لمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية، أقامت، أمس السبت، دار الثقافة والنشر الكردية وبدعم من وزارة الثقافة مهرجاناً للثقافة الكردية في فندق بغداد بحضور الكثير من الشخصيات السياسية والأدبية والفنية منهم علاء حداد ممثل الجامعة العربية ومحمد الشمري

لمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية، أقامت، أمس السبت، دار الثقافة والنشر الكردية وبدعم من وزارة الثقافة مهرجاناً للثقافة الكردية في فندق بغداد بحضور الكثير من الشخصيات السياسية والأدبية والفنية منهم علاء حداد ممثل الجامعة العربية ومحمد الشمري عضو مجلس محافظة بغداد وفاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء في العراق وصباح المندلاوي نقيب الفنانين.
افتتح المهرجان السيد فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة الذي قال في كلمته: هذا المهرجان يأتي ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة الكردية.. ويسعدني أن التقي بهذا الجمع الغفير في مهرجان الثقافة الكردية. وقد حاولنا أن لا يكون المهرجان مليئاً بالخطب والكلمات وإنما أعطينا لجوانب الثقافة دورها في التشكيل والفوتغراف والكتاب والغناء العربي والكردي والفنون الشعبية، منهم شيخ الغناء الكردي سعيد كابري وزنبقة الغناء الكردي دلفيا قره داغي.
لنعبّر للجميع عن احترامنا للغناء والموسيقى والفن الشعبي.. وكذلك نبعث برسالة التسامح والعمل مع جميع مكونات الشعب العراقي دون تفريق وقد كرست وزارة الثقافة جميع نشاطاتها لتنويع الثقافات وعدم تحديدها على نوع واحد أو لغة واحدة أو مكون واحد.. العراق ساحة للجميع.
وقد خططنا لإقامة مهرجانات لجميع المكونات الكردية والعربية والآشورية والتركمانية واليزيدية وغيرها.
وعلى هامش المهرجان تحدث إلينا الدكتور جمال العتابي مدير دار الثقافة والنشر الكردية فقال: هذه الفعالية ضمن نشاطات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، والمهرجان يوجه رسالة فنية وثقافية هي بمثابة تأسيس لثقافة مشتركة عربية وكردية وخلق مناخات مناسبة للحوار في وقت نشهد فيه توتراً سياسياً في العراق.
واعتقد أن هذه الفعالية جاءت في الوقت المناسب خلال هذه الأيام. ويتضمن المهرجان فعاليات عدة منها ندوة عن الصحافة الكردية ومعرض تشكيلي وآخر فوتوغرافي ومعرض للكتاب بالإضافة الى الطرب الكردي ممثلاً بالمطربين المعروفين سعيد كاباري ودلينا قره داغي الى جانب الفنانين الكبيرين ياس خضر وحميد منصور.
والمهرجان يقام بدعم من وزارة الثقافة، فهو أول فعالية لدار الثقافة الكردية في عام 2013 وستتبعها فعاليات أخرى إن شاء الله.
لقد كان المهرجان عرساً للثقافة الكردية بجميع جوانبها، وهي فرصة للتعرف عليها عن قرب لما تحمله من أصالة وتطور.
على هامش المهرجان تحدثنا إلى المطربة دلينا قره داغي فقالت: "انا سعيدة بالغناء في هذا المهرجان الكبير، لأنني أحب أن اغني بين إخوتي العرب وسأغني لهم أغنية ناظم الغزالي (طالعة من بيت اوبها) لأني احب الغزالي على نحو غريب.. وسأغني أغنيته تعبيراً عن التضامن العربي الكردي.. إلى جانب ذلك سأغني أغنياتي باللغة الكردية لفاصل يستمر ساعة واحدة.
ودلينا حباها الله بصوت جميل ودخلت عالم الغناء بدون دراسة، معتمدة على أذنها الموسيقية وصوتها الرخيم. وهي مطربة معروفة جداً في كردستان ومناطق أخرى من العالم مثل دولة الإمارات العربية وسوريا والأردن بالإضافة الى أوربا وأمريكا من خلال الغناء في أيام أعياد نوروز التي تصادف في 21 آذار من كل عام.
وقالت دلينا إنها تتمنى أن يسمعها الآخرون في كل أنحاء العالم .. وقد نجحت في استقطاب واسع في العراق والوطن العربي وباتت الفضائيات الكردية في كردستان والفضائيات العراقية تبث أغنياتها بشكل كبير وهذا يسعدها ويحفزها على أن تسير بمشروعها الغنائي بخطوات واثقة مكللة بالنجاح.
وفي معرض الفوتوغراف الذي اختار عنوان (الطبيعة) لأنه كما هو معروف أن الطبيعة الكردستانية تتميز بجمالها الخلاب وسحرها المدهش.
وقد انتشرت الصور الجميلة في قاعة كبيرة لفندق بغداد وهي تشمخ بألونها الجذابة والساحرة. وشارك في تصويرها تسعة مصورين محترمين من الكرد.. وجاءت الصور عن الجبال والشلالات والتلال والأرض الخضراء التي تملأها الورود والزهور المنوعة. وعلى هامش المعرض التقينا بالمصور سامان محمد عزيز الذي شارك بصورتين .. الأولى عن مصيف احمد أوق في حلبجة وهي صورة لا تتكرر مجدداً (كما يقول سامان) لأنني التقطتها بعد سقوط النظام السابق مباشرة وفيها تناسق ألوان رائعة .. وحالياً يجري تطوير للمنطقة والأجهزة تنتشر في المنطقة بحيث يصعب تصويرها ثانية بنفس الطريقة.
وأضاف: اخترنا صور الطبيعة للمعرض لان طبيعتنا مشهورة بجمالها وأناقتها وكما نشاهد الصور تلك المشاهد الخلابة.
وفي معرض التشكيل كان هناك ستة فنانين بلوحاتهم الزيتية عن الطبيعة الكردستانية. وحين تقف أمامها ولشدة سحرها تتصور نفسك وكأنك تمشي في تلك الطبيعة الجميلة.