اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > محافظ البصرة: قدرنا أن يتحكـم في مياهنا الأشقاء في محافظتي ميسان وذي قار

محافظ البصرة: قدرنا أن يتحكـم في مياهنا الأشقاء في محافظتي ميسان وذي قار

نشر في: 2 فبراير, 2013: 08:00 م

الحديث عن ماء البصرة المالح أو (المج) ليس بالجديد ولا الغريب بل انه قدر البصرة منذ مئات السنين. ولا أتذكر أن المحافظة ارتوت من ماء صالح للشرب من محطات إسالتها أو مشاريع الماء التي غرقت فيها مليارات الدنانير لكن دون جدوى، تارة نتّهم إيران التي تقذف بم

الحديث عن ماء البصرة المالح أو (المج) ليس بالجديد ولا الغريب بل انه قدر البصرة منذ مئات السنين. ولا أتذكر أن المحافظة ارتوت من ماء صالح للشرب من محطات إسالتها أو مشاريع الماء التي غرقت فيها مليارات الدنانير لكن دون جدوى، تارة نتّهم إيران التي تقذف بمياه الكارون المالحة وتلوث شط العرب لتقضي على آلاف المزارع ومثلها نفوق الحيوانات في المناطق الجنوبية من أبرزها الفاو وشط العرب وأبو الخصيب ثم تأتينا مشكلة انخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات وهذه المرة من تركيا التي تتحكم في منابع نهري دجلة والفرات.. ثم تشكو المدينة الأشقاء من ذوي القربى في حكومتي (ذي قار وميسان) اللتين تتحكمان في المياه الواصلة للبصرة من دجلة والفرات، وتجاوزهما على حصة المحافظة أو تحكمهما بالاطلاقات المائية ...
وأخيراً وليس آخرا المشكلة التي فجرتها  لنا ذي قار حين غسلت مياه أهوارها لتطلق لنا كميات هائلة من (الغسالة) المالحة لتغمر اهوار البصرة، ولتصل إلى شط العرب وتحرق لنا مساحات كبيرة في مناطق شمال المحافظة هذه المرة.
وقال محافظ البصرة الدكتور خلف عبد الصمد في تصريح لـ(المدى ): إن محافظة ذي قار تتحمل مسؤولية الملوحة الزائدة التي حصلت في مياه شط العرب والتي أثرت على مياه الشرب في المحافظة.
وأضاف عبد الصمد أن  مياه الأمطار الأخيرة وفتح سد الغبيشية في ذي قار أمام مياه الأمطار لغرض غسل مياه الأهوار تسببا في مرور مياه مالحة في المناطق المجففة في البصرة، حيث جرفت معها كميات كبيرة جدا من الأملاح إلى شط العرب  مرورا في اهوار المسحب والصلال مما تسبب في مشاكل بيئية في منطقة الهارثة الزراعية القريبة من المنطقة .
وقال مدير دائرة الماء في البصرة خالد جمعة: إن الأزمة تتمركز في المناطق الواقعة شمال المحافظة، إلا أن تأثيراتها امتدت  إلى وسط وجنوب البصرة.
وكشف أن  مياه شط العرب بالقرب من مركز المدينة ارتفعت نسب التراكيز الملحية فيها إلى أربعة آلاف و800 جزء بالمليون، في حين يفترض أن لا تزيد في الظروف الاعتيادية على ألف جزء بالمليون.
وأشار إلى أن مناطق البصرة كانت تجهز بالمياه عبر قناة (البدعة) التي تنقل المياه العذبة، إلا أن القناة لم تعد تغطي حاجة المحافظة بالكامل نتيجة للتوسع السكاني الكبير، وبالتالي نضطر إلى خلط مياه القناة مع مياه شط العرب ونضخها إلى المناطق السكنية.
وأضاف جمعة في حديثه قائلاً: لدينا خطة لإنشاء محطة تصفية عملاقة للماء العذب إلى مركز المحافظة من خلال القرض الياباني وان هذا المشروع قد ينجز في السنوات الأربعة المقبلة.

الكارثة البيئية تؤدي إلى هلاك حيوانات حقلية
أما مستشار محافظ البصرة للشؤون الزراعية  الدكتور محسن عبد الحي  فقد كان أكثر صراحة حين كشف أن الكارثة البيئية أدت إلى هلاك حيوانات حقلية ونفوق عشرات الأطنان من الأسماك، فضلاً عن تدهور الواقع الزراعي في المناطق الواقعة شمال البصرة.
مضيفاً أن لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة ذي قار هي التي تسببت بالكارثة بدافع الاستفادة من مياه الأمطار الغزيرة في تخليص بعض مناطق الأهوار من ترسبات الأملاح والعناصر النزرة.
وبيّن عبد الحي  في حديثه قائلاً أن الحكومة المحلية في البصرة بعثت وفدا يتألف من متخصصين ومسؤولين إلى ذي قار، وتم توقيع محضر اجتماع مع مجلسها يقضي بوقف تدفق المياه المالحة بشكل فوري من خلال إغلاق سدة (الخميسية)، إلا أن حكومة ذي قار لم تلتزم بالاتفاق في حينها، وهو ما ينذر بالمزيد من الأضرار البيئية والمعاناة الإنسانية.
المنطقة الخميسية
المستشار الزراعي في مجلس محافظة البصرة المهندس الزراعي علاء هاشم البدران قال: قبل 4 سنوات فتحت محافظة ذي قار مياه المصب العام المالحة باتجاه الهور عبر إنشاء قناة في منطقة الخميسية لنقل المياه من المصب العام إلى الأهوار وغلق المصب العام بسدة ترابية ...
وأضاف: في الأشهر الأخيرة تعرضت الأراضي في وسط العراق وشماله إلى أمطار فاقت بكمياتها المتوقع، ومن غير الممكن استيعابها منها اضطر وزارة الموارد المائية إلى فتح الخزانات في المنخفضات التي تستوعب المياه باتجاه المصب العام للتخلص من المياه الزائدة استعدادا لمياه جديدة قد تكون أكثر من الامطار السابقة وعليه تم تصريف 70 مترا مكعبا في ثانية نحو المصب العام الذي يصب في هور الحمار ضمن محافظة ذي قار.
جرف الأراضي  
 ولما كانت الكمية من غير الممكن استيعابها من الهور الشمالي فقد عبرت نحو الهور الجنوبي وهو في البصرة وفي طريقها جرفت الأراضي المالحة والأملاح المترسبة في الأراضي المجففة من قبل النظام السابق مما رفع مستوى الأملاح الى معدل كبير جدا حيث وصل معدل الأملاح الذائبة الكلية إلى أكثر من  24 ألفا وهو معدل كبير جدا تسبب بنفوق الأسماك والطيور وتضرر الأراضي الزراعية والجاموس وموت القصب وغيرها من الأحياء والنباتات .
ولم تكلف وزارة الموارد المائية نفسها للتحذير من الخطر قبل وقوعه وكما يبدو ان الوزارة لا تعلم شيئا عن الملوحة والأملاح ويتعاملون مع المياه على انها مياه فقط وهو ما لمسناه من تضرر الزراعة في البصرة قبل 5 سنوات بسبب المد الملحي.
وزارة الموارد المسؤولة
الوزارة هي المسؤولة وكما يبدو فهي غير مكترثة للمخاطر التي تتعرض لها البصرة .. حتى أنها سبق أن رفضت إقامة سد على شط العرب لأسباب فيها تجاوزات مالية بسبب إنشاء قناة اروائية شرق البصرة، واكد ان كل القرى الواقعة على حوض نهري المسحب والصلال في ناحية الهارثة قد ضررت كثيرا، ويجب استكمال إنشاء النواظم والسدود وهذا هو الحل الأمثل ويوجد تخطيط لإقامتها لكن متأخرة لأسباب كثيرة. وفي تقرير موقع من قبل عدد من المسؤولين المتخصصين في البصرة وذي قار ج حصلت عليه المدى جاء فيه :
استمرار تدفق  المياه المالحة بمعدل  20 مترا مكعبا  للثانية وبمعدل  ملوحة 8000   جزء ضمن حدود البصرة وهي مياه ذات نوعية رديئة جدا ولا تصلح لاغمار الأهوار، وان المياه التي تدخل من جهة المصب  العام إلى الهور في ذي قار ذات ملوحة عالية وتصل إلى حدود 6000 جزء وهي  لا تصل للإغمار كما لا تصلح لغسل الملوحة في المياه الواردة إلى البصرة، ويمكن أن تزيد من حجم المشكلة، لا يمكن غلق منافذ المياه الواقعة ضمن حدود البصرة حاليا لكون المياه ستزحف باتجاه المدينة وتغرق الأراضي الزراعية جنوب القضاء  لعدم إكمال السداد لحد الآن بسبب مشاكل عشائرية وعقارية حول  مسار السدة، وعليه يجب أن يتم الغلق من جهة ذي قار لتقليل  الضغط، وبين التقرير انه لا يوجد اهتمام من قبل مجلس محافظة ذي قار لنوعية المياه التي  تغمر  الاهوار في  جهتهم رغم مخاطرها ولذلك لم يتخذوا اي  اجراء .
وطلب المتخصصون كما جاء في التقرير: بفتح السداد القاطعة التي  تحول المياه الى الاهوار والتي اقيمت  على المصب العام في  ذي قار  لغرض تحويل  المياه من الهور  إلى المصب  العام وعمل  دوار من الهور إلى المصب العام لتصريف كميات المياه الفائضة لتقليل الضغط على الهور في ذي قار والذي تتعرض مدنه للغرق والفيضان بسبب الكميات الكبيرة من المياه المالحة ودراسة فتح قناة من الهور الى المصب العام في البصرة، وذلك لتصريف المياه المالحة من الهور إلى المصب العام  وعدم تأثيرها على نهري  المسحب  والصلال  ويجب تسهيل  مهمة العاملين  من ذوي العلاقة في سداد BD2 من قبل  حكومتي البصرة وذي قار المحليتين لانجاز الأعمال خلال  فترة وجيزة لتدارك المشكلة التي قد تحدث بالأسابيع المقبلة.
 وكشف التقرير: عن عدم استكمال المشاريع ضمن البصرة بسبب  معوقات موافقات شركة نفط الجنوب ونوصي بالتأكيد على تنفيذها  خلال  العام الجاري  ..
وتشير معلومات من بعض المصادر: إلى تعرض حوض هور الحمار  الجنوبي إلى اطلاقات مائية عالية ذات نوعية رديئة ومالحة، أضرّت البيئة والمشاريع الزراعية والمواشي ضررا بالغا.
وكانت لجنة إنعاش الأهوار بالمحافظة وبالمشاركة مع لجنة البيئة والصحة دعت إلى اجتماع عاجل يوم الأحد الموافق 20/1/2013. لمناقشة القضية وضرورة إيجاد الحلول العاجلة لها بحضور ممثلين من الأطرف المعنية في المحافظة، وقد حصلت المدى على نسخة من توصيات الاجتماع الذي شارك فيه ممثلون من جميع الدوائر ذات العلاقة.
وجود أضرار بالأسماك
 حيث تم تأكيد وجود أضرار في  أقفاص الأسماك والأراضي الزراعية  وتضرر المواشي ومنها الجاموس بالإضافة إلى حصول تضرر  جسيم  بالبيئة وموت نباتات القصب والبردي في بعض المواقع وموت الأحياء  المائية والبرمائيات وقدم مركز إنعاش الأهوار  وعرض المجتمعون  جداول  تبين ملوحة المياه التي تم رصدها، حيث  كانت معدلاتها عالية جدا فقد بلغت في  بعض المواقع حوالي  20 ألفا وفي اقل المواقع 11  ألفا، في حين أن من المفترض  أن لا تزيد على 2000 وكما هو المعتاد سابقا  وان حجم الاطلاقات المائية  العالي  الذي  يتجاوز 700 متر مكعب/ ثانية أدى إلى ارتفاع سريع بالمناسيب واغمار للمناطق التي جففها النظام السابق من الأهوار والتي  تحولت إلى أسباخ وبالتالي أدت كميات المياه العالية إلى غسل الاملاح وتحويلها نحو البصرة عبر الفتحات المشتركة بين هوري  الحمار الشمالي  والجنوبي لتستقر  في  حوضي نهر  المسحب  والصلال  في  اهوار البصرة، مما سببت هذه الزيادة الكبيرة وهي ورود كميات مياه عالية نحو نهر الفرات الى الأهوار  بحدود 40 مترا مكعبا للثانية، إضافة الى 70 مترا مكعبا للثانية ترد الهور من نهر المصب العام  الذي تم تفريغ أحواض التجميع للمياه الواقعة جنوب بغداد فيه استعدادا لموجات أمطار جديدة.
واكد المجتمعون انه لم تقم وزارة الموارد المائية بالإخبار عن هذه الاطلاقات المائية  او الاستعداد لها او حتى التنبيه لمخاطرها، وعدم علم وزارة الزراعة بهذا الموضوع إطلاقاً وكذلك الحال  بالنسبة للحكومات المحلية ولجان إنعاش الأهوار والزراعة في المحافظات وهو موضوع يحتاج إلى إجابات.
وبين المجتمعون: ما زالت كميات المياه الواردة إلى هور الحمار الشمالي بنفس معدلاتها وتتناقص الملوحة يوميا، حيث سجلت الملوحة انخفاضا تدريجيا ملموسا خلال  فترة أسبوع من تاريخ ارتفاعها وهي في هبوط مستمر. وقد أوصى المجتمعون بعدم غلق  منافذ  المياه بين البصرة وذي قار  ولحين التحقق  من انخفاض  الملوحة الى مستويات دنيا . وبضرورة إنشاء السدة والناظم الهيدرولوجي بين هور الحمار الجنوبي  والشمالي  والذي تأخر انجازه منذ عام 2008 بسبب اعتراضات شركة نفط الجنوب، فيما ذكر السيد مدير مركز إنعاش الأهوار بان الناظم سيتم تنفيذه العام الحالي ضمن موازنة 2013، واعتبار التلوث الحالي كارثة ملحية غير  طبيعية والتوصية بتعويض المتضررين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في درجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram