناول النقد لاغراض يعرفها الكاتب؟؟؟؟
علي كاظم
عجيب امرهؤلاءالذين يدعون بالساسةوهم لايفقون من السياسة اي شئ واني اريد ان أسأل العلواني هل خلاالعراق من المشايخ لنأتي بالقرظاوي مفتي الشيخة موزة واني اتحدى القرظاوي ان يتكلم في خطبة في الدوحة عن برالوالدين اكيد لم ولن يفل
ابو ايمان
لقد بعثت تسائل او رد ولكن للاسف لم يشهد النور، هل اسأت فيه الى احد؟ ام مجرد تسائل وحيرة تنتظر الجواب ايها الاعزاء لتكن نظرتكم اطول من ارنبة الانف وليس في حدودها. مع كل التقدير حتى وان لم تنشروا اي تعليق مني فيه بعض الحساسية ولكنه تسائل مشروع يحق لي ان افك