TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الطلاق العاطفي للنجوم

الطلاق العاطفي للنجوم

نشر في: 2 فبراير, 2013: 08:00 م

بدعة جديدة خرج بها بعض الصحفيين العاطفيين ممن تنقصهم الكثير من مقومات الاعتداد بالنفس امام متغيرات كثيرة تشهدها الساحة الرياضية تتطلب منهم الكياسة والتمهّل قبل ان يدلوا بدلوهم ويفتضح أمرهم بشأن عدم حياديتهم مع ردة فعل الصحافة لاستبعاد لاعب في المنتخب الوطني لا يخدم توجهات المدرب حالياً او ربما لا يستحق حتى بارقة الأمل نهائياً لاستعادة اضوائه الدولية.
ان الاستحقاق الوطني للاعبين يسمو فوق كثير من المصالح التي تتداخل عنوة بمساعدة الصحافة الرياضية " اللاموضوعية" ، فنحن في عصر لم يعد للعلاقات او الضغوط الفوقية دوراً في محاباة فلان او كره علان – كما يفترض - لانه في النتيجة سيكون جميع اللاعبين في قلب الحدث امام ملايين الناس، وتتكشف العناصر غير الصالحة لارتداء فانيلة المنتخب بكل سهولة ، وبالتالي لن نعجب للنتائج الهزيلة التي شهدتها كرتنا على صعيد المنتخب الاول منذ انتهاء بطولة أمم آسيا 2007 حتى بُحت اصوات الزملاء المعتدليين ممن لا ناقة لهم بضم س أو إبعاد ص ، مطالبة اتحاد الكرة بالمباشرة في الاحلال التدريجي للاعبين وذلك لكبر اعمارهم وقتها،  وانهم كانوا على مشارف نهاية الخدمة بدليل ان مسابقة كرة القدم لدورة اثينا الاولمبية عام 2004 المخصصة لفئة تحت 23 سنة شهدت انجازاً عظيماً للكرة العربية بعد تألق زملاء يونس محمود أيما تألق أمام نجوم كبار وابرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو لكن السؤال المهم كيف صمد الأخير وزملاؤه مع منتخب بلادهم حتى الان ، ولماذا توارى اغلب عناصر لاعبي منتخبنا اذا كانت اعمارهم وقتها فعلاً تحت 23 سنة؟!
لهذا ان الاشارات الاخيرة التي بعثها عدد من اللاعبين الدوليين بخصوص اعلانهم الاعتزال او الاستياء من تهميشهم لم تعد مقبولة بتاتاً ، ومن المعيب ان يذهب بعض الصحفيين للعزف على ناي مظلوميتهم كما يدعون، فأحكام العمر قاسية على الجميع لا تستثني احداً سوى من يرى نفسه "فرعون الكرة العراقية" ، وبدلا من ان نساير النجوم المتغطرسين في اجترار التصريحات نفسها بعد انتهاء كل بطولة ، علينا ان نساعدهم في تهدئة انفسهم وتقليل الضغوط عليهم عبر الحوارات العقلانية لا المجنونة ، نمد لهم حبال النجاة ليهبطوا من قمم التعالي ولا نحرّضهم على اشعال الحرب ضد شخصيات مسؤولة عن اللعبة (اداريين أم مدربين أم منظومة أم مسابقة) لان ذلك يعد حضاً على ارتكاب اخطاء لا يسامح عليها القانون تارة وينفر منها الالتزام الادبي المقرّ بين اللاعب ومرجعه الاتحاد او المدرب.
لنأخذ العبرة اليوم من عشرات الدروس التي يقدمها لنا الغرب في مجال اللعبة ، بالامس استبعد مدرب هولندا لويس فان غال ثلاثة من أخطر وأهم لاعبيه هم روبن وشنايدر وفان دير فارت بسبب "عدم استمرارهم في اللعب بشكل منتظم على مستوى انديتهم" وعلى خطاه قرر مدرب اسبانيا دل بوسكي اسقاط توريس من قائمته !
ترى هل يوجد مدرب عربي واحد يُصغي الى عقل مهنيته لا عاطفته يجرؤ الى اهمال هكذا نوعية من لاعبيه يحسمون مبارياته من انصاف الثواني ؟! اذن المشكلة فينا ، نحتاج الى اعادة تأهيل المنظومة الكروية على مستوى التطبيع الثقافي الرياضي مع بعضنا البعض وتدخل الصحافة على خط التماس ايضاً لما لدورها الخطير من تأجيج الازمات والاستئناس بنشر (مانشيتات) ساخنة تحطّ من اقدار الناس احياناً لحساب مجاملة النجم وكأنه ملاك منزّه من الاخطاء ويعيش وضعاً مثالياً في بيئة الاحتراف ويأنف الرد على أي سؤال يرتبط بامكانية العودة للعب في دوري بلاده وتناسى زمنه القديم في ملاعبها يوم كان مغموراً متحسّراً على دفع ثمن وجبة غداء في مطعم فاخر بعد الانتهاء من التمرين في ناديه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram